"الكلمات لم تعد مجدية" الأسد لا يفهم إلا لغة القوة
نشرت صحيفة "ذي تايمز" اليوم الخميس تحليلاً كتبه مارتن فليتشر يقول فيه ان مدناً وبلداناً مثل حماة في سوريا وسراييفو في البوسنة-الهرسك ورواندا والكونغو تعرضت في الماضي الى مجازر وقصف وحشي و"الآن تنضم اليها حمص". وهنا نص التحليل: "في شباط (فبراير) 1982 قتل اكثر من 20 الف مدني عندما حولت القوات الخاضعة لإمرة الفريق رفعت الاسد، الاخ الاصغر للرئيس حافظ الاسد قسماً كبيراً من مدينة حماة، المدينة الرابعة في سوريا، الى انقاض لسحق انتفاضة سنية.
وبعد مرور ما يقرب من 30 سنة، تقوم قوات بقيادة الفريق ماهر الاسد، الشقيق الاصغر للرئيس بشار الاسد بتدمير اجزاء واسعة من حمص، ثالث اكبر المدن السورية، وقتل آلاف من الرجال، والنساء والاطفال خلال سعيها لسحق انتفاضة سنية اخرى.
التاريخ يعيد نفسه، كما يقول المثل. اذ يبدو ان حمص تنضم الى حماة في في القائمة المعيبة للاماكن التي اعرب العالم عن أساه بسببها لكنه لم يفعل شيئاً بينما يجري ذبح مدنيين. انها قائمة تكبر بصورة مضطردة – سربرينتسا وسراييفو في البوسنة، ماتابيلي لاند في زمبابوي، ورواندا والكونغو...
بينما كانت الدبابات تهدر متجهة الى شوارع بابا عمرو المهدمة في حمص امس، كانت الدول الغربية تحضر بابتهاج مشروع قرار آخر في مجلس الامن الدولي، يطالب هذه المرة بانهاء العنف وافساح السبيل للعاملين في المساعدات الانسانية للوصول الى مدن مثل حمص.
وما هذه سوى لفتة ارضاء للضمير . فحتى لو أظهرت روسيا والصين بارقة وازع اخلاقي ووافقت على القرار، ما هي فرصة امتثال نظام حكم بشار الأسد له؟ لقد رفض امس السماح لرئيسة وكالة الاغاثة التابعة للامم المتحدة البارونة ايموس بدخول البلاد لمجرد تقييم الحاجة لامدادت الاغاثة الطارئة.
بعض الحقائق الاساسية لا بد من مواجهتها. ان نظام الحكم هذا ليس حساساً للضغط الدولي. انه لن يتورع عن عمل اي شيء من اجل المحافظة على بقائه. وسينتشر سفك الدماء بينما يحول اهتمامه من بقايا حمص الى بلدات ومدن اخرى ثائرة.
اننا نميل الى الاعتقاد بان المقاتلين من اجل الحرية ينتصرون دوماً في النهاية. وقد عززت الاطاحة بحكام تونس، ومصر وليبيا الدكتاتوريين العام الماضي هذا الاعتقاد. لكن النموذج الذي يتبعه الرئيس الاسد ليس الربيع العربي. انه (نموذج) حماة، واستخدام القوة الساحقة التي مكنت والده من البقاء – و(مكنت عمه) رفعت من التمتع بتقاعده في (حي) مايفير (اللندني الراقي).
لا يمكن السماح لنظام الإبن بالبقاء من خلال الوسيلة نفسها. اذ سيبعث ذلك برسالة مريعة الى طغاة آخرين محاصرين، ويظهر الغرب في حالة عقم، ويعطي جرعة قوة لنظام الحكم الايراني الخبيث، الى جانب امور اخرى كثيرة. لقد حان الوقت بجد للنظر في افعال وليس اقوال – قطاعات عازلة، قطاعات حظر للطيران، بل وحتى تسليح المعارضة السورية وتدريبها. وليست هذه خيارات جيدة، لكنها
الاقل سوءاً".نشرت صحيفة "ذي تايمز" اليوم الخميس تحليلاً كتبه مارتن فليتشر يقول فيه ان مدناً وبلداناً مثل حماة في سوريا وسراييفو في البوسنة-الهرسك ورواندا والكونغو تعرضت في الماضي الى مجازر وقصف وحشي و"الآن تنضم اليها حمص". وهنا نص التحليل: "في شباط (فبراير) 1982 قتل اكثر من 20 الف مدني عندما حولت القوات الخاضعة لإمرة الفريق رفعت الاسد، الاخ الاصغر للرئيس حافظ الاسد قسماً كبيراً من مدينة حماة، المدينة الرابعة في سوريا، الى انقاض لسحق انتفاضة سنية.
وبعد مرور ما يقرب من 30 سنة، تقوم قوات بقيادة الفريق ماهر الاسد، الشقيق الاصغر للرئيس بشار الاسد بتدمير اجزاء واسعة من حمص، ثالث اكبر المدن السورية، وقتل آلاف من الرجال، والنساء والاطفال خلال سعيها لسحق انتفاضة سنية اخرى.
التاريخ يعيد نفسه، كما يقول المثل. اذ يبدو ان حمص تنضم الى حماة في في القائمة المعيبة للاماكن التي اعرب العالم عن أساه بسببها لكنه لم يفعل شيئاً بينما يجري ذبح مدنيين. انها قائمة تكبر بصورة مضطردة – سربرينتسا وسراييفو في البوسنة، ماتابيلي لاند في زمبابوي، ورواندا والكونغو...
بينما كانت الدبابات تهدر متجهة الى شوارع بابا عمرو المهدمة في حمص امس، كانت الدول الغربية تحضر بابتهاج مشروع قرار آخر في مجلس الامن الدولي، يطالب هذه المرة بانهاء العنف وافساح السبيل للعاملين في المساعدات الانسانية للوصول الى مدن مثل حمص.
وما هذه سوى لفتة ارضاء للضمير . فحتى لو أظهرت روسيا والصين بارقة وازع اخلاقي ووافقت على القرار، ما هي فرصة امتثال نظام حكم بشار الأسد له؟ لقد رفض امس السماح لرئيسة وكالة الاغاثة التابعة للامم المتحدة البارونة ايموس بدخول البلاد لمجرد تقييم الحاجة لامدادت الاغاثة الطارئة.
بعض الحقائق الاساسية لا بد من مواجهتها. ان نظام الحكم هذا ليس حساساً للضغط الدولي. انه لن يتورع عن عمل اي شيء من اجل المحافظة على بقائه. وسينتشر سفك الدماء بينما يحول اهتمامه من بقايا حمص الى بلدات ومدن اخرى ثائرة.
اننا نميل الى الاعتقاد بان المقاتلين من اجل الحرية ينتصرون دوماً في النهاية. وقد عززت الاطاحة بحكام تونس، ومصر وليبيا الدكتاتوريين العام الماضي هذا الاعتقاد. لكن النموذج الذي يتبعه الرئيس الاسد ليس الربيع العربي. انه (نموذج) حماة، واستخدام القوة الساحقة التي مكنت والده من البقاء – و(مكنت عمه) رفعت من التمتع بتقاعده في (حي) مايفير (اللندني الراقي).
لا يمكن السماح لنظام الإبن بالبقاء من خلال الوسيلة نفسها. اذ سيبعث ذلك برسالة مريعة الى طغاة آخرين محاصرين، ويظهر الغرب في حالة عقم، ويعطي جرعة قوة لنظام الحكم الايراني الخبيث، الى جانب امور اخرى كثيرة. لقد حان الوقت بجد للنظر في افعال وليس اقوال – قطاعات عازلة، قطاعات حظر للطيران، بل وحتى تسليح المعارضة السورية وتدريبها. وليست هذه خيارات جيدة، لكنها