"بسمة قضماني": "نحن بحاجة إلى إسرائيل في المنطقة"
2012-2-20 د. عوض السليمان
د. عوض السليمان/ كاتب وإعلامي - فرنسا
لم يسألها أحد عن القرآن البتة، ولم يأت أحد من المتحدثين على ذكره، ومع ذلك تبجحت في ردها على سؤال حول المقاطعة لإسرائيل بالقول: المقاطعة شيء سيئ، نحن بحاجة إلى ثقافة مغايرة حتى نتوقف عن الحديث في القرآن.
مقابلة بسمة قضماني (عضو المجلس الوطني السري المعارض) جاءت مع عدد من الكتاب اليهود و"الإسرائيليين" في معرض الكتاب بباريس بمناسبة ستين سنة على "إنشاء دولة إسرائيل" كما قال مذيع الحلقة جان بيير إلكبش. فبمجرد حضور بسمة لهذه المقابلة أعلنت اعترافها بدولة "إسرائيل".
ليس فقط تعترف "بإسرائيل" كدولة، بل وتشارك في احتفالاتها بذكرى تأسيسها الستين، وإلا ما معنى حضورها في مثل هذه المناسبة التي يبكيها كل عربي وكل مسلم.
كانت بسمة قضماني في تلك المقابلة امرأة مهزومة تبلع لعابها عند كل سؤال. وجاءت إلى المقابلة لتسيء إلى كتاب الله تعالى، فضلاً عن أنها كانت بحاجة تامة إلى إسرائيل.
من المفارقات في ذلك اللقاء، أن المذيع يٌعرف إحدى الضيوف باسم ميشال، فتعترض وتقول: بل اسمي ميخال، ومعنى اسمي بنت ساوول وزوجة دافيد. كان يبدو على الحاضرين اعتدادهم بعقيدتهم بينما ذهبت بسمة قضماني لتتحدث عن تعقيدات المجتمعات العربية وتبدي خجلها من إسلامها.
قالت: "أنا أعتقد أن إسرائيل مجتمع يتقدم ومنظم بقوة وهو منفتح على النقد الذاتي وهذا غير موجود في الجانب العربي، وقد فهم كثير من العرب اليوم أننا بحاجة لهذا أولاً، ولهذا فمقاطعة إسرائيل أمر سيئ، نحن بحاجة إلى هذا، بحاجة إلى ثقافة كي لا نبقى نتحدث دائما بالقرآن." وأريد أن أكرر لم يستفزها أحد ولم يذكر القرآن أحد من الحاضرين، ولكنها المهانة أمام الآخرين والإحساس بالهزيمة.
هكذا ترى ممثلتي في المجلس الوطني السوري أن المقاطعة الثقافية للصهاينة أمر سيء، وهكذا ترى أن علينا أن نتقدم لا أن نتكلم بالقرآن وثقافته.
في هذه الأثناء وهي تتكلم عن عدم الحاجة إلى ثقافة القرآن، سألتها الكاتبة الضيفة أورلي كاستل، هل أنتم بحاجة إلى إسرائيل في الشرق الأوسط؟ قالت نعم بكل تأكيد "ABSOLUMENT " وهذه من الكلمات التي تقطع الشك، بكل تأكيد، بلا نقاش، ثم كررت ذلك مرة أخرى. ولما سألها المذيع لماذا أنتم بحاجة إلى إسرائيل، تاهت في الجواب فقاطعها وانتقل إلى موضوع آخر.
ممثلتي في المجلس الوطني السوري والناطق الرسمي باسمه، تعتقد أن الحديث إلى شخص إسرائيلي خير وأفضل من الحديث إلى شخص عربي، وذلك لضرورة وأهمية التبادل الثقافي.
أما ما ورد في كتابها "هدم الجدران"، الذي شاركت في عرضه في تلك المقابلة، فقد كتبت فيه: إننا نشكك في محتوى القرآن لأنه انتقل عن طريق الذاكرة ولم يدون إلا بعد مائة سنة من وفاة النبي.
المسألة ليست فقط في بسمة قضماني بل في ظهور "قطيع جديد"، يؤلهون من هم في مواقع المعارضة، وأخشى أن يسجدوا لهم كما سجد العبيد الحمقى لصورة بشار الأسد. فقد هاجمنا بعضهم لأن بسمة قضماني عضو المكتب التنفيذي للمجلس الوطني، وخيرونا إما أن ندافع عنها وإما فنحن من أتباع النظام وأزلامه. وقد أبلغت هؤلاء أن عدو القرآن عدوي، وأن صديق الكيان ا لصهيوني عدوي، وأن الأسد أيضاً عدوي.
ومن هؤلاء الجدد، من عتب علينا أن أثرنا هذا الموضوع في وقت يجب أن تتحد فيه الصفوف لإسقاط الأسد، وقد رددنا عليه، أن الصفوف يجب أن تتوحد لإسقاط الأسد وإسرائيل، وإننا ما وقفنا ضد الأسد إلا لأنه مستبد وحامي الكيان الصهيوني، وإن إسقاط إسرائيل يعني إسقاط أولئك الذين يدافعون عنها ومتى؟ في ذكرى تأسيسها على جثث ضحايا دير ياسين وكفر قاسم.
إنني أشدد على أنني عدو الأسد، فهو قاتل سفاح وعدو بسمة قضماني، التي تحارب كتاب الله وتعتدي على عقيدة مليار مسلم. وليس لأنني في حرب مع الأسد فسأسكت عمّن يعبث بكتاب الله، أياً كان. إن حربي على الأسد لن توقفني عن الدفاع عن فلسطين، فضلاً عن أن توقفني لا سمح الله عن الدفاع عن كتابه المجيد.
المصيبة أن قضماني أصدرت بياناً هزيلاً للدفاع عن نفسها، وذكرت بتاريخها النضالي في الدفاع عن القضية الفلسطينية واتهمت صاحب المصورة المنشورة على الفيس بوك بأنه مزور.
فلتتقدم السيدة قضماني بكامل المصورة للجمهور، حتى يتأكد السوريون بأنفسهم بأن المصورة ليست مزورة بل فيها أكثر مما عرضته. وكيف ترد عضو المكتب التنفيذي على مصورة بالكلام، طالما أنها مزورة فهاتي غير المزورة. وقد وجهت للسيدة قضماني بعد صدور بيانها سؤالاً واضحاً: هل أنت تشككين في القرآن وهل ورد ذلك في كتابك، فتجاهلت الرد، وانتظرت طوال الليلة الماضية ولم ترد علي.
على بسمة قضماني اليوم أن تعتذر للشعب السوري وللمسلمين عن تشكيكها في عقائدهم، وأن تعتذر لشهداء فلسطين وللكتاب الفلسطينيين الذين طالبوا بمقاطعة معرض الكتاب في باريس لأنه جاء بمناسبة سلب فلسطين. ولكن بسمة لم تستجب وقتها لهم وحضرت المقابلة وشاركت في معرض الكتاب.
وعليها قبل ذلك أن تتعلم من الرئيس الألماني ومن رئيس المالديف ولتغادر، أنت يا بسمة لا تمثلينني، بل إنني أبرأ إلى الله أن تمثليني. إنما يمثلني خالد أبو صلاح وصالح الحموي وأنور الزعبي ومحمد الخطيب وغيرهم من فلاسفة الثورة وجذوتها التي لا تنطفئ.
2012-2-20 د. عوض السليمان
د. عوض السليمان/ كاتب وإعلامي - فرنسا
لم يسألها أحد عن القرآن البتة، ولم يأت أحد من المتحدثين على ذكره، ومع ذلك تبجحت في ردها على سؤال حول المقاطعة لإسرائيل بالقول: المقاطعة شيء سيئ، نحن بحاجة إلى ثقافة مغايرة حتى نتوقف عن الحديث في القرآن.
مقابلة بسمة قضماني (عضو المجلس الوطني السري المعارض) جاءت مع عدد من الكتاب اليهود و"الإسرائيليين" في معرض الكتاب بباريس بمناسبة ستين سنة على "إنشاء دولة إسرائيل" كما قال مذيع الحلقة جان بيير إلكبش. فبمجرد حضور بسمة لهذه المقابلة أعلنت اعترافها بدولة "إسرائيل".
ليس فقط تعترف "بإسرائيل" كدولة، بل وتشارك في احتفالاتها بذكرى تأسيسها الستين، وإلا ما معنى حضورها في مثل هذه المناسبة التي يبكيها كل عربي وكل مسلم.
كانت بسمة قضماني في تلك المقابلة امرأة مهزومة تبلع لعابها عند كل سؤال. وجاءت إلى المقابلة لتسيء إلى كتاب الله تعالى، فضلاً عن أنها كانت بحاجة تامة إلى إسرائيل.
من المفارقات في ذلك اللقاء، أن المذيع يٌعرف إحدى الضيوف باسم ميشال، فتعترض وتقول: بل اسمي ميخال، ومعنى اسمي بنت ساوول وزوجة دافيد. كان يبدو على الحاضرين اعتدادهم بعقيدتهم بينما ذهبت بسمة قضماني لتتحدث عن تعقيدات المجتمعات العربية وتبدي خجلها من إسلامها.
قالت: "أنا أعتقد أن إسرائيل مجتمع يتقدم ومنظم بقوة وهو منفتح على النقد الذاتي وهذا غير موجود في الجانب العربي، وقد فهم كثير من العرب اليوم أننا بحاجة لهذا أولاً، ولهذا فمقاطعة إسرائيل أمر سيئ، نحن بحاجة إلى هذا، بحاجة إلى ثقافة كي لا نبقى نتحدث دائما بالقرآن." وأريد أن أكرر لم يستفزها أحد ولم يذكر القرآن أحد من الحاضرين، ولكنها المهانة أمام الآخرين والإحساس بالهزيمة.
هكذا ترى ممثلتي في المجلس الوطني السوري أن المقاطعة الثقافية للصهاينة أمر سيء، وهكذا ترى أن علينا أن نتقدم لا أن نتكلم بالقرآن وثقافته.
في هذه الأثناء وهي تتكلم عن عدم الحاجة إلى ثقافة القرآن، سألتها الكاتبة الضيفة أورلي كاستل، هل أنتم بحاجة إلى إسرائيل في الشرق الأوسط؟ قالت نعم بكل تأكيد "ABSOLUMENT " وهذه من الكلمات التي تقطع الشك، بكل تأكيد، بلا نقاش، ثم كررت ذلك مرة أخرى. ولما سألها المذيع لماذا أنتم بحاجة إلى إسرائيل، تاهت في الجواب فقاطعها وانتقل إلى موضوع آخر.
ممثلتي في المجلس الوطني السوري والناطق الرسمي باسمه، تعتقد أن الحديث إلى شخص إسرائيلي خير وأفضل من الحديث إلى شخص عربي، وذلك لضرورة وأهمية التبادل الثقافي.
أما ما ورد في كتابها "هدم الجدران"، الذي شاركت في عرضه في تلك المقابلة، فقد كتبت فيه: إننا نشكك في محتوى القرآن لأنه انتقل عن طريق الذاكرة ولم يدون إلا بعد مائة سنة من وفاة النبي.
المسألة ليست فقط في بسمة قضماني بل في ظهور "قطيع جديد"، يؤلهون من هم في مواقع المعارضة، وأخشى أن يسجدوا لهم كما سجد العبيد الحمقى لصورة بشار الأسد. فقد هاجمنا بعضهم لأن بسمة قضماني عضو المكتب التنفيذي للمجلس الوطني، وخيرونا إما أن ندافع عنها وإما فنحن من أتباع النظام وأزلامه. وقد أبلغت هؤلاء أن عدو القرآن عدوي، وأن صديق الكيان ا لصهيوني عدوي، وأن الأسد أيضاً عدوي.
ومن هؤلاء الجدد، من عتب علينا أن أثرنا هذا الموضوع في وقت يجب أن تتحد فيه الصفوف لإسقاط الأسد، وقد رددنا عليه، أن الصفوف يجب أن تتوحد لإسقاط الأسد وإسرائيل، وإننا ما وقفنا ضد الأسد إلا لأنه مستبد وحامي الكيان الصهيوني، وإن إسقاط إسرائيل يعني إسقاط أولئك الذين يدافعون عنها ومتى؟ في ذكرى تأسيسها على جثث ضحايا دير ياسين وكفر قاسم.
إنني أشدد على أنني عدو الأسد، فهو قاتل سفاح وعدو بسمة قضماني، التي تحارب كتاب الله وتعتدي على عقيدة مليار مسلم. وليس لأنني في حرب مع الأسد فسأسكت عمّن يعبث بكتاب الله، أياً كان. إن حربي على الأسد لن توقفني عن الدفاع عن فلسطين، فضلاً عن أن توقفني لا سمح الله عن الدفاع عن كتابه المجيد.
المصيبة أن قضماني أصدرت بياناً هزيلاً للدفاع عن نفسها، وذكرت بتاريخها النضالي في الدفاع عن القضية الفلسطينية واتهمت صاحب المصورة المنشورة على الفيس بوك بأنه مزور.
فلتتقدم السيدة قضماني بكامل المصورة للجمهور، حتى يتأكد السوريون بأنفسهم بأن المصورة ليست مزورة بل فيها أكثر مما عرضته. وكيف ترد عضو المكتب التنفيذي على مصورة بالكلام، طالما أنها مزورة فهاتي غير المزورة. وقد وجهت للسيدة قضماني بعد صدور بيانها سؤالاً واضحاً: هل أنت تشككين في القرآن وهل ورد ذلك في كتابك، فتجاهلت الرد، وانتظرت طوال الليلة الماضية ولم ترد علي.
على بسمة قضماني اليوم أن تعتذر للشعب السوري وللمسلمين عن تشكيكها في عقائدهم، وأن تعتذر لشهداء فلسطين وللكتاب الفلسطينيين الذين طالبوا بمقاطعة معرض الكتاب في باريس لأنه جاء بمناسبة سلب فلسطين. ولكن بسمة لم تستجب وقتها لهم وحضرت المقابلة وشاركت في معرض الكتاب.
وعليها قبل ذلك أن تتعلم من الرئيس الألماني ومن رئيس المالديف ولتغادر، أنت يا بسمة لا تمثلينني، بل إنني أبرأ إلى الله أن تمثليني. إنما يمثلني خالد أبو صلاح وصالح الحموي وأنور الزعبي ومحمد الخطيب وغيرهم من فلاسفة الثورة وجذوتها التي لا تنطفئ.