استمرار القصف بحمص
قتلى وتفاقم الوضع الإنساني بسوريا
الثلاثاء 29/3/1433 هـ - الموافق 21/2/2012 م

قالت الهيئة العامة للثورة السورية إن 33 شخصًا قتلوا الاثنين برصاص قوات الأمن السوري معظمهم في حمص، ويتزامن ذلك مع استمرار قصف أحياء بالمدينة لليوم السابع عشر على التوالي وورود أنباء عن مفاوضات يجريها الصليب الأحمر الدولي "مع جميع الأطراف" للتوصل إلى وقف لإطلاق النار بهدف إيصال المساعدات إلى المناطق الأكثر تضررا.

ففي العاصمة دمشق أفادت الأنباء أن مظاهرة خرجت في شارع بغداد قرب فرع المخابرات الجوية وسط المدينة.

كما بثّ ناشطون صورًا تظهر استمرار العصيان المدني والإضراب في حيّ برزة لليوم الخامس على التوالي احتجاجا على خطف جثث مدنيين قتلوا برصاص الأمن وعدم تسليمها لأسر الضحايا.

أما في ريف دمشق فحاصرت قوات الأمن بلدتي زملكا وحمورية، وشهدت بلدتا حرستا ومعضمية الشام انتشارا أمنيا كثيفا واعتلاء قناصة أسطح المباني العالية.


حي المزة شهد مؤخرا خروج متظاهرين قدر عددهم بالآلاف (الجزيرة نت-أرشيف)
حي المزة
من جهة أخرى أفاد ناشطون ومعارضون سوريون أن الأمن السوري شدّد انتشاره في حي المزة بدمشق بعد مظاهرات كبيرة غير متوقعة في الحي.

كما ذكر ناشطون أن الأمن أحبط أمس خطة لإطلاق مظاهرة في الحي بالتزامن مع جنازة أحد المتظاهرين، بعد يوم من تشييع قتلى تحولت جنازاتهم إلى مظاهرة حاشدة في منطقة فيها كثير من السفارات والبنايات الرسمية.



وفي إدلب، سقط قتلى وجرحى في مدينة خان شيخون إثر إطلاق نار كثيف وعشوائي من قبل قوات الأمن.

أما في درعا فداهمت قوات الأمن بلدات نامر والصنمين والحارة ونفذت حملة اعتقالات وسط إطلاق نار كثيف. وقد شهدت مدينتا الحسكة والقامشلي بمحافظة الحسكة كذلك حملة دهم واعتقالات.

وفي مدينة حلب استخدمت قوات الأمن الغاز المدمع لتفريق مظاهرة طلابية في حرم الجامعة مما أدى إلى وقوع حالات إغماء واختناق بين الطلبة.

وفي دير الزور نفذت قوات الأمن حملة دهم واعتقالات في مدينة القورية وسط إطلاق نار كثيف.

أما في حمص -حيث يتواصل قصف أحياء بالمدينة لليوم الـ 17 على التوالي- فتحدث ناشطون وسكان عن خشيتهم من هجوم كبير وشيك للجيش السوري، وأكدوا أن هناك تعزيزات عسكرية غير مسبوقة وصلت إلى المدينة من دمشق.

كما قال ناشطون إن مخزونات المؤونة والدواء تنفد في المدينة وإن أزمة إنسانية تلوح في الأفق ويتوقع أن تشمل أيضا مناطق الزبداني ومضايا ورنكوس حسب مجلس قيادة الثورة في ريف دمشق.


تفاقم الوضع الإنساني بحي بابا عمرو
(الجزيرة نت-أرشيف)
الصليب الأحمر
وفي نفس الإطار أكدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر الاثنين أنها تجري مفاوضات مع السلطات السورية ومقاتلي المعارضة بشأن "وقف القتال" من أجل توصيل المعونات للمدنيين الأشد تضررا جراء الصراع.

وقالت كبيرة المتحدثين باسم الصليب الأحمر كارلا حداد "تستطلع اللجنة الدولية للصليب الأحمر عدة احتمالات لتسليم معونات إنسانية تشتد الحاجة إليها.. ومن بين هذه الاحتمالات وقف القتال في أشد المناطق تضررا لتسهيل دخول الهلال الأحمر السوري واللجنة الدولية للصليب الأحمر بسرعة إلى من يحتاجون العون".

وأضافت كارلا حداد أن المناقشات مع السلطات السورية و"جميع الأطراف المنخرطة في القتال لا تزال سرية" رافضة الإدلاء بمزيد من التفاصيل.

كما قالت مصادر دبلوماسية إن اللجنة تسعى إلى وقف الأعمال القتالية لمدة ساعتين في بؤر الصراع لاسيما حمص التي تتعرض معاقل المعارضة فيها للقصف منذ أسابيع.

يشار إلى أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر توفر الطعام والإمدادات الطبية للمدنيين في مدن بمحافظتي درعا وحمص منذ بداية الاحتجاجات ضد الرئيس بشار الأسد قبل نحو عام.

لكن اللجنة تقول إن سيارات الإسعاف التابعة للهلال الأحمر السوري تواجه صعوبة متزايدة في الوصول إلى المناطق التي تسيطر عليها المعارضة، وإجلاء العدد المتزايد من الجرحى خاصة مع اشتداد الحملة في الأساب
يع
الأخيرة.