الملاذي يروي قصته مع الإعلام السوري
الاثنين 28/3/1433 هـ - الموافق 20/2/2012 م
هاني الملاذي: النظام قابل الحراك السياسي الاجتماعي بالدبابات والأمن (الجزيرة نت)
محمد النجار–عمان
روى مذيع النشرة الرئيسية السابق في التلفزيون السوري هاني الملاذي للجزيرة نت ملابسات تركه العمل في الإعلام الرسمي للدولة, وقال إن قراره جاء في أغسطس/آب الماضي "لأن النظام قابل الحراك السياسي الاجتماعي بالدبابات والأمن".
وقال الملاذي -الذي تحدث للجزيرة نت عبر الهاتف من دبي- إنه كان بإمكان النظام إصلاح الأمور قبل وحتى بعد 15/3/2011، لكن هذا الإصلاح بات غير ممكن "في ظل القمع والإجرام الذي مورس ويمارس بحق الشعب".
والملاذي هو مذيع نشرة الأخبار الرئيسية بالتلفزيون السوري في الفترة من 2003 وحتى أغسطس/آب الماضي، قبل أن يقرر ترك العمل والانحياز للثورة ضد نظام الرئيس بشار الأسد الذي غطى الملاذي زيارته لتركيا عام 2007، كما غطى نشاطات رسمية شارك فيها الأسد داخل وخارج سوريا.
لم أتغير
وعن الحدث الذي دفعه لترك العمل في الإعلام الرسمي والانحياز للثورة، قال الملاذي "أنا لم أتغير، لكنك اليوم حين تقف في مواجهة الرصاص وربما أكثر، ومن غير المسموح لك أن تشير من قريب أو بعيد إلى خطأ يرتكبه مطلِق الرصاص ولا حتى ضابط أو عنصر أمن، لا بد أن تنأى بنفسك عن الخداع والصمت".
وأضاف أن أكثر ما استفزه هو نقل أفراح واحتفالات المؤيدين وتجمعاتهم وضحكاتهم وأغانيهم ودبكاتهم في الساحات الرئيسية، بينما كانت مجالس العزاء لشهداء المعارضين تنتشر في كل مكان، ودموع وآهات الأمهات وأوجاع المعتقلين تسمع من خلف الجدران.
وتحدث الملاذي عن تجربته في "إعلام الرأي الواحد" كما سماه، وقال إن "النظام ذاته اعترف في بعض المناسبات بأن ثمة مطالب إنسانية أو سياسية محقة، لماذا إذن لم يستضف على منابره الإعلامية طيلة العام الفائت أسرة من درعا فقدت طفلها، أو معارضاً سياسياً معتقلا؟".
وأشار إلى أن "الإعلام السوري تحدث عبر آلاف الساعات أو نقل تحليلات وانطباعات تدور حول مصطلحات المؤامرة الخارجية والخطر السلفي والتضليل الإعلامي، ولم يتحدث أو يتناول ولو في دقائق المؤامرة الداخلية وخطر التجييش الطائفي الذي يطلقه النظام، بل وأطلقه من اللحظة الأولى وساهم الإعلام فيه".
"
يعكف الملاذي على تأسيس "تجمع الإعلاميين السوريين الأحرار" الذي قال إنه سيضم إعلاميين من داخل سوريا وخارجها
"
وردا على سؤال حول اتهام وسائل الإعلام السورية للفضائيات ووسائل الإعلام العربية والدولية بممارسة "التضليل الإعلامي"، قال الملاذي "ما دام نقل مقاطع الجوال وسكايبي تستفزنا لهذا الحد فلماذا نواصل منع جميع المحطات والمراسلين ووكالات الأنباء من العمل في سوريا والتغطية باستثناء بعض وسائل الإعلام الروسية والصينية واللبنانية والإيرانية وربما الكوبية والفنزويلية".
الإعلام الرسمي
وقال أيضا "إذا كانت لبعض المحطات العربية -كما يقول النظام- غايات تآمرية وتضليلية فلماذا امتنع الإعلام السوري الذي يعمل بمنتهى الدعم والحرية عن تفسير بعض الفضائح المشينة التي سوقها أو ارتكبها منذ بدايات الانتفاضة الشعبية، بدءا بمسرحيتيْ الجاسوس المصري وصناديق الأسلحة في الجامع العمري بدرعا، مرورا بالفيلم الذي عرض في مؤتمر صحفي لوزير الخارجية، وليس انتهاء بأكياس الخضار والبندورة وخوذ عناصر الشرطة التي ظهر مصور التلفزيون الرسمي وهو يضعها بجانب الجثث أثناء نقل مباشر لمشاهد تفجير حي الميدان بدمشق".
وتساءل الملاذي "ما دام جميع المعارضين في رأي إعلامنا خائنين، إذن من سيحاور النظام؟ هل سيحاور الخونة؟"، مضيفا أن الإعلام السوري يهاجم أي شخص مهما علا أو نزل في المرتبة الإدارية أو السياسية ما دام ينتقد النظام، وقال "راقب ما سيقال عني في الأيام القادمة".
وعن موقف الإعلاميين العاملين في الإعلام الرسمي من الثورة السورية، قال المذيع السوري السابق "أعطهم الأمان واسألهم بنفسك إن أردت أن تحصل على إجابة دقيقة، أنا من واقع نقاشاتي مع أغلبهم -وخصوصا حين تكون بشكل شخصي أو غير معلن- أؤكد لك أن نسبة كبيرة منهم كانوا ضد العنف وضد الانتهاكات التي تجري، لكن قليل منهم يجرؤ على نقل قناعاته وإسقاطها على أدائه".
ووصف الملاذي الخطاب السياسي والإعلامي الرسمي بـ"الغرور والعنجهية والأستذة والتكبر". وأضاف "رأس الدبلوماسية هدد بمحو أوروبا من الخريطة ويحرجنا في المؤتمرات الصحفية، ومندوب سوريا في الأمم المتحدة يعطي في كل مناسبة قصائد ودروس أدب وقومية وآخرها عن غوغل، والسفراء يكيلون الشتائم السوقية ويتناولون قادة عربا بالجنس والعرض، ونواب في البرلمانين السوري واللبناني يهددون بقصف بلدان عربية، هكذا مستوى فكري وأخلاقي يقود دبلوماسيتنا لا يمكن أن يليق بأي سوري".
ويعكف المذيع السوري السابق على تأسيس "تجمع الإعلاميين السوريين الأحرار" الذي قال إنه سيضم إعلاميين من داخل سوريا وخارجها، كما يعمل حاليا على إطلاق صحيفة إلكترونية بالعربية والإنجليزية تهتم بشكل أساسي بالأ
وضاع في سوريا.الاثنين 28/3/1433 هـ - الموافق 20/2/2012 م
هاني الملاذي: النظام قابل الحراك السياسي الاجتماعي بالدبابات والأمن (الجزيرة نت)
محمد النجار–عمان
روى مذيع النشرة الرئيسية السابق في التلفزيون السوري هاني الملاذي للجزيرة نت ملابسات تركه العمل في الإعلام الرسمي للدولة, وقال إن قراره جاء في أغسطس/آب الماضي "لأن النظام قابل الحراك السياسي الاجتماعي بالدبابات والأمن".
وقال الملاذي -الذي تحدث للجزيرة نت عبر الهاتف من دبي- إنه كان بإمكان النظام إصلاح الأمور قبل وحتى بعد 15/3/2011، لكن هذا الإصلاح بات غير ممكن "في ظل القمع والإجرام الذي مورس ويمارس بحق الشعب".
والملاذي هو مذيع نشرة الأخبار الرئيسية بالتلفزيون السوري في الفترة من 2003 وحتى أغسطس/آب الماضي، قبل أن يقرر ترك العمل والانحياز للثورة ضد نظام الرئيس بشار الأسد الذي غطى الملاذي زيارته لتركيا عام 2007، كما غطى نشاطات رسمية شارك فيها الأسد داخل وخارج سوريا.
لم أتغير
وعن الحدث الذي دفعه لترك العمل في الإعلام الرسمي والانحياز للثورة، قال الملاذي "أنا لم أتغير، لكنك اليوم حين تقف في مواجهة الرصاص وربما أكثر، ومن غير المسموح لك أن تشير من قريب أو بعيد إلى خطأ يرتكبه مطلِق الرصاص ولا حتى ضابط أو عنصر أمن، لا بد أن تنأى بنفسك عن الخداع والصمت".
وأضاف أن أكثر ما استفزه هو نقل أفراح واحتفالات المؤيدين وتجمعاتهم وضحكاتهم وأغانيهم ودبكاتهم في الساحات الرئيسية، بينما كانت مجالس العزاء لشهداء المعارضين تنتشر في كل مكان، ودموع وآهات الأمهات وأوجاع المعتقلين تسمع من خلف الجدران.
وتحدث الملاذي عن تجربته في "إعلام الرأي الواحد" كما سماه، وقال إن "النظام ذاته اعترف في بعض المناسبات بأن ثمة مطالب إنسانية أو سياسية محقة، لماذا إذن لم يستضف على منابره الإعلامية طيلة العام الفائت أسرة من درعا فقدت طفلها، أو معارضاً سياسياً معتقلا؟".
وأشار إلى أن "الإعلام السوري تحدث عبر آلاف الساعات أو نقل تحليلات وانطباعات تدور حول مصطلحات المؤامرة الخارجية والخطر السلفي والتضليل الإعلامي، ولم يتحدث أو يتناول ولو في دقائق المؤامرة الداخلية وخطر التجييش الطائفي الذي يطلقه النظام، بل وأطلقه من اللحظة الأولى وساهم الإعلام فيه".
"
يعكف الملاذي على تأسيس "تجمع الإعلاميين السوريين الأحرار" الذي قال إنه سيضم إعلاميين من داخل سوريا وخارجها
"
وردا على سؤال حول اتهام وسائل الإعلام السورية للفضائيات ووسائل الإعلام العربية والدولية بممارسة "التضليل الإعلامي"، قال الملاذي "ما دام نقل مقاطع الجوال وسكايبي تستفزنا لهذا الحد فلماذا نواصل منع جميع المحطات والمراسلين ووكالات الأنباء من العمل في سوريا والتغطية باستثناء بعض وسائل الإعلام الروسية والصينية واللبنانية والإيرانية وربما الكوبية والفنزويلية".
الإعلام الرسمي
وقال أيضا "إذا كانت لبعض المحطات العربية -كما يقول النظام- غايات تآمرية وتضليلية فلماذا امتنع الإعلام السوري الذي يعمل بمنتهى الدعم والحرية عن تفسير بعض الفضائح المشينة التي سوقها أو ارتكبها منذ بدايات الانتفاضة الشعبية، بدءا بمسرحيتيْ الجاسوس المصري وصناديق الأسلحة في الجامع العمري بدرعا، مرورا بالفيلم الذي عرض في مؤتمر صحفي لوزير الخارجية، وليس انتهاء بأكياس الخضار والبندورة وخوذ عناصر الشرطة التي ظهر مصور التلفزيون الرسمي وهو يضعها بجانب الجثث أثناء نقل مباشر لمشاهد تفجير حي الميدان بدمشق".
وتساءل الملاذي "ما دام جميع المعارضين في رأي إعلامنا خائنين، إذن من سيحاور النظام؟ هل سيحاور الخونة؟"، مضيفا أن الإعلام السوري يهاجم أي شخص مهما علا أو نزل في المرتبة الإدارية أو السياسية ما دام ينتقد النظام، وقال "راقب ما سيقال عني في الأيام القادمة".
وعن موقف الإعلاميين العاملين في الإعلام الرسمي من الثورة السورية، قال المذيع السوري السابق "أعطهم الأمان واسألهم بنفسك إن أردت أن تحصل على إجابة دقيقة، أنا من واقع نقاشاتي مع أغلبهم -وخصوصا حين تكون بشكل شخصي أو غير معلن- أؤكد لك أن نسبة كبيرة منهم كانوا ضد العنف وضد الانتهاكات التي تجري، لكن قليل منهم يجرؤ على نقل قناعاته وإسقاطها على أدائه".
ووصف الملاذي الخطاب السياسي والإعلامي الرسمي بـ"الغرور والعنجهية والأستذة والتكبر". وأضاف "رأس الدبلوماسية هدد بمحو أوروبا من الخريطة ويحرجنا في المؤتمرات الصحفية، ومندوب سوريا في الأمم المتحدة يعطي في كل مناسبة قصائد ودروس أدب وقومية وآخرها عن غوغل، والسفراء يكيلون الشتائم السوقية ويتناولون قادة عربا بالجنس والعرض، ونواب في البرلمانين السوري واللبناني يهددون بقصف بلدان عربية، هكذا مستوى فكري وأخلاقي يقود دبلوماسيتنا لا يمكن أن يليق بأي سوري".
ويعكف المذيع السوري السابق على تأسيس "تجمع الإعلاميين السوريين الأحرار" الذي قال إنه سيضم إعلاميين من داخل سوريا وخارجها، كما يعمل حاليا على إطلاق صحيفة إلكترونية بالعربية والإنجليزية تهتم بشكل أساسي بالأ