سوريون يسخرون من "مسرحية الاستفتاء" على الدستور
يجري الاستفتاء وسط حركات احتجاجية أسفرت عن سقوط ما يزيد عن 7600 قتيل
الأحد 04 ربيع الثاني 1433هـ - 26 فبراير 2012م
العربية.نت
سخرت أعداد كبيرة من المحتجين والمعارضين السوريين الذين يطالبون برحيل الرئيس بشار الأسد من الاستفتاء على الدستور الجديد وإعلان الإضراب احتجاجاً على ما أسموه "مسرحية الاستفتاء"، معبرين بذلك عن تشكيكهم بصدق نوايا النظام السوري حيال إجراء الاستفتاء على مشروع الدستور الجديد.
وتعددت الأساليب في التعبير عن امتعاض المعارضين واستنكارهم من الدعوة للاستفتاء على الدستور الجديد والذي يبقي على صلاحيات واسعة للرئيس.
وفي أحد المقاطع على "يوتيوب" يظهر مراسلو التلفزيون السوري أثناء تغطيتهم مراكز الاستفتاء وبثه أحد الناشطين، يبين فيه خلو مركز الاستفتاء في اللاذقية من المواطنين، ليعج المقطع بمئات التعليقات بعد دقائق من تحميله.
مؤامرة جزر "الواق واق"
ويسخر أحد المعلقين على خلو المركز من المشاركين مشيراً إلى أن ذلك عبارة عن مؤامرة من بعض الدول التي أطلق عليها أسماء مثل جزر الواق واق وسكان كوكب زحل على سوريا.
في حين يستهزئ آخر من كلمة أحد مراقبي الاستفتاء الذي عبر فيها عن ولائه للرئيس السوري منتقداً التناقض في افتقاد الحيادية في النتائج المعدة مسبقاً من "التمثيلية الغبية" على حد قوله.
ويشكك معلق في صدق مراقب حين أكد هذا المراقب جهوزية "صناديق الانتخابات" في حديثه الى التلفزيون مما دعا مذيعة التلفزيون بتذكيره أن الحدث هو استفتاء وليس انتخابا، متسائلاً عن صدقية من لا يعرف الانتخاب من الاستفتاء.
وصور مجموعة من الشباب السوري في بلدة حاس التابعة لمحافظة إدلب مشهداً قصيراً يسخرون فيه من الاستفتاء، حيث يظهر المشهد شباباً يرتدي بعضهم زياً عسكرياً، يجبرون أفراداً من الشعب على التصويت لصالح بشار، عبر ضربهم وشتمهم مقلدين اللهجة الساحلية وهي لهجة الرئيس بشار الأسد، في إشارة إلى أن النظام يُجبر الشعب على التصويت لصالحه، مُدعياً أنه يطبق الديمقراطية، في حين يرحب نفس الشباب بآخر يرغب بالتصويت لصالح النظام، حيث يُقبِّلونه ويمنحونه مبلغاً مالياً مقابل تصويته.
استفتاء "أبو عنتر"
بينما عبر أهالي منطقة عامودا وهي إحدى مدن محافظة الحسكة عن استيائهم على طريقتهم حيث نظم الأهالي "حفلا استفتائيا" وذلك من خلال إيداع بطاقات كتب عليها "ارحل" و"انقلع ياغبي" داخل صندوق وذلك على وقع بعض أغاني الثورة السورية.
وعبر أهالي منطقة الهامة التابعة لريف دمشق عن رفضهم للاستفتاء على الدستور الجديد من خلال إلقائهم قصاصات ورقية في حاوية القمامة على وقع الأغاني الشعبية التي تم تأليفها خصيصاً بهذه المناسبة.
فيما حرق آخرون مناشير تدعو للمشاركة في العملية الديمقراطية، كما أسماها النظام، وقد ذهبت السخرية بالسوريين إلى استحضار أعمال قديمة لعمالقة الشاشة السورية، كالممثل ناجي جبر، المعروف بشخصية أبو عنتر، حين ظهر في أحد الحلقات وهو يدير عملية الاستفتاء لانتخابه بطريقة استبدادية مضحكة.
رفض كامل للدستور
وعلى وقع أغاني الثورة السورية، دعا شباب الثورة إلى مقاطعة هذا الاستفتاء الذي وصفوه بالقاتل، معتبرين أنه "لا سوريا عظيمة، إن كانت سوريا الأسد".
كما دعت الهيئة العامة للثورة السورية إلى استفتاء من نوع آخر، طالبت فيه بمشاركة جميع السوريين فيه، ليس استفتاء في الدستور، وإنما استفتاء في إعدام الأسد، وخصصت لذلك صناديق في أماكن التظاهرات.
ومن أهم النقاط التي اعتبرها المحتجون المهزلة هي احتفاظ رئيس الدولة بصلاحيات واسعة تخوله لرفض القوانين، فيما تنص المادة 88 على أن الرئيس لا يمكن أن ينتخب لأكثر من ولايتين كل منهما من سبع سنوات، علماً أن المادة 155 توضح أن هذه المواد لا تنطبق على الرئيس الحالي إلا اعتبارا من الانتخابات الرئاسية المقبلة التي يفترض أن تجري في 2014، ما يسمح لبشار الأسد نظريا بالبقاء في السلطة 16 سنة أخرى.
ويجري التصويت في سوريا على الدستور الجديد بينما تشهد البلاد منذ أحد عشر شهراً حركات احتجاجية أسفرت عن سقوط ما يزيد عن 7600 قتيل على الأقل ذلك حسب ناشطين.
وأطلقت حملة إعلامية كبيرة من قبل النظام السوري تدعو إلى الاستفتاء على الدستور الجديد الذي سيحل محل دستور 1973، ضمن وعود الإصلاحات التي وعدت بها السلطات في محاولة لتهدئة الاحتجاجات غير المسبوقة على النظام.
يجري الاستفتاء وسط حركات احتجاجية أسفرت عن سقوط ما يزيد عن 7600 قتيل
الأحد 04 ربيع الثاني 1433هـ - 26 فبراير 2012م
العربية.نت
سخرت أعداد كبيرة من المحتجين والمعارضين السوريين الذين يطالبون برحيل الرئيس بشار الأسد من الاستفتاء على الدستور الجديد وإعلان الإضراب احتجاجاً على ما أسموه "مسرحية الاستفتاء"، معبرين بذلك عن تشكيكهم بصدق نوايا النظام السوري حيال إجراء الاستفتاء على مشروع الدستور الجديد.
وتعددت الأساليب في التعبير عن امتعاض المعارضين واستنكارهم من الدعوة للاستفتاء على الدستور الجديد والذي يبقي على صلاحيات واسعة للرئيس.
وفي أحد المقاطع على "يوتيوب" يظهر مراسلو التلفزيون السوري أثناء تغطيتهم مراكز الاستفتاء وبثه أحد الناشطين، يبين فيه خلو مركز الاستفتاء في اللاذقية من المواطنين، ليعج المقطع بمئات التعليقات بعد دقائق من تحميله.
مؤامرة جزر "الواق واق"
ويسخر أحد المعلقين على خلو المركز من المشاركين مشيراً إلى أن ذلك عبارة عن مؤامرة من بعض الدول التي أطلق عليها أسماء مثل جزر الواق واق وسكان كوكب زحل على سوريا.
في حين يستهزئ آخر من كلمة أحد مراقبي الاستفتاء الذي عبر فيها عن ولائه للرئيس السوري منتقداً التناقض في افتقاد الحيادية في النتائج المعدة مسبقاً من "التمثيلية الغبية" على حد قوله.
ويشكك معلق في صدق مراقب حين أكد هذا المراقب جهوزية "صناديق الانتخابات" في حديثه الى التلفزيون مما دعا مذيعة التلفزيون بتذكيره أن الحدث هو استفتاء وليس انتخابا، متسائلاً عن صدقية من لا يعرف الانتخاب من الاستفتاء.
وصور مجموعة من الشباب السوري في بلدة حاس التابعة لمحافظة إدلب مشهداً قصيراً يسخرون فيه من الاستفتاء، حيث يظهر المشهد شباباً يرتدي بعضهم زياً عسكرياً، يجبرون أفراداً من الشعب على التصويت لصالح بشار، عبر ضربهم وشتمهم مقلدين اللهجة الساحلية وهي لهجة الرئيس بشار الأسد، في إشارة إلى أن النظام يُجبر الشعب على التصويت لصالحه، مُدعياً أنه يطبق الديمقراطية، في حين يرحب نفس الشباب بآخر يرغب بالتصويت لصالح النظام، حيث يُقبِّلونه ويمنحونه مبلغاً مالياً مقابل تصويته.
استفتاء "أبو عنتر"
بينما عبر أهالي منطقة عامودا وهي إحدى مدن محافظة الحسكة عن استيائهم على طريقتهم حيث نظم الأهالي "حفلا استفتائيا" وذلك من خلال إيداع بطاقات كتب عليها "ارحل" و"انقلع ياغبي" داخل صندوق وذلك على وقع بعض أغاني الثورة السورية.
وعبر أهالي منطقة الهامة التابعة لريف دمشق عن رفضهم للاستفتاء على الدستور الجديد من خلال إلقائهم قصاصات ورقية في حاوية القمامة على وقع الأغاني الشعبية التي تم تأليفها خصيصاً بهذه المناسبة.
فيما حرق آخرون مناشير تدعو للمشاركة في العملية الديمقراطية، كما أسماها النظام، وقد ذهبت السخرية بالسوريين إلى استحضار أعمال قديمة لعمالقة الشاشة السورية، كالممثل ناجي جبر، المعروف بشخصية أبو عنتر، حين ظهر في أحد الحلقات وهو يدير عملية الاستفتاء لانتخابه بطريقة استبدادية مضحكة.
رفض كامل للدستور
وعلى وقع أغاني الثورة السورية، دعا شباب الثورة إلى مقاطعة هذا الاستفتاء الذي وصفوه بالقاتل، معتبرين أنه "لا سوريا عظيمة، إن كانت سوريا الأسد".
كما دعت الهيئة العامة للثورة السورية إلى استفتاء من نوع آخر، طالبت فيه بمشاركة جميع السوريين فيه، ليس استفتاء في الدستور، وإنما استفتاء في إعدام الأسد، وخصصت لذلك صناديق في أماكن التظاهرات.
ومن أهم النقاط التي اعتبرها المحتجون المهزلة هي احتفاظ رئيس الدولة بصلاحيات واسعة تخوله لرفض القوانين، فيما تنص المادة 88 على أن الرئيس لا يمكن أن ينتخب لأكثر من ولايتين كل منهما من سبع سنوات، علماً أن المادة 155 توضح أن هذه المواد لا تنطبق على الرئيس الحالي إلا اعتبارا من الانتخابات الرئاسية المقبلة التي يفترض أن تجري في 2014، ما يسمح لبشار الأسد نظريا بالبقاء في السلطة 16 سنة أخرى.
ويجري التصويت في سوريا على الدستور الجديد بينما تشهد البلاد منذ أحد عشر شهراً حركات احتجاجية أسفرت عن سقوط ما يزيد عن 7600 قتيل على الأقل ذلك حسب ناشطين.
وأطلقت حملة إعلامية كبيرة من قبل النظام السوري تدعو إلى الاستفتاء على الدستور الجديد الذي سيحل محل دستور 1973، ضمن وعود الإصلاحات التي وعدت بها السلطات في محاولة لتهدئة الاحتجاجات غير المسبوقة على النظام.