قالت مجلة تايم الأميركية إن تركيا فتحت أبوابها للمعارضة السورية، فقدمت لها الدعم السياسي ووفرت الملاذ الآمن للاجئين، متسائلة عما إذا كانت ستبادر أيضا بتقديم العون العسكري لقتال الرئيس السوري بشار الأسد؟
فعن استقبال اللاجئين وحمايتهم، تحدث رائد صالح (27 عاما) للمجلة قائلا إن “نقل اللاجئين من الأراضي السورية إلى التركية يشبه نقلهم من الموت إلى الحياة”.
ويشير صالح إلى أن الأتراك يقدمون مساعدة كبيرة، فيوفرون الحافلات الصغيرة وسيارات الإسعاف لنقل اللاجئين إلى واحد من المخيمات الستة المحاذية للحدود مع سوريا.
ويضيف أن الأتراك يشكلون كذلك رادعا للجنود السوريين الذين عرف عنهم إطلاق النار على اللاجئين، “فيفكرون مرتين عندما يرون الحرس التركي”.
وصالح لا يشكو من أي ظروف داخل المخيمات التي تضم نحو 11 ألفا، “فالطعام طيب والخيام جيدة، ونحاول أن نوفر الدفء داخلها، وفوق كل ذلك، نحن في أمان”.
وتعتبر هذه الخيام مقرات قيادة للعقيد السوري المنشق عن الجيش رياض الأسعد الذي يقود الجيش السوري الحر بقوام قدره أربعون ألفا من الجنود المنشقين عن الجيش النظامي.
تسليح
وتعليقا على ما يشاع من تسليح تركيا للمقاتلين، قال قائد يدعى أيهم الكردي (30 عاما) “إن كل ما تلقيناه من مساعدة حتى الآن يقتصر على السماح لنا بالبقاء في تركيا، ولا شيء غير ذلك”.
ويضيف أن الحكومة التركية لم تقرر بعد، معربا عن تمنياته بأن تصل إلى القرار.
ويعرب ماهر النعيمي -وهو متحدث باسم الجيش السوري الحر- عن سخطه قائلا “لم نتلق أي دعم يخص تزويدنا بالسلاح من الحكومة التركية”، ويضيف عبر مكالمة هاتفية “لقد رأينا روسيا تقدم الدعم المالي والعسكري للنظام السوري، ولكننا لا نتلقى شيئا”.
غير أن أحد أعضاء المجلس الوطني السوري يدعى خالد خوجا قال إن المعارضة تشكر أنقرة على مساعدتها للاعتراف بها “ممثلا للشعب السوري” في جامعة الدولية العربية، وتسعى إلى الاعتراف بها ممثلا شرعيا “وحيدا” للشعب السوري في مؤتمر “أصدقا سوريا” الذي سيعقد في إسطنبول.
وقال خوجا إن الأتراك لا يحاولون التدخل في “عملنا” ولا يؤثرون مجموعة على أخرى، بل يحرصون على “وحدتنا”.
ويعرب السفير السابق المنشق عن النظام محمد بسام عمادي عن أمله بأن تقدم أنقرة التدريب والخبرة، مشيرا إلى أن المجلس الوطني حاول أن يستقطب الكثير من المجموعات منها الكردية والعلوية، غير أن الانقسامات الداخلية والافتقار إلى الشفافية تحول دون ذلك.
ويؤكد عمادي وخوجا أن تركيا لم تمارس التحيز إلى فئة دون أخرى “لأنها تعمل على كسب ثقة المعارضة بشكل عام”، مشيرا إلى أن الأتراك يدركون أن الأسد زائل، وأن تركيا ستحظى بعلاقات أكثر فعالية مع النظام السوري المقبل.
من جانبه يستبعد الكاتب الصحفي جنكيز كندار قيام تركيا بأي خطوة أخرى دون دعم دولي، مشيرا إلى أن قيام أنقرة -بدون غطاء دبلوماسي- بتسليح الجيش الحر والسماح له بشن هجمات من الأراضي التركية، يعني بداية حرب مع سوريا.
ويضيف أن ذلك يؤجج التوتر بين تركيا والعراق المجاور لها وإيران وروسيا، وهو ما يهدد بفوضى عارمة في المنطقة.