قصص إسلامية
تيمور لنك قائد مغولي من القرن الرابع عشر الميلادي وهو مؤسس الامبراطورية
التيمورية في وسط آسيا استمرت حتى عام 1506 ميلادية قام بحملات توسعية شرسة
جدا ودموية جدا ادت الى ابادة مجتمعات بأكملها والعجيب ان تيمور لنك دخل
الاسلام على المذهب العلوي واول ما عرف عن حال تيمور انه كان لصا وقاطع
طريق سرق في احدى الليالي غنما وحملها ليهرب بها, فانتبه الراعي وضربه بسهم
فأصاب كتفه, ثم ضربه باخر فاصاب فخذه, وهذه الاصابة هي التي جعلته يعرج
طوال حياته, ومعنى لنك باللغة الفارسية تعني الاعرج, حيث أنه لما تعافى من
جرحه رجع الى السرقة وقطع الطريق وصحبته في ذلك جماعة تكاثرت مع الوقت وقد
استعان به حاكم تركستان اسمه تغلق تيمور في حملاته الحربية ثم ساءت العلاقة
بينهما ففر تيمور وانضم الى الامير حسين حفيد "كازغان" اخر ملوك تركستان,
وتقرب اليه, ولازال يترقى بعد ذلك من وظيفة الى اخرى حتى عظم امره وصار من
جملة الامراء وتزوج بأخت السلطان حسين ونجح بجمع الانصار والاتباع.
وخاضا معارك عدة ادت الى سيطرتهما على بلاد ما وراء النهر سنة 1364 ميلادية
ثم لم يلبث ان وقع الخلاف بينهما فقتل تيمور زوجته "اخت السلطان" وانتصر
على السلطان بالحيلة في معركة "ضاغلقا" ودخل سمرقند سنة 1370 ميلادية واعلن
نفسه حاكما عليها ورغم انه من نسل جفتاني بن جنكيز خان وانه يريد اعادة
مجد دولة المغول, قام تيمور بتنظيم جيش عظيم معظمه من المغول فاتجه الى
خوارزم وغزاها اربع مرات ونجح في المرة الاخيرة واستولى عليها بعد ان اباد
اهلها المسلمين ودمرها وتوالت غزواته وحملاته التي لا تعرف الرحمة ولا
الانسانية, حيث فتح موسكو والهند واسر السلطان العثماني وغزا الصين وارتكب
اكبر مذبحة بها في التاريخ, تقول الروايات انه قتل اكثر من 150 مليون من
الفلاحين الصينيين, ومن حملاته انه توجه الى حلب, فسقطت بسبب رفض مماليك
مصر مساعدة اهل الشام نتيجة صراعهم على الحكم وبلغ عدد القتلى فيها 20 الفا
والاسرى اكثر من ثلاثمئة الف وبعد عمليات النهب والحرق والسبي والتخريب
التي ارتكبها تيمور لنك وجيشه اتجه الى حماه والسلمية ولم يكن حظهما احسن
من حظ حلب وواصل زحفه الى دمشق التي بذل اهلها جهودا مستميتة في الدفاع عن
مدينتهم, لكن ذلك لم يكن كافيا لمواجهة جيش جرار يبيد من يقف امامه ولما
دخل تيمور لنك دمشق اشعل فيها النار ثلاثة ايام حتى اتت على ما فيها واصبحت
اطلالا واقام بها ثمانين يوما ثم اتجه الى طرابلس وبعلبك فدمرهما وعند
مروره على حلب راجعا احرقها مرة ثانية وهدم ابراجها وقلعتها ثم دمر ماردين
ولم تسلم منه الا مدينة حمص الباسلة الابية اذ خاضت حمص معه ثلاث معارك
دموية اثنتان منها وهما معركة حمص الاولى والثانية حيث انتصرت حمص فيهما
ودحرت العدوان, ثم في المعركة الاخيرة التي تسمى "وادي الخزندار" خسرتها
بسبب تهاون ابناء حماة وحلب في الصمود في تلك المعركة حيث انقسم فيها جيش
المدافعين الى قسمين, ومع ذلك لم يدخل مدينة حمص.
اريد ان اذكركم بما كتبته في بداية مقالتي عن مذهب تيمور لنك وان النهج
الذي يسير عليه النظام الحالي هو نهج اسلافه التيموريين ما اشبه اليوم
بالامس فكما ذهب تيمور لنك الى مزبلة التاريخ فسيذهب غيره كذلك ممن سار
على نهجه, واتبع سبيله.
المشكلة اننا لانستفيد من التاريخ يحدثنا التاريخ ان الطوائف اذا حكموا
الامة اذاقوها الويل والبثور واذاقوها اصنافا من التنكيل والتعذيب والاهانة
يحدثني احد السوريين فيقول رحم الله آباءنا فهم مسؤولون عما نعانيه الان
في سورية عندما سمحوا لهذا النظام المنسلخ عن الامة ان يحكمنا في غفلة منهم
باسم القومية العربية والوطنية مع انهم لو رجعوا للتاريخ لاستفادوا منه في
اخذ العبرة والحكمة ولكفونا المؤونة فهل من مدكر, فهل من معتبر? قال تعالى
مخاطبا نبيه "صلى الله عليه وسلم": "نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا
إليك هذا القرآن وإن كنت من قبله لمن الغافلين" سورة يوسف (3).
* إمام وخطيب
تيمور لنك قائد مغولي من القرن الرابع عشر الميلادي وهو مؤسس الامبراطورية
التيمورية في وسط آسيا استمرت حتى عام 1506 ميلادية قام بحملات توسعية شرسة
جدا ودموية جدا ادت الى ابادة مجتمعات بأكملها والعجيب ان تيمور لنك دخل
الاسلام على المذهب العلوي واول ما عرف عن حال تيمور انه كان لصا وقاطع
طريق سرق في احدى الليالي غنما وحملها ليهرب بها, فانتبه الراعي وضربه بسهم
فأصاب كتفه, ثم ضربه باخر فاصاب فخذه, وهذه الاصابة هي التي جعلته يعرج
طوال حياته, ومعنى لنك باللغة الفارسية تعني الاعرج, حيث أنه لما تعافى من
جرحه رجع الى السرقة وقطع الطريق وصحبته في ذلك جماعة تكاثرت مع الوقت وقد
استعان به حاكم تركستان اسمه تغلق تيمور في حملاته الحربية ثم ساءت العلاقة
بينهما ففر تيمور وانضم الى الامير حسين حفيد "كازغان" اخر ملوك تركستان,
وتقرب اليه, ولازال يترقى بعد ذلك من وظيفة الى اخرى حتى عظم امره وصار من
جملة الامراء وتزوج بأخت السلطان حسين ونجح بجمع الانصار والاتباع.
وخاضا معارك عدة ادت الى سيطرتهما على بلاد ما وراء النهر سنة 1364 ميلادية
ثم لم يلبث ان وقع الخلاف بينهما فقتل تيمور زوجته "اخت السلطان" وانتصر
على السلطان بالحيلة في معركة "ضاغلقا" ودخل سمرقند سنة 1370 ميلادية واعلن
نفسه حاكما عليها ورغم انه من نسل جفتاني بن جنكيز خان وانه يريد اعادة
مجد دولة المغول, قام تيمور بتنظيم جيش عظيم معظمه من المغول فاتجه الى
خوارزم وغزاها اربع مرات ونجح في المرة الاخيرة واستولى عليها بعد ان اباد
اهلها المسلمين ودمرها وتوالت غزواته وحملاته التي لا تعرف الرحمة ولا
الانسانية, حيث فتح موسكو والهند واسر السلطان العثماني وغزا الصين وارتكب
اكبر مذبحة بها في التاريخ, تقول الروايات انه قتل اكثر من 150 مليون من
الفلاحين الصينيين, ومن حملاته انه توجه الى حلب, فسقطت بسبب رفض مماليك
مصر مساعدة اهل الشام نتيجة صراعهم على الحكم وبلغ عدد القتلى فيها 20 الفا
والاسرى اكثر من ثلاثمئة الف وبعد عمليات النهب والحرق والسبي والتخريب
التي ارتكبها تيمور لنك وجيشه اتجه الى حماه والسلمية ولم يكن حظهما احسن
من حظ حلب وواصل زحفه الى دمشق التي بذل اهلها جهودا مستميتة في الدفاع عن
مدينتهم, لكن ذلك لم يكن كافيا لمواجهة جيش جرار يبيد من يقف امامه ولما
دخل تيمور لنك دمشق اشعل فيها النار ثلاثة ايام حتى اتت على ما فيها واصبحت
اطلالا واقام بها ثمانين يوما ثم اتجه الى طرابلس وبعلبك فدمرهما وعند
مروره على حلب راجعا احرقها مرة ثانية وهدم ابراجها وقلعتها ثم دمر ماردين
ولم تسلم منه الا مدينة حمص الباسلة الابية اذ خاضت حمص معه ثلاث معارك
دموية اثنتان منها وهما معركة حمص الاولى والثانية حيث انتصرت حمص فيهما
ودحرت العدوان, ثم في المعركة الاخيرة التي تسمى "وادي الخزندار" خسرتها
بسبب تهاون ابناء حماة وحلب في الصمود في تلك المعركة حيث انقسم فيها جيش
المدافعين الى قسمين, ومع ذلك لم يدخل مدينة حمص.
اريد ان اذكركم بما كتبته في بداية مقالتي عن مذهب تيمور لنك وان النهج
الذي يسير عليه النظام الحالي هو نهج اسلافه التيموريين ما اشبه اليوم
بالامس فكما ذهب تيمور لنك الى مزبلة التاريخ فسيذهب غيره كذلك ممن سار
على نهجه, واتبع سبيله.
المشكلة اننا لانستفيد من التاريخ يحدثنا التاريخ ان الطوائف اذا حكموا
الامة اذاقوها الويل والبثور واذاقوها اصنافا من التنكيل والتعذيب والاهانة
يحدثني احد السوريين فيقول رحم الله آباءنا فهم مسؤولون عما نعانيه الان
في سورية عندما سمحوا لهذا النظام المنسلخ عن الامة ان يحكمنا في غفلة منهم
باسم القومية العربية والوطنية مع انهم لو رجعوا للتاريخ لاستفادوا منه في
اخذ العبرة والحكمة ولكفونا المؤونة فهل من مدكر, فهل من معتبر? قال تعالى
مخاطبا نبيه "صلى الله عليه وسلم": "نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا
إليك هذا القرآن وإن كنت من قبله لمن الغافلين" سورة يوسف (3).
* إمام وخطيب