منذ
الأيام الأولى للثورة في سورية توقعت بأنها ستكون الأعنف والأطول. وقد كان
توقعي صحيحًا وذلك بسبب الدعم الذي تقدمه إيران وحزب الله للنظام السوري
والذي يعتبر امتدادًا للسيطرة الشيعية التي امتدت من أفغانستان والعراق
والجنوب اللبناني مرورًا بسورية للوصول إلى الأردن ومصر والبحرين واليمن
ومن ثم السعودية.
فمن خلال هذه النظرة جاء توقعي هذا لأنه لا يمكن لإيران أن تتخلى بهذه
السهولة عن مستعمرتها الجديدة سورية وبكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى بعد
أن أحكمت السيطرة الكاملة على العراق ولبنان. القضية بالنسبة للشيعة
والعلويين قضية حياة أو موت لأن خسارة العلويين للحكم ستكون خسارة أبدية،
وبالنسبة للشيعة سيكون سقوطًا مدويًا لمشروعهم الأكبر وهو ما يسمى بالهلال
الشيعي الذي خططوا له منذ أن أتى آية الشيطان الخميني للحكم بتأييد ومباركة
من اليهود وأمريكا، وكل ما نسمعه من خلافات بينهم ما هي إلاّ محاولة
لتغطية ما يدور بينهم في الخفاء من مؤامرات ودسائس للقضاء على أهل السنة.
وإنني على اعتقاد بأن أحداث 11 سبتمبر أيلول في أمريكا هي صناعة أمريكية
يهودية شيعية وذلك من خلال دس بعض العملاء من أهل السنة من المتشيعين الجدد
سرًا والذين باعوا دينهم بدنياهم ممن تبنتهم إيران باختراق القاعدة
والإيحاء لزعمائها بهذه العملية وتشجيعهم على فعلها وغض الطرف من قبل
المخابرات الأمريكية حتى تتم العملية بنجاح تام. هل يصدّق أحد بأن
المخابرات الأمريكية وبكل قدراتها الهائلة لم تستطع كشف هذه العملية
الكبيرة على أرضها؟!
لقد صمتت أمريكا لكي تتخذ من هذه العملية ذريعة لها للهجوم على الإسلام
والمسلمين تحت مسمى محاربة الإرهاب، وكان لها ما أرادت وما زال إلى الآن.
وكان المستفيد بالدرجة الأولى هم الشيعة، والواقع الذي نراه اليوم هو أكبر
دليل حيث تمت سيطرتهم على أفغانستان والعراق وسورية ولبنان وهو ما يسمى كما
أسلفت بالهلال الشيعي, والعالم كله قد علِم بالخطة الخمسينية التي وضعتها
إيران للسيطرة على هذه الدول حتى تصل إلى الأردن ومصر والبحرين وأحداث هذه
الأخيرة خير دليل، وكذلك في اليمن من خلال الحوثيين حتى يتم لهم تطويق
السعودية لأنه الهدف الأهم لدى الشيعة لأن لهم اعتقادهم بأنهم الأحق
بالحرمين الشريفين لأنهم من آل البيت - ولا أدري ما علاقة الخميني المجوسي
بآل البيت العرب؟! - وها هو توقعي مع الأسف قد حصل، وما نشاهده كل يوم من
القتل والهدم والسجن والتشريد للشعب السوري على مرأى ومسمع من العالم أجمع،
ومرور ما يقارب العام على هذه الثورة لم يتخذ أي قرار من أي منظمة دولية
من أجل وقف هذا الإجرام الذي يرتكب بأيد باطنية وغربية وإسرائيلية. لقد
اتفق العالم كله على أن يقف متفرجًا على الدماء السورية وكأنهم يباركونها
ولسان حالهم يقول للأسد استمر ولا تخش أحد... أين المتشدقين بحقوق الإنسان
من حقوق الرجل أو المرأة أو الطفل؟ حتى أين منظمة حقوق الحيوان لم تتحرك
لقتل (الحمير) في سورية؟!!
أين بريجيت باردو الممثلة الفرنسية التي رفعت دعوى ضد المسلمين لأنهم
يذبحون الخراف في عيد الأضحى والتي وصفتهم بالتخلف والرجعية!! أين هي من
ذبح السوريين وقتلهم؟ هذا هو الغرب يا مسلمين، وهذه هي ديمقراطيتهم
الكاذبة، قال تعالى: (ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم)
وقال أيضا: (ودوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواء). لا نسمع إلا عن
محاولات واجتماعات هنا وهناك ليس لوقف هذا الإجرام وإنما فقط لإصدار قرار
إدانة من أجل ذر الرماد في العيون كما يقال. وإعطاء الفرصة تلو الأخرى
للنظام للقضاء على الثورة وإخمادها... سقوط النظام في سورية يعني سقوط
المخطط كله الذي أنفقوا عليه المليارات وأضاعوا السنوات، وعندما أينعت
مخططاتهم وبدأوا بقطف ثمارها بسيطرتهم التامة على النظام السوري ونشر
التشيع بين شعبها إذا بهم يتفاجؤون بالثورة والتي لم تكن تخطر على بالهم
أبدًا ولا يتوقعونها. المؤامرة كبيرة جدًا يا أهل السنة والدليل أنه إلى
الآن لم يتحرك العالم تجاه المجازر التي ترتكب ضد شعبنا السوري وكأن الذين
يُقتلون ليسوا بشرًا!.
هذه المؤامرة يقوم على تنفيذها هذا الثالوث الشرير والذي يضم النصارى
واليهود والباطنيين ما هو إلاّ بثلاث دوافع. الأول: الدافع العقدي والثاني:
الحقد الأسود على أهل السنة الذين مع الأسف آثروا الحياة الدنيا على
الآخرة وأصبحوا كغثاء السيل الذي وصفهم به رسولنا الكريم - صلى الله عليه
وسلم - وهاهم الآن ونتيجة للهوهم الذي طال كثيرًا يعانون كل أنواع المآسي.
والدافع الثالث: هو المادي كي تتم سيطرتهم على ثروات البلاد العربية ولا
يخفى على الجميع الموقع الإستراتيجي الذي تتمتع به سورية. كم أشعر بمرارة
وحزن وأسى من الموقف العربي والإسلامي الضعيف منه والمتخاذل وكان آخر هذه
المواقف السماح للسفينتين الحربيتين الإيرانيتين بالمرور من قناة السويس
وهي متجهة لسوريا لدعم النظام بما تحمله من أسلحة وعتاد حربي لقتل الشعب
ودمار البلاد والعباد!.
كلمة أخيرة أوجهها للأخوة العرب وخاصة الخليجيون أن نجاح الثورة السورية
نجاح لكم ولنا, وفشلها يعم الجميع لأنكم تعلمون علم اليقين ما هو هدف
إيران! هدفها الرئيسي السيطرة على الدول الخليجية وبصورة خاصة السعودية
لمحاربة الوهابيين السلفيين كما تزعم وبكل وقاحة وتعتبرهم العدو اللدود لها
لأنها تعتقد أن هذا الفكر هو حجر عثرة في نشر التشيع الصفوي في كافة أنحاء
العالم العربي والإسلامي والذي بدأت به منذ وصول الهالك الخميني للسلطة في
إيران، وما أحداث البقيع والقطيف بين الحين والآخر وفي البحرين والحوثيين
في اليمن إلاّ أكبر دليل على نواياهم الخبيثة. يا مسلمون ويا عرب..
استيقظوا.. كفاكم سبات وغفلة.. والله إننا كلنا في سفينة واحدة إن غرقت
سيغرق الجميع معها.. المؤامرة كبيرة وكبيرة جدًا وخطيرة. لا أريد أن أتحدث
عمّا يجري في سورية على أيدي المليشيات الشيعية وأعضاء من حزب اللات من قتل
وسجن واغتصاب وتقطيع للأطراف وفقء للعيون وسلخ للجلود لأشخاص وهم أحياء
وحرق للمنازل وسرقتها، ألوان من التعذيب لم تحصل في العالم كله وكلها بأيدٍ
شيعية حاقدة وبدعم منها لأن العلويين جبناء، ولولا مساعدة إيران ودعمها
وصمت الغرب لما استمر النظام إلى الآن.. هذه فرصتكم الذهبية قد أتتكم على
طبق لا أقول من ذهب وإنما من دم الشرفاء من أبناء الشعب السوري البطل لكي
ننقذ الأمة العربية والإسلامية كلها من خطر هؤلاء المجوس وكسر شوكتهم إلى
الأبد بإذن الله. لقد تداعت علينا الأمم كما تداعت الأكلة إلى قصعتها، ولا
نقول إلاّ حسبنا الله ونعم الوكيل.
سوسن الزعبي
لجينيات
السبت 03 ربيع آخر 1433هـ / 25 فبراير 2012