بسم الله الرحمن الرحيم
إعلان الجهاد
دفاعاً عن النفس واسترداداً للحقوق المسلوبة
الحمد لله القائل: "وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين لله فإن انتهوا فلا عدوان إلا على الظالمين". نحمده سبحانه أن أعزَّ المسلمين بالجهاد، وخصَّه بأجور عظيمة، وهباتٍ جسيمة، وجعل المجاهدين في أعلى المنازل، وأكرمهم بأعظم الفضائل، وجعل الشهداء منهم أحياء ولسبعين من أهلهم شفعاء فطوبى لمن حصل على هذا الأجر، والصّلاة والسلام على إمام المجاهدين وقائد الغرّ الميامين، وعلى آلهِ وصَحبهِ أجمعين، وبعد:
أيها الشّعب السوريّ الثّائر:
نظراً لما يقوم به هذا النّظام المجرم من أعمال وحشية يندى لها جبين البشرية حياء حيث ارتكب بحقنا كل أنواع القتل والتدمير والأذى التي طالت النفس والعرض والمال والممتلكات وكل شيء؛ لأننا طالبنا بحقوقنا المشروعة بشكل سلمي، ولما نرى من إعراض الأمم عن الوقوف إلى جانب ثورتنا المباركة -ممثّلة بحكّامها المساندين لنظام الطاغية بشار الأسد وعصاباته المجرمة - واستهانتها بالدّماء الزكيّة العطرة التي تراق ليل نهار أمام مرأى ومسمع العالم كلّه، وحيث إنّ هذا النظام الإجرامي لا يفهم إلا لغة القوة، ولا يرقب فينا حرمةً ولا عهداً ولا ميثاقاً فإنّنا نبيّن ما يأتي:
1. إعلان النفير العام للدفاع عن أنفسنا وأعراضنا وأموالنا مما يوجب على كل قادر على حمل السلاح منا الانضمام لكتائب الجيش السوري الحر والعمل تحت قيادته وذلك من أجل دحر هذا العدو الصائل المعتدي المجرم،وانتزاع حقوقنا المشروعة منه بالقوة.
2. مطالبة كل حر وشريف في الجيش السوري أو الأمن وغيره الانضمام للجيش السوري الحر قبل فوات الأوان، وعدم البقاء مع القاتل والمجرم بشار الأسد.
3. تقديم كل عون ومساعدة مادية ومعنوية للجيش السوري الحر ولأهلنا المتضررين حتى يتمكنوا من تحقيق النصر المؤزر بإذن الله تعالى على هذه العصابات المجرمة التي عاثت في الأرض فساداً، قال تعالى : "إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فساداً أن يقتّلوا أو يصلّبوا أو تُقطّع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم"
1. التكافل والتعاون مع بعضنا بعضاً في السراء والضراء، لقوله صلى الله عليه وسلم:"مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ،وَتَرَاحُمِهِمْ،وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى".
2. مواصلة المظاهرات السلمية والاعتصمات والإضرابات، والتعاون مع الجيش الحر على كافة الأصعدة حتى تحقيق النّصر المبين إن شاء الله.
3. الحثُّ على الجهاد في سبيل الله من قبل طلاب العلم، وخطباء المنابر، وبيان فوائده،مع تعرية هذا النظام الإجرامي، واليقين بنصر الله تعالى قريباً،قال تعالى: "إنّا لننصر رُسُلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد (51) يوم لا ينفع الظالمين معذرتهم ولهم اللعنة ولهم سوء الدّار" وجوب مساعدة المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها لإخوانهم الثائرين في سوريا بما يلزم، لقول النبي صلى الله عليه وسلم:«المُسْلِمُ أَخُو المُسْلِمِ،لاَ يَظْلِمُهُ وَلاَ يُسْلِمُهُ،وَمَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ كَانَ اللَّهُ فِي حَاجَتِهِ».
- عدم جواز الالتفات إلى أي دعوة تطلب المهادنة أو التحاور مع هذا النظام الفرعوني تحت أي ذريعة كانت، ووجوب الاستمرار في القتال حتى إسقاط هذا النّظام الفاشي ومحاكمة جميع رموزه محاكمة عادلة، وتحقيق أهداف ثورتنا المباركة تحقيقاً كاملاً غير منقوص قال تعالى: "فلا تهنوا وتدعوا إلى السّلم وأنتم الأعلون والله معكم ولن يتركم أعمالكم".
وختاماً: نسأل الله الرحمة لشهدائنا والشّفاء لجرحانا والنّصر لثورتنا المباركة إنّه وليّ ذلك والقادر عليه.
صدر عن الهيئة العامّة للعلماء المسلمين في سوريَّا
الإثنين 14/ربيع الأول/1433هـ - 6/ فبراير/ 2012م.
الأمين العام
د. محمد مصطفى عبد الرزاق