كشف العميد حسام عواك، قائد عمليات الجيش السوري الحر والعميد السابق
بالمخابرات الجوية، أمس، ولأول مرة، عن وجود لواء مدرعات إيراني يقاتل مع
قوات الرئيس بشار الأسد ضد الشعب السوري، قائلا إن كتائب لحزب الله أيضا
تؤازر النظام السوري بالقنص والتفجير وحرب الشوارع، لكنه أشار مع ذلك إلى
تزايد أعداد المنضمين للجيش السوري الحر، الساعي لإسقاط النظام.
وقال عواك، خلال مقابلة أجرتها معه «الشرق الأوسط» أثناء مروره
بالقاهرة، إن عدد المنشقين عن النظام السوري وعدد الفصائل الشعبية المسلحة
في صفوف الجيش الحر في تزايد، إلا أنه قال إنه في الوقت الراهن لا يمكنه
الإفصاح عن الأعداد حتى ولو بشكل تقريبي، مضيفا أن «الأعداد مُرضية
وكثيرة»، وأن فصائل المقاومة الشعبية التي تعمل كدعم ورديف للجيش السوري
الحر، تقوم بتنفيذ عمليات خطيرة، وتمكنت من إثبات جدارتها في ساحة المعركة.
وعن مصادر تمويل الجيش السوري الحر، قال عواك: «ما زلنا نعتمد على
علاقاتنا الخاصة عبر تجار سوريين وجمعيات خيرية، وتجار سلاح داخل سوريا
وأحيانا خارجها»، مشيرا، فيما يخص الدعم الخارجي، إلى أنه كان هناك دعم
ليبي مسلح لفترة وتوقف بسبب الأوضاع الداخلية التي تمر بها ليبيا. وعن صور
الدعم الخليجي للجيش الحر، قال عواك: «قمت بزيارة لعدد من الدول الخليجية..
وعدنا خيرا ولكن حتى الآن لا يوجد جديد، ولكن وعدتنا بعض الدول الخليجية
بالفترة القادمة سوف يكون هناك دعم ونحن ننتظر». وتابع قائلا حول الموقف
المصري من الثورة السورية: «ما زلنا ننتظر الدعم المصري الحقيقي الذي سيحسم
الوضع في سوريا.. نحن نعتبر أنفسنا جزءا من الجيش المصري منذ أيام الوحدة
المصرية السورية في عهد جمال عبد الناصر. ما زال ما يسمى الجيش الأول الذي
يتبع الجيش المصري في سوريا، ونحن راضون بأي دعم تقدمه مصر».
وتابع عواك قائلا عما يتردد عن وجود مقاتلين عرب داخل صفوف الجيش السوري
الحر: «المعروف أن سوريا بلد لكل العرب تضم العديد من الجنسيات العربية
العاملة أو المقيمة في سوريا، من مصريين وليبيين وتونسيين، فهؤلاء الأشخاص
ممن كانوا في سوريا رأوا بأم أعينهم كيف كان جيش الأسد يقتل المدنيين»،
مشيرا إلى أن «ما يحدث في سوريا لا يرضاه عربي لديه ضمير»، وأن أولئك العرب
الموجودين في سوريا «انتفضوا مع إخوانهم السوريين»، نافيا وجود عناصر
منتمية لـ«القاعدة» كما يزعم البعض.
وعن التقارير التي تشير إلى تدخل الحرس الثوري الإيراني للقتال مع قوات
الأسد، أوضح عواك قائلا: «ألقينا القبض، أكثر من مرة، على ضباط من عناصر
الحرس الثوري الإيراني وخبراء إيرانيين يعملون في مناطق عسكرية إيرانية..
لدينا على الأراضي السورية لواء مدرعات كامل من الحرس الثوري الإيراني
وموجود باتجاه منطقة دير العشاير في معسكرات أحمد جبريل على الحدود
اللبنانية السورية، وهذه معلومات يتم الإفصاح عنها للمرة الأولى، حيث إنها
كانت توجد منذ عام 2007 عقب حرب حزب الله مع إسرائيل».
وتابع العميد حسام عواك أن حزب الله موجود على الأراضي السورية من خلال
كتائب 101 و102 و103، والأخيرة كتيبة شيعية إرهابية متخصصة في الاغتيالات
وعمليات التفجير، وهي تعمل الآن على الأرض لصالح بشار.. «أما الكتيبة 101
فتمتاز بقدراتها على حرب الشوارع وعلى القنص ويستخدمها بشار أيضا ضد الشعب
السوري».
وعن الاستراتيجية التي يتبعها الجيش الحر مقارنة باستراتيجية نظام
الأسد، أوضح العميد عواك بقوله: «نحن نتبع تكتيكا يختلف عن تكتيك المدرسة
الروسية التي يتبعها جيش الأسد وهي التركيز على منطقة محددة حتى فرض
السيطرة التامة عليها، لكننا نستخدم أساليب مختلفة تقوم على المراوغة
والمناورة.. فمن الممكن أن تكون المعركة في منطقة معينة ونقوم بفتح جبهة في
منطقة أخرى يكون لنا النصر فيها».
وعن الطريقة التي ينظر بها إلى مواقف الحكومة العراقية للثورة السورية،
قال العميد عواك إن «الأخبار المبشرة من كردستان العراق (تشير إلى أنهم)
يتفهمون الثورة السورية، أما بالنسبة لحكومة نوري المالكي فنحن لا نعرف
حقيقة المواقف ولكن يبدو أنها حكومة تتبع إيران، لكن كاحتكاك مباشر لم تصدر
أي مواقف مضادة من قبل النظام العراقي، ولكن نتمنى أن يتفهموا وضعنا لأنهم
عانوا من صدام حسين والبعث العراقي حتى وإن كانوا يتبعون إيران».
لكن العميد عواك أضاف قائلا إن «الكتائب الشيعية العراقية التي تصل
لسوريا؛ نتعامل معها قبل الدخول إلى سوريا، ونحذرهم للمرة المائة لا
تتدخلوا في الشأن السوري». وأشار إلى وجود كتائب نائمة في دمشق مشكلة
وموزعة.. «سوف تقوم بعمليات نوعية لاحقة، تنتظر الأوامر لتفزع نظام الأسد
وتوقظه من غفلته، قريبا ستنفذ عمليات في دمشق، وقريبا سنغلق المطارات في
سوريا».
وعن رؤيته للخروج من الأزمة، قال عواك إنها «لا تحل إلا بشقين؛ سياسي
وعسكري، ونحن سوف نعمل في المرحلة القادمة.. أولا: لا نريد تكرار السيناريو
الليبي بعدد الشهداء والجرحى، نحاول حقن الدم، لهذا أشركنا السياسيين
معنا، ولكن إذا تطلب الأمر الحسم العسكري سنحسم المواجهات عسكريا وأفضل
السيناريو الليبي وحتى لا يتهمنا أحد بعد ذلك بأننا استخدمنا الحرب فها نحن
نقول طالبنا بشار بتسليم السلطة وقتلنا ويستمر بقتل أبنائنا».