بيروت - "السياسة" والوكالات:
كشفت معلومات خاصة لـ"السياسة", أمس, أن أحد أحزاب قوى "8 آذار" تلقى
إشارات من دمشق حيال إمكانية تدخل الجيش السوري في شمال لبنان, لملاحقة
المنشقين الذين ينتمون إلى "الجيش السوري الحر", وسط معلومات عن وجودهم في
بعض قرى محافظة عكار.
ويبدو أن اتخاذ الجيش اللبناني, خلال الأيام القليلة الماضية, إجراءات
أمنية في الشمال وقيامه بعمليات مداهمة في بعض المناطق المتاخمة للحدود
السورية, يندرج في إطار ملاحقة المنشقين, وخاصة في ظل المعلومات التي
يسربها حلفاء نظام دمشق, عن استيائه مما يعتبره "تخاذل" الحكومة اللبنانية
في ضبط الحدود, حتى ان بعض قوى "8 آذار", وفي مقدمها الوزير السابق وئام
وهاب, وضع تعليق رئيس الحكومة نجيب ميقاتي جلسات مجلس الوزراء, في إطار
تخليه عن مسؤولياته والامتناع عن إعطاء غطاء سياسي للجيش لملاحقة المنشقين.
وكشف مصدر في احد أحزاب قوى "8 آذار", لديه وجود تاريخي في شمال لبنان, أن
الحزب تلقى إشارات سورية لجهة إمكانية التحرك عسكرياً في بعض مناطق محافظة
عكار لمطاردة مجموعات مسلحة يعتقد أنها تابعة لـ"الجيش السوري الحر".
وأكد المصدر أن التدخل السوري في هذه المناطق "ممكن جداً", وخصوصاً بعد فشل
الجيش اللبناني في استئصال الوجود السوري المعارض والمسلح من المنطقة.
في غضون ذلك, دعا مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار, المتواجد في
باريس, أمس, إلى "الهدوء واحترام الجيش اللبناني, لنحافظ جميعاً على امن
البلد واستقراره", مناشداً الجميع "عدم افتعال أي مشكلة داخلية في الظرف
الإقليمي والداخلي الحرج".
وأعلن في حديث إلى "وكالة الأنباء المركزية" "عن اجتماع سيعقد الاربعاء
المقبل في دار الفتوى في طرابلس يجمع كل العلماء في طرابلس والشمال, ويصدر
عنه بيان بشأن ما يجري على الحدود الشمالية.
وفي موقفه الأسبوعي لجريدة "الأنباء", أكد رئيس "جبهة النضال الوطني"
النائب وليد جنبلاط أن "ممارسة حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن الدولي من
روسيا ثم الصين جاء ليقضي على ما تبقى من مبادرة الجامعة العربية التي
حاولت ترتيب حل سياسي للأزمة في سورية, يفضي الى الخروج من الأحادية ونظام
الحزب الواحد والحاكم الأوحد نحو إرساء التعددية والديمقراطية والتنوع
بعيدًا عن الوعود الاصلاحية الوهمية التي لم تتحقق ولن تتحقق".
واعتبر أن "هذا الـ"فيتو" بمثابة صفعة للشعب السوري الذي يطالب بحقوقه
المشروعة في الحرية والديمقراطية, وإهانة للثورة السورية التي أرادت الخروج
من الديكتاتورية نحو الديمقراطية", مشيراً إلى أنه "سيعطي المزيد من الوقت
للنظام للاستمرار في استخدام العنف وارتكاب المجازر وقتل الأبرياء في جميع
أنحاء سورية من دون استثناء".
ورأى أن "هذا الـ"فيتو" المزدوج هو أيضًا إهانة لكل الشعوب العربية الطامحة
لنيل حريتها والباحثة عن مستقبل أفضل في بلدانها بعد أن قبعت بمعظمها
لعقود وعقود تحت نير الظلم والاستبداد والقمع والاذلال", مضيفاً ان "هذا
الفيتو يتناقض, أقله من هذه الزاوية, مع حقوق الانسان الأساسية والطبيعية
التي أقرتها المواثيق والقوانين والأعراف الدولية".
ولفت إلى أن "هذا الـ"فيتو" يأتي بعد ثلاثين عامًا على مجزرة حماه, وكأنه
يعطي الضوء الأخضر في مكان ما لتنفيذ مجزرة مشابهة في مدينة حمص في محاولة
لإركاعها".
وعلى الصعيد اللبناني, قال جنبلاط: "إذا كانت سياسة النأي بالنفس ربما تصلح
في المحافل العربية والدولية نظرًا لخصوصية الموقف اللبناني إزاء الأزمة
السورية, فإنها لا تجدي في طريقة التعاطي مع النازحين السوريين الذين آن
الأوان للسلطات الرسمية أن تعترف بوجودهم فهم بمثابة شعب منكوب يحتاج الى
العون والمساعدات الطبية والاجتماعية والغذائية والانسانية بكل أشكالها".
وفي انتقاد مبطن للجيش اللبناني, أضاف جنبلاط ان "هذا أفضل من الاستعراضات
العسكرية المجوقلة في المناطق الحدودية الشمالية", متسائلاً: "هل نسينا أن
الشعب السوري قد استقبل عشرات الآلاف من اللبنانيين النازحين أثناء العدوان
الاسرائيلي على لبنان"?
واعتبر أنه "يكفي التلطي خلف مقالات صحافية وتقارير إعلامية مشبوهة حول
"الجيش السوري الحر" واعتبارها ذريعة للتقاعس عن القيام بالواجبات
الانسانية أو للانقضاض على النازحين", مضيفاً انه "كان الأحرى ببعض الأجهزة
الأمنية اللبنانية أن تمنع بعض "الشبيحة" من قرى جبل لبنان من الذهاب إلى
جبل العرب في سورية للقتال ضد الثوار والمناضلين الذين يرفضون السكوت عن
الواقع القائم ويناضلون في سبيل التغيير".
من جهته, اشار عضو كتلة "المستقبل" النائب معين المرعبي إلى أن "هناك
أخباراً عن عملية عسكرية تحضر من قبل الجانب السوري على الحدود اللبنانية -
السورية, ولا نعلم إن كانت داخل الحدود السورية أو ضمن الأراضي
اللبنانية".
واعتبر أن "الجيش اللبناني لم يكن موفقاً في العملية التي قام بها", متهماً
إياه بـ"التخاذل وعدم الاكتراث لأرواح المواطنين وخاصة أهالي عكار ووادي
خالد
كشفت معلومات خاصة لـ"السياسة", أمس, أن أحد أحزاب قوى "8 آذار" تلقى
إشارات من دمشق حيال إمكانية تدخل الجيش السوري في شمال لبنان, لملاحقة
المنشقين الذين ينتمون إلى "الجيش السوري الحر", وسط معلومات عن وجودهم في
بعض قرى محافظة عكار.
ويبدو أن اتخاذ الجيش اللبناني, خلال الأيام القليلة الماضية, إجراءات
أمنية في الشمال وقيامه بعمليات مداهمة في بعض المناطق المتاخمة للحدود
السورية, يندرج في إطار ملاحقة المنشقين, وخاصة في ظل المعلومات التي
يسربها حلفاء نظام دمشق, عن استيائه مما يعتبره "تخاذل" الحكومة اللبنانية
في ضبط الحدود, حتى ان بعض قوى "8 آذار", وفي مقدمها الوزير السابق وئام
وهاب, وضع تعليق رئيس الحكومة نجيب ميقاتي جلسات مجلس الوزراء, في إطار
تخليه عن مسؤولياته والامتناع عن إعطاء غطاء سياسي للجيش لملاحقة المنشقين.
وكشف مصدر في احد أحزاب قوى "8 آذار", لديه وجود تاريخي في شمال لبنان, أن
الحزب تلقى إشارات سورية لجهة إمكانية التحرك عسكرياً في بعض مناطق محافظة
عكار لمطاردة مجموعات مسلحة يعتقد أنها تابعة لـ"الجيش السوري الحر".
وأكد المصدر أن التدخل السوري في هذه المناطق "ممكن جداً", وخصوصاً بعد فشل
الجيش اللبناني في استئصال الوجود السوري المعارض والمسلح من المنطقة.
في غضون ذلك, دعا مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار, المتواجد في
باريس, أمس, إلى "الهدوء واحترام الجيش اللبناني, لنحافظ جميعاً على امن
البلد واستقراره", مناشداً الجميع "عدم افتعال أي مشكلة داخلية في الظرف
الإقليمي والداخلي الحرج".
وأعلن في حديث إلى "وكالة الأنباء المركزية" "عن اجتماع سيعقد الاربعاء
المقبل في دار الفتوى في طرابلس يجمع كل العلماء في طرابلس والشمال, ويصدر
عنه بيان بشأن ما يجري على الحدود الشمالية.
وفي موقفه الأسبوعي لجريدة "الأنباء", أكد رئيس "جبهة النضال الوطني"
النائب وليد جنبلاط أن "ممارسة حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن الدولي من
روسيا ثم الصين جاء ليقضي على ما تبقى من مبادرة الجامعة العربية التي
حاولت ترتيب حل سياسي للأزمة في سورية, يفضي الى الخروج من الأحادية ونظام
الحزب الواحد والحاكم الأوحد نحو إرساء التعددية والديمقراطية والتنوع
بعيدًا عن الوعود الاصلاحية الوهمية التي لم تتحقق ولن تتحقق".
واعتبر أن "هذا الـ"فيتو" بمثابة صفعة للشعب السوري الذي يطالب بحقوقه
المشروعة في الحرية والديمقراطية, وإهانة للثورة السورية التي أرادت الخروج
من الديكتاتورية نحو الديمقراطية", مشيراً إلى أنه "سيعطي المزيد من الوقت
للنظام للاستمرار في استخدام العنف وارتكاب المجازر وقتل الأبرياء في جميع
أنحاء سورية من دون استثناء".
ورأى أن "هذا الـ"فيتو" المزدوج هو أيضًا إهانة لكل الشعوب العربية الطامحة
لنيل حريتها والباحثة عن مستقبل أفضل في بلدانها بعد أن قبعت بمعظمها
لعقود وعقود تحت نير الظلم والاستبداد والقمع والاذلال", مضيفاً ان "هذا
الفيتو يتناقض, أقله من هذه الزاوية, مع حقوق الانسان الأساسية والطبيعية
التي أقرتها المواثيق والقوانين والأعراف الدولية".
ولفت إلى أن "هذا الـ"فيتو" يأتي بعد ثلاثين عامًا على مجزرة حماه, وكأنه
يعطي الضوء الأخضر في مكان ما لتنفيذ مجزرة مشابهة في مدينة حمص في محاولة
لإركاعها".
وعلى الصعيد اللبناني, قال جنبلاط: "إذا كانت سياسة النأي بالنفس ربما تصلح
في المحافل العربية والدولية نظرًا لخصوصية الموقف اللبناني إزاء الأزمة
السورية, فإنها لا تجدي في طريقة التعاطي مع النازحين السوريين الذين آن
الأوان للسلطات الرسمية أن تعترف بوجودهم فهم بمثابة شعب منكوب يحتاج الى
العون والمساعدات الطبية والاجتماعية والغذائية والانسانية بكل أشكالها".
وفي انتقاد مبطن للجيش اللبناني, أضاف جنبلاط ان "هذا أفضل من الاستعراضات
العسكرية المجوقلة في المناطق الحدودية الشمالية", متسائلاً: "هل نسينا أن
الشعب السوري قد استقبل عشرات الآلاف من اللبنانيين النازحين أثناء العدوان
الاسرائيلي على لبنان"?
واعتبر أنه "يكفي التلطي خلف مقالات صحافية وتقارير إعلامية مشبوهة حول
"الجيش السوري الحر" واعتبارها ذريعة للتقاعس عن القيام بالواجبات
الانسانية أو للانقضاض على النازحين", مضيفاً انه "كان الأحرى ببعض الأجهزة
الأمنية اللبنانية أن تمنع بعض "الشبيحة" من قرى جبل لبنان من الذهاب إلى
جبل العرب في سورية للقتال ضد الثوار والمناضلين الذين يرفضون السكوت عن
الواقع القائم ويناضلون في سبيل التغيير".
من جهته, اشار عضو كتلة "المستقبل" النائب معين المرعبي إلى أن "هناك
أخباراً عن عملية عسكرية تحضر من قبل الجانب السوري على الحدود اللبنانية -
السورية, ولا نعلم إن كانت داخل الحدود السورية أو ضمن الأراضي
اللبنانية".
واعتبر أن "الجيش اللبناني لم يكن موفقاً في العملية التي قام بها", متهماً
إياه بـ"التخاذل وعدم الاكتراث لأرواح المواطنين وخاصة أهالي عكار ووادي
خالد