ارتباط الخوف بالدفاع عن الباطل
***********
نعرف جميعاً أن الخوف هو لغة الفزع وهو شعور قوي مزعج تجاه خطر ما حقيقي أو خيالي وهو نوعان خوف موضوعي وهو الذي ينشأ من مواقف تهدد الإنسان بأخطار حقيقية في الحياة
وخوف رهابي وهو كل ما ينتج عن توقعات وهمية مثل الرهبة من الصعود للأعلى والجلوس في الأماكن المغلقة والمظلمة
ولا ننسى الخوف من الله ومن سكرات الموت والحساب يوم لا ينفع مالٌ ولا بنون خوف يجعلنا نندفع للعمل الصحيح والقول الحق خوف يهز المشاعر ويرسل العبرات
ويَنتج عن الخوف حالة من الجبن والضعف فنلجأ إلى الهروب بعيداً عن الأذى والإحجام عن مواجهة الخطر حتى وإن كان وهمياً
لنتامل معاً في أسباب خوف الإنسان بهذا الزمان فنجد أن السبب الأساسي عنده هو بطش السلطان والقتل والفقر والحرمان فتمتلئ نفسه بالخوف الشديد فينحرف عن قول الحق والدفاع عنه ويميل كل الميل نحو الباطل ويلجأ للنفاق والكذب والمدح المزيف لأصحاب السلطة والسلطان وإرتداء قناع الولاء لهم وهو في ذات الوقت تمتلئ نفسه بالغثيان منهم وبالقرف من أفعالهم
ولو وضع هذا الإنسان الخوف من الله في المقام الأول ما التفت إلى بطش ذلك السلطان به إذ ان بطش ربه لأكبر وأن كل شيئ سيلاقيه من خير أو شر فهو بقدر الله كما ذكر في كتاب الله تعالى(ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها )
أي أن كل مصيبة بين السماء والأرض ، في كتاب الله من قبل أن يبرأ النسمة
في هذه الدنيا من قديم الأزل صنفان من الناس:
صنف يدافع عن الحق وصنف يدافع عن الباطل وكل منهم يدافع باستماتة وقوة ’ ولنضرب مثلاً لذلك بقوم فرعون كان يرونه على حق ويدافعون عنه ويساعدونه في التصدي لموسى عليه السلام ومن معه ’ وأتباع موسى عليه السلام يدافعون عنه ويرونه على حق ومؤمنين به وبما أنزل عليه ويتصدون معه لفرعون وجنوده بلا خوف من بطشه وبقوة إيمانهم أن الله أكبر منه في بطشه بهم إذا خالفوا أمره وأمر رسوله
لنرى ونزن الأمر معاً
في زماننا هذا قوم متمسكون بالدفاع عن حقوقهم التي أنزلها الله لهم منتفضين ثائرين ضد قيد الظلم والتجبر مطالبين بحريتهم التي يفتقدونها من أول حرية الرأي حتى حرية العقيدة
ومطالبين برحيل الفساد عن بلادهم
وقوم آخرون يقفون مع الظالم المتجبر ويرونه الحق المبين ويدافعون عنه باستماتة فيتصدون لبني وطنهم بالقتل والتنكيل والتعذيب والإعتقالات
كل يدافع عن ما يراه برؤيته الخاصة أنه الحق مع اختلاف علو المنزلة عند الله أوسقوطها في قعر جهنم
ونتذكر معاً
قول رسول الله صلّ الله عليه وسلم : (
أعظم الجهاد كلمة حق عن سلطان جائر )
هو أفضل الجهاد لأن الجهاد ضد العدو فيه تردد بين الرجاء والخوف
أما عند السلطان الجائر المتجبر فهو يقف بنفسه أمامه يقول له الحق ويأمره بالمعروف فيتعرض للهلاك لأن ظلم السلطان يشمل جميع من تحت سياسته فإذا نهاه عن ظلمه أوصل النفع إلى خلق كثير حتى وإن هلك وقتل
من يدافع عن الباطل يسكن في نفسه الضعف والخوف من بطش السلطان ومن الضياع والفقر والحرمان ونسي أن كل شيئ يصيبه مقدر بأمر الله الموت والحياة ’ الرزق والأولاد ’ الصحة والمرض
انحرف خلف الباطل يحمل خوفه الشديد المرتبط بالدنيا والبعيد عن الآخرة يقول الله عز وجل في سورة الأنعام ( وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا ولو شاء ربك ما فعلوه فذرهم وما يفترون ’ولتصغى إليه أفئدة الذين لا يؤمنون بالآخرة وليرضوه وليقترفوا ما هم مقترفون)
يشوهون الحق ويلبسونه بالباطل ويلبس الباطل لبوس الحق ويزينونه بالألفاظ والعبارات
كما قال الشاعر :
في زخرف القول تزين لباطله
والحق قد يعتريه سوء التعبير
تقـول هـذا مجاج النحل تمدحه
وإن تشأ قلت ذا قىء الزنانير
مدحا وقدحا وما جاوزت وصفهما
و الحق قد يعتريه سوء تعبير
ويندرج تحت هذه الأبيات وسائل الإعلام الكاذبة التي تزيف الحقائق وتزين الباطل عند من لديهم خواء عقلي وروحي فيتاثرون به وربما يؤمنون أنه الحق ولا جدال فيه
نقول أيضاً أنه لابد من الصراع داخل الإنسان بين الحق والباطل والخوف والشجاعة ’ وتبعاً لما استقر بعد هذا الصراع تنتج أفعاله الدالة على جبنه أو شجاعته في قول الحق
وبعد كل هذا نقول أن انتصار الحق موعود وياتي بأمر الله وقدره ولكن ليس بلا ثمن ولا بغير جهد الإنسان يقول الله تعالى ( وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمْ الْبَيِّنَاتُ وَلَكِنْ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ وَمِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُوا وَلَكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيد)
ويقول أيضاً جلَّ شأنه (وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمْ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ )شاء الله تعالى أن يخلق البشر منهم من يهتدي ومنهم من يضل ليحقق بذلك الإختبار والإبتلاء والحكمة ونرى أيضاً أنه كما يجاهد أهل الحق ويُجهدون يُجهد أهل الباطل ويجاهدون ويتعبون كما يقول سبحانه جلَّ شأنه : )ولا تهنوا في ابتغاء القوم إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون وكان الله عليما حكيما ) فالمدافع عن الباطل باستناده لخوفه وطاعة سلطانه يشعر احياناً بالغليان في قلبه بمراجل الهم والندم والحزن والرغبة للرجوع للحق ولكن يمنعه جبنه وخوفه من بطش سلطانه وخوفه من الفقر والحرمان والضياع الذي يتوهمه فيحدث الصراع المستمر داخله ولا يهدأ أبداً وربما لا ينام إلا قليلاً
وأنهي موضوعي هذا بأن النصر حليف الحق في النهاية مهما طال الزمن أو قصر
أسأل الله تعالى أن ينصر الحق وأهله في كل وقتٍ ومكان
ويمحق الباطل وأهله في كل وقتٍ مكان
وأسأله أيضاً أن يملأ قلوبنا عزيمة وإصرار على اتباع الحق
والشجاعة والقوة للدفاع عنه إنه على كل شيئ قدير
من إجتهاد قلمي
***********
نعرف جميعاً أن الخوف هو لغة الفزع وهو شعور قوي مزعج تجاه خطر ما حقيقي أو خيالي وهو نوعان خوف موضوعي وهو الذي ينشأ من مواقف تهدد الإنسان بأخطار حقيقية في الحياة
وخوف رهابي وهو كل ما ينتج عن توقعات وهمية مثل الرهبة من الصعود للأعلى والجلوس في الأماكن المغلقة والمظلمة
ولا ننسى الخوف من الله ومن سكرات الموت والحساب يوم لا ينفع مالٌ ولا بنون خوف يجعلنا نندفع للعمل الصحيح والقول الحق خوف يهز المشاعر ويرسل العبرات
ويَنتج عن الخوف حالة من الجبن والضعف فنلجأ إلى الهروب بعيداً عن الأذى والإحجام عن مواجهة الخطر حتى وإن كان وهمياً
لنتامل معاً في أسباب خوف الإنسان بهذا الزمان فنجد أن السبب الأساسي عنده هو بطش السلطان والقتل والفقر والحرمان فتمتلئ نفسه بالخوف الشديد فينحرف عن قول الحق والدفاع عنه ويميل كل الميل نحو الباطل ويلجأ للنفاق والكذب والمدح المزيف لأصحاب السلطة والسلطان وإرتداء قناع الولاء لهم وهو في ذات الوقت تمتلئ نفسه بالغثيان منهم وبالقرف من أفعالهم
ولو وضع هذا الإنسان الخوف من الله في المقام الأول ما التفت إلى بطش ذلك السلطان به إذ ان بطش ربه لأكبر وأن كل شيئ سيلاقيه من خير أو شر فهو بقدر الله كما ذكر في كتاب الله تعالى(ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها )
أي أن كل مصيبة بين السماء والأرض ، في كتاب الله من قبل أن يبرأ النسمة
في هذه الدنيا من قديم الأزل صنفان من الناس:
صنف يدافع عن الحق وصنف يدافع عن الباطل وكل منهم يدافع باستماتة وقوة ’ ولنضرب مثلاً لذلك بقوم فرعون كان يرونه على حق ويدافعون عنه ويساعدونه في التصدي لموسى عليه السلام ومن معه ’ وأتباع موسى عليه السلام يدافعون عنه ويرونه على حق ومؤمنين به وبما أنزل عليه ويتصدون معه لفرعون وجنوده بلا خوف من بطشه وبقوة إيمانهم أن الله أكبر منه في بطشه بهم إذا خالفوا أمره وأمر رسوله
لنرى ونزن الأمر معاً
في زماننا هذا قوم متمسكون بالدفاع عن حقوقهم التي أنزلها الله لهم منتفضين ثائرين ضد قيد الظلم والتجبر مطالبين بحريتهم التي يفتقدونها من أول حرية الرأي حتى حرية العقيدة
ومطالبين برحيل الفساد عن بلادهم
وقوم آخرون يقفون مع الظالم المتجبر ويرونه الحق المبين ويدافعون عنه باستماتة فيتصدون لبني وطنهم بالقتل والتنكيل والتعذيب والإعتقالات
كل يدافع عن ما يراه برؤيته الخاصة أنه الحق مع اختلاف علو المنزلة عند الله أوسقوطها في قعر جهنم
ونتذكر معاً
قول رسول الله صلّ الله عليه وسلم : (
أعظم الجهاد كلمة حق عن سلطان جائر )
هو أفضل الجهاد لأن الجهاد ضد العدو فيه تردد بين الرجاء والخوف
أما عند السلطان الجائر المتجبر فهو يقف بنفسه أمامه يقول له الحق ويأمره بالمعروف فيتعرض للهلاك لأن ظلم السلطان يشمل جميع من تحت سياسته فإذا نهاه عن ظلمه أوصل النفع إلى خلق كثير حتى وإن هلك وقتل
من يدافع عن الباطل يسكن في نفسه الضعف والخوف من بطش السلطان ومن الضياع والفقر والحرمان ونسي أن كل شيئ يصيبه مقدر بأمر الله الموت والحياة ’ الرزق والأولاد ’ الصحة والمرض
انحرف خلف الباطل يحمل خوفه الشديد المرتبط بالدنيا والبعيد عن الآخرة يقول الله عز وجل في سورة الأنعام ( وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا ولو شاء ربك ما فعلوه فذرهم وما يفترون ’ولتصغى إليه أفئدة الذين لا يؤمنون بالآخرة وليرضوه وليقترفوا ما هم مقترفون)
يشوهون الحق ويلبسونه بالباطل ويلبس الباطل لبوس الحق ويزينونه بالألفاظ والعبارات
كما قال الشاعر :
في زخرف القول تزين لباطله
والحق قد يعتريه سوء التعبير
تقـول هـذا مجاج النحل تمدحه
وإن تشأ قلت ذا قىء الزنانير
مدحا وقدحا وما جاوزت وصفهما
و الحق قد يعتريه سوء تعبير
ويندرج تحت هذه الأبيات وسائل الإعلام الكاذبة التي تزيف الحقائق وتزين الباطل عند من لديهم خواء عقلي وروحي فيتاثرون به وربما يؤمنون أنه الحق ولا جدال فيه
نقول أيضاً أنه لابد من الصراع داخل الإنسان بين الحق والباطل والخوف والشجاعة ’ وتبعاً لما استقر بعد هذا الصراع تنتج أفعاله الدالة على جبنه أو شجاعته في قول الحق
وبعد كل هذا نقول أن انتصار الحق موعود وياتي بأمر الله وقدره ولكن ليس بلا ثمن ولا بغير جهد الإنسان يقول الله تعالى ( وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمْ الْبَيِّنَاتُ وَلَكِنْ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ وَمِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُوا وَلَكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيد)
ويقول أيضاً جلَّ شأنه (وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمْ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ )شاء الله تعالى أن يخلق البشر منهم من يهتدي ومنهم من يضل ليحقق بذلك الإختبار والإبتلاء والحكمة ونرى أيضاً أنه كما يجاهد أهل الحق ويُجهدون يُجهد أهل الباطل ويجاهدون ويتعبون كما يقول سبحانه جلَّ شأنه : )ولا تهنوا في ابتغاء القوم إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون وكان الله عليما حكيما ) فالمدافع عن الباطل باستناده لخوفه وطاعة سلطانه يشعر احياناً بالغليان في قلبه بمراجل الهم والندم والحزن والرغبة للرجوع للحق ولكن يمنعه جبنه وخوفه من بطش سلطانه وخوفه من الفقر والحرمان والضياع الذي يتوهمه فيحدث الصراع المستمر داخله ولا يهدأ أبداً وربما لا ينام إلا قليلاً
وأنهي موضوعي هذا بأن النصر حليف الحق في النهاية مهما طال الزمن أو قصر
أسأل الله تعالى أن ينصر الحق وأهله في كل وقتٍ ومكان
ويمحق الباطل وأهله في كل وقتٍ مكان
وأسأله أيضاً أن يملأ قلوبنا عزيمة وإصرار على اتباع الحق
والشجاعة والقوة للدفاع عنه إنه على كل شيئ قدير
من إجتهاد قلمي