إطاحة الأسد ذكاء وضرب إيران حماقة
الانشقاقات تتوالى في صفوف الجيش السوري (الجزيرة- أرشيف) ثمة بعض الحقائق عن سوريا، وهي أن الأوضاع في ذلك البلد ستمضي إلى الأسوأ قبل أن يطرأ عليها تحسن، وليس هناك من هو قادر على إعادة المارد إلى قمقمه، ذلك أن ما يدور هناك هي أم المعارك بالوكالة.
هكذا استهل الصحفي الأميركي البارز روجر كوهين مقاله المنشور اليوم الاثنين بصحيفة نيويورك تايمز، قبل أن يخلص إلى أن نظام الرئيس بشار الأسد يسير نحو نهايته، لكن متى يحدث ذلك يظل هو السؤال.
إن الأمم -كما يقول- تتحرر من إسار طغاتها بطرق مختلفة، فعندما انهارت الشيوعية، انجرفت بعض دولها بعيدا عن الإمبراطورية السوفياتية صوب الغرب، فيما عانت دول أخرى من سكرات الموت كيوغسلافيا مثلا.
وسوريا بلد متعدد الأعراق تحكمها بقبضة من حديد أقلية علوية ومعها طوائف مسيحية ودرزية وأقليات أخرى تشكل فيما بينها ربع سكان البلاد. أما الأغلبية فمن الطائفة السنية.
وقال كوهين إن بشار الأسد الطبيب بالمهنة قد داس بقدميه "بصفاقة" قسم أبقراط على نحو لم يسبقه إليه طبيب آخر قط، وذلك عندما سعى إلى قمع انتفاضة شعبية عبر مذابح جماعية ارتكبها.
ووصف الكاتب أسرة الأسد بأنها "مافيا"، وأنها أقلية داخل أقلية من العلويين داخل أقلية يمثلها جهاز المخابرات. واستوعبت تلك الأقليات بعض الشرائح -لا سيما طبقة التجار السنة- عبر استقرار مفروض في نظام يشبه في جوهره أي طاغية اقتلعته ثورات الربيع العربي، فقد حكموا دولة وكأنها إقطاعية خاصة بهم، أو مثل لعبة يسلمها الأب للابن لصالح أبناء العمومة والمقربين.
لقد تصدع الميثاق الذي يؤلف بين الأطراف السورية، ولا يمكن تخيل ميثاق جديد تحت إدارة آل الأسد. وهناك مصالح أوسع تتحرك وتنطلق. "فالحكومة الدينية في إيران، التي تشعر يوما بعد يوم بالعزلة، تدافع عن النظام السوري ضد جيش سوري حر يموله جزئيا نظام سني سعودي في ما يمكن أن يوصف بأنها حرب بالوكالة".
ويمضي كوهين إلى القول إن إسرائيل تعرف الأسد، الذي يساعد في تسليح حزب الله اللبناني، لكنه (أي الأسد) "عدو سلبي إلى حد بعيد ويمكن التنبؤ بتصرفاته".
وطالب كاتب المقال بضرورة الإسراع بتزويد الجيش السوري الحر بالسلاح والتدريب مثلما حدث لثوار ليبيا، على أن تتولى الأمم المتحدة في الوقت نفسه تنظيم عمليات لتقديم مساعدات إنسانية لمعسكرات اللاجئين السوريين في تركيا والأردن ومناطق أخرى، وإقامة ممرات آمنة لتوصيل تلك المساعدات متى ما كان ذلك ممكنا.
ودعا كوهين الغرب كذلك إلى استقطاب روسيا والصين إلى جانبه، مشيرا إلى أن الدولتين لن تظلا تدافعان عن الأسد إلى الحد الذي يشكل الدفاع عنه خصما على مصلحتيهما الأكبر في الولايات المتحدة والخليج وأوروبا.
وخلص كوهين إلى أنه إذا سقط الأسد فإن إيران سينالها الوهن إلى حد خطير، وسيختفي الممر الذي أقامته طهران إلى حزب الله. "إن الاختيار بين العمل على إسقاط الأسد وقصف المنشآت النووية الإيرانية أمر يتطلب قليلا من التدبر، فالأول خيار ذكي ويمكن تنفيذه، أما الثاني فهو من قبيل الحماقة".
وختم بالقول إن "زوجة بشار الأسد اشترت منزلا في لندن، فاحملوها على أن تسكن فيه وتفك الشعب السوري من أسره".
الانشقاقات تتوالى في صفوف الجيش السوري (الجزيرة- أرشيف) ثمة بعض الحقائق عن سوريا، وهي أن الأوضاع في ذلك البلد ستمضي إلى الأسوأ قبل أن يطرأ عليها تحسن، وليس هناك من هو قادر على إعادة المارد إلى قمقمه، ذلك أن ما يدور هناك هي أم المعارك بالوكالة.
هكذا استهل الصحفي الأميركي البارز روجر كوهين مقاله المنشور اليوم الاثنين بصحيفة نيويورك تايمز، قبل أن يخلص إلى أن نظام الرئيس بشار الأسد يسير نحو نهايته، لكن متى يحدث ذلك يظل هو السؤال.
إن الأمم -كما يقول- تتحرر من إسار طغاتها بطرق مختلفة، فعندما انهارت الشيوعية، انجرفت بعض دولها بعيدا عن الإمبراطورية السوفياتية صوب الغرب، فيما عانت دول أخرى من سكرات الموت كيوغسلافيا مثلا.
وسوريا بلد متعدد الأعراق تحكمها بقبضة من حديد أقلية علوية ومعها طوائف مسيحية ودرزية وأقليات أخرى تشكل فيما بينها ربع سكان البلاد. أما الأغلبية فمن الطائفة السنية.
وقال كوهين إن بشار الأسد الطبيب بالمهنة قد داس بقدميه "بصفاقة" قسم أبقراط على نحو لم يسبقه إليه طبيب آخر قط، وذلك عندما سعى إلى قمع انتفاضة شعبية عبر مذابح جماعية ارتكبها.
ووصف الكاتب أسرة الأسد بأنها "مافيا"، وأنها أقلية داخل أقلية من العلويين داخل أقلية يمثلها جهاز المخابرات. واستوعبت تلك الأقليات بعض الشرائح -لا سيما طبقة التجار السنة- عبر استقرار مفروض في نظام يشبه في جوهره أي طاغية اقتلعته ثورات الربيع العربي، فقد حكموا دولة وكأنها إقطاعية خاصة بهم، أو مثل لعبة يسلمها الأب للابن لصالح أبناء العمومة والمقربين.
لقد تصدع الميثاق الذي يؤلف بين الأطراف السورية، ولا يمكن تخيل ميثاق جديد تحت إدارة آل الأسد. وهناك مصالح أوسع تتحرك وتنطلق. "فالحكومة الدينية في إيران، التي تشعر يوما بعد يوم بالعزلة، تدافع عن النظام السوري ضد جيش سوري حر يموله جزئيا نظام سني سعودي في ما يمكن أن يوصف بأنها حرب بالوكالة".
ويمضي كوهين إلى القول إن إسرائيل تعرف الأسد، الذي يساعد في تسليح حزب الله اللبناني، لكنه (أي الأسد) "عدو سلبي إلى حد بعيد ويمكن التنبؤ بتصرفاته".
وطالب كاتب المقال بضرورة الإسراع بتزويد الجيش السوري الحر بالسلاح والتدريب مثلما حدث لثوار ليبيا، على أن تتولى الأمم المتحدة في الوقت نفسه تنظيم عمليات لتقديم مساعدات إنسانية لمعسكرات اللاجئين السوريين في تركيا والأردن ومناطق أخرى، وإقامة ممرات آمنة لتوصيل تلك المساعدات متى ما كان ذلك ممكنا.
ودعا كوهين الغرب كذلك إلى استقطاب روسيا والصين إلى جانبه، مشيرا إلى أن الدولتين لن تظلا تدافعان عن الأسد إلى الحد الذي يشكل الدفاع عنه خصما على مصلحتيهما الأكبر في الولايات المتحدة والخليج وأوروبا.
وخلص كوهين إلى أنه إذا سقط الأسد فإن إيران سينالها الوهن إلى حد خطير، وسيختفي الممر الذي أقامته طهران إلى حزب الله. "إن الاختيار بين العمل على إسقاط الأسد وقصف المنشآت النووية الإيرانية أمر يتطلب قليلا من التدبر، فالأول خيار ذكي ويمكن تنفيذه، أما الثاني فهو من قبيل الحماقة".
وختم بالقول إن "زوجة بشار الأسد اشترت منزلا في لندن، فاحملوها على أن تسكن فيه وتفك الشعب السوري من أسره".