الصبح
آتٍ لو كره المنتفعون
آتٍ لو كره المنتفعون
بقلم / سامي بن اورنس الشعلان
انكتفي بالبكاء .. ونجهش بالعويل رجالا ونساء
.. أي دمع ذاك الذي يعدل كل هذه الدماء .. ما ابشع الطغاه عندما تخلع الاقنعه عنهم
وتطل ذواتهم المتورمه بحب استعباد العباد وقد ولدتهم امهاتهم احرارا... ترا من
يصنع الطغاه؟؟ الح علي هذا السؤال وانا اتابع مسلسل ابادة أخواننا وأخواتنا من
الشعب العربي السوري الشقيق على مدى عام كامل تتخضب الشاشات بالدماء والاشلاء من
خيرة ابناء هذا الشعب العربي الاصيل ولا يتغير اي شي في نص الخبر المذاع يوميا على
ارجاء الدنيا على مدار عام كامل لم يتغير في هذا الخبر سوا عدد ارقام الضحايا
ولكوننا مع الاسف الشديد نحن بنو يعرب استمرأنا رؤية دماء اخواننا في العديد من
بقاع عالمنا العربي المنكوب بشياطين في ثياب اولياء وهم يقتلون ويصلبون الكثير
الكثير من خيرة الشباب الذين سفكت دماؤهم رخيصة على مذبح الحرية بل ان شئت على
موائد الزعماء ثم بعد ذلك يقدم لنا الخبر نحن ابناء الشعب العربي المصاب بالعمى
الليلي في احسن الاحوال بأن من سفكت دماؤهم هم مجموعة من المأجورين الخونه
المندسين العملاء الزنادقه والى آخر هذه التهم الجاهزه فنلتهم الخبر مع آخر لقمة
من العشاء و الغداء ويمر ويعبر كما عبر غيره لنبتلى بمصيبة اكبر واعم من الغد
وهكذا ليتم في النهاية اماتة اعز ما فينا وما يميزنا عن امم الارض قاطبه ان كنا
نستنير باسلامنا ونتعكز على اعمدة عروبتنا.. لعل مثل هذه الاستكانه هي التي شجعت
الطغاه على انتعال الشعوب .. لقد عاش جلاد سوريا مشاهد حيه لم نعشها نحن داخل قصر
والده العامر بالظلم والظلماء اثرت به بلا شك وهنا اذكر مشهدين من حياة جزار سوريا
الاكبر التي تعج بالعديد من امثلة الزيف والخداع لقد عاش طبيب العيون بسيط الملامح
وقد اقول بشوش الوجه لحظات ابادة والده وعمه لمدينة حماه السوريه قبل 30 عاما كان
عمره يقارب العشرين اي كان يرا حينها ويميز لقد رأى والده وعمه يتناولون اللحم
البشري ويسفكون دماء الشباب ويسحقون عظامهم بدم بارد ومن هؤلاء الشباب انهم خيرة
ابناء حماه وكان يرا طبيب العيون ان مثل هذا الفعل بطوله وشجاعه نادره فمن الذي
قتل آلاف من الاوغاد الغوغائيون الحاقدون الى آخر المسبحه .. ان من قام بهذا الفعل
البطل والده حافظ الأسد
الم يعش فخامة طبيب العيون بين والده وعمه
رفعت في هذه الفتره العصيبه من تاريخ سوريا لقد تعلم الكثير وهاهو اليوم يثبت انه
قد أتقن فن الرمايه فأخذ يجرب اسلحته الصدأه بصدور واحشاء ابناء وبنات شعبه ابناء
سوريا العزيزه بعد ان عاش ووالده من قبله اربعين عاما كالنعامة على تخوم الجولان
لم يكن مستعدا او معدا لمنصب الجزار الاول في مجزرة البعث السوري العظيم ولكن
عندما غيب الموت شقيقه الاكبر الوريث المعد للعرش الجمهوري الذي لا يمكن ان يتم
التوريث فيه حسب القوانين الدستوريه المعروفه عالميا مما اضطر الامبراطور المتلبس
ببزة المناظل حافظ اسد الى تغيير خططه مدعوما بجوقة البعث العظيم فقام بعمل تحريف
بسيط على طبيب العيون ليصبح قاتل الانفس وفاقئ العيون اما المشهد الثاني الذي لا
يقل غرابه او ظرافه عن سابقه فعندما لفظ الجزار الاب انفاسه اسقط في يد الاربعين
حرامي من حراس البعث الاصلاء ان عمر الفتى المرشح لمنصب الرئاسه اقل من العمر الذي
يشترطه الدستور لم يطل الوقت كثيرا بهم فقد انبرا احدهم وقال نعدل تلك الماده من
الدستور لتتناسب مع عمر فخامته وتم هذا التعديل الدستوري الذي يشترط على اضعف
تقدير حتى ولو بشكل مسرحي استفتاء الشعب على تعديل تلك الماده وهذا لا يمنع ايراد
بعض المحسنات البديعيه والحلويات الشاميه التي تسوق الحكيم ليكون الجزار القادم
... لعل الشعب السوري في نظر حزب الخبث العظيم لا يستحق حتى مجردة اخذ الراي
المزور !! قد يكون في نظرهم لم يبلغ الرشد بعد ! فهم من يسن القانون ويلغيه فلماذا
لا يتم الغاء الشعب ؟؟ أليس هذا هو الطرف الاضعف في المعادله !؟ هنا اجدني اميل
الى القول اننا نحن ابناء الشعوب المقهوره في كل انحاء العالم اسهمنا ونسهم بشكل
او بآخر في صناعة الطغاه ... رغم ان قيمنا الاسلاميه الصافيه تبيح لمن ظلم منا
الجهر بالسوء .. الا يفترض بمثل هذا التوجيه الكريم ان يحرك مكامن الشجاعه الادبيه
فينا ويدفعنا الى الوقوف في وجه الظلم والظلمه ايا كان موقعهم او صفتهم والدفاع عن
المكتسبات التي منحنا اياها خالق السماوات والأرض .. ان ما نشاهده وبشكل يومي خاصة
بعد تزايد ارقام الراحلين عن عالمنا المليء بالظلم والجور بفعل الطغاة والجبناء
الذين حصدوا خيرة شباب العرب في بصرا ودمشق وحمص وحماه ودرعا ودير الزور وكل بقعة
في شامنا الاشم التي عاش ويعيش في ربوعها فضلا عن اهلها الطيبين الطاهرين الذين هم
اهلنا ونعتز ونفخر بهم الا ان الشام ودمشق ذات مدلول تاريخي في تاريخنا العربي
يجعل كل ابناء الضاد يجري في عروقهم حب الشام واهل الشام وكل ما قدمته وتقدمه وستقدمه
الشام لهذه الأمه التي مرت سنين طويله وهي ترقد في العناية المركزه حتى شاءت
العناية الإلهيه لهذه الامه ان تنهض وتعود من جديد تبصر ما حولها وتتخلص من طغاتها
غير هائبة او خائفه او متردده في دفع الثمن من خيرة ابناءها وبناتها لكي تنبعث
نسمات الحريه والعداله بشكلها الحقيقي الاسلامي العربي غير المزور او المأجور
وريثما يتم القضاء على هذا الطاغيه وغيره من الطغاه وتزهر الشام وبلاد العرب من
جديد لنعود الى القول كما كان يردد اجدادنا ( الشام شامك الا الزمن ظامك ) فإذا
بالشام هي التي تظام وتقطع اوصالها ويقتل ابناءها وتستباح نسائها ولكن رغم عتمة
الليل وقسوة الطغاه وحماقة الجهله والمقامرين فان الصبح آتٍ آت ولو كره المنتفعون.