نيويورك ـ انقرة ـ دمشق ـ بيروت ـ وكالات: افاد دبلوماسيون الخميس ان الدول الاعضاء في مجلس الامن الدولي تناقش صيغة جديدة لمشروع قرار حول سورية تتضمن تنازلات بناء على طلب روسيا سعيا للتوصل الى تفاهم معها حول الازمة السورية، في الوقت الذي اعلن فيه الرئيس التركي عبد الله غول ان تركيا قد تفكر في منح اللجوء لعائلة الرئيس السوري بشار الاسد.
وردا على اسئلة صحافيين عما اذا كانت تركيا على استعداد لاستقبال افراد عائلة الرئيس السوري في حال طلبوا ذلك، اجاب غول 'لا وجود لمثل هذا الامر في الوقت الراهن'، كما كتبت صحيفة 'راديكال' التركية.
الا انه اضاف 'اذا ما قدم لنا مثل هذا الطلب، فإننا سندرسه بالتأكيد'.
جاء ذلك فيما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان الخميس ان قوات الامن السورية قامت الاربعاء باعدام ناشط في ريف دمشق والقت جثمانه امام طفليه وزوجته مطالبا بتشكيل لجنة مستقلة للتحقيق بمقتله.
وعلم ان الصيغة الجديدة للمشروع التي وضعت اثر مفاوضات الاربعاء بين سفراء الدول الـ 15 الاعضاء، لا تتطرق الى تفاصيل عملية انتقال السلطة التي تحدثت عنها الجامعة العربية في خطتها لحل الازمة السورية التي طرحتها في كانون الثاني (يناير).
واوضح الدبلوماسيون ان المشروع 'يدعم خطة الجامعة العربية الصادرة في 22 كانون الثاني (يناير) 'لكنه لا يشير الى تفاصيل عملية انتقال السلطة وخصوصا نقل سلطات الرئيس السوري بشار الاسد الى نائبه.
واورد دبلوماسي غربي ان بنود خطة الجامعة 'لم تعد مفصلة في المشروع الجديد ولكن يمكن بوضوح فهم الموضوع الذي يشير اليه' مشروع القرار.
وقال دبلوماسي اخر 'الامر الاساسي هو ان يدعم مجلس الامن خطة الجامعة العربية' وان يتضمن المشروع بندا يلحظ ان المجلس سيناقش تطورات الوضع في الاسابيع الثلاثة التي تلي تبني القرار.
ومنذ بداية المفاوضات، شددت روسيا والهند خصوصا على ضرورة الا يدعو مجلس الامن في شكل مسبق الى تنحي الرئيس السوري.
ولم يعد النص يشير ايضا الى العقوبات الاقتصادية التي فرضتها الجامعة العربية على دمشق في تشرين الثاني (نوفمبر) 2011، كما لم يعد يتضمن فقرة كانت اشارت الى قلق المجلس حيال بيع اسلحة الى سورية، وخصوصا ان موسكو ترغب في مواصلة هذا الامر. وهذا ما اعلنه نائب وزير الدفاع الروسي اناتولي انطونوف الخميس ان روسيا ستواصل تصدير اسلحة الى سورية على الرغم من تصاعد اعمال العنف في هذا البلد، ضمن الحدود التي لا تشير الى اي قيود في هذا المجال.
ونقلت وكالات الانباء الروسية عن انطونوف قوله 'حتى اليوم، لا يوجد اي قيد على مبيعات الاسلحة، وسنفي بالتزاماتنا' حيال دمشق.
ولم تدل روسيا حتى الآن بموقفها من المشروع الجديد، وقال دبلوماسي 'نجهل ما سيقوله الروس'.
وابدت موسكو حتى الآن تصلبا، وتوعد مندوبها لدى الامم المتحدة فيتالي تشوركين باللجوء الى الفيتو اذا صوت المجلس 'على نص نعتبره خاطئا'.
وعلى الصعيد الميداني، قتل خمسة مدنيين في العمليات الامنية التي تشنها القوات السورية في محافظتي درعا وادلب، وفق ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.
وقال المرصد لوكالة فرانس برس 'استشهد ثلاثة مواطنين خلال الحملة العسكرية الامنية المشتركة التي نفذتها القوات السورية امس في بلدة الجيزة في محافظة درعا'. واضاف 'استشهد شقيقان في قرية معر دبسي في محافظة ادلب اثر اطلاق الرصاص عليهما من قبل قوات الامن السورية'.
وذكر المرصد في بيان تلقت فرانس برس نسخة منه ان 'قوات الامن السورية في بلدة معضمية الشام (ريف دمشق) اقتحمت عند الساعة الواحدة من ظهر يوم الاربعاء (11.00 ت غ) منزل الناشط ناصر محمد سعيد الصغير (30 عاما) فلاذ بالفرار الى سطح المنزل خوفا من الاعتقال'.
واضاف المرصد 'قامت قوات الامن بتهديده باعتقال طفليه ان لم يسلم نفسه فصعدوا الى سطح المنزل واطلقوا عليه الرصاص واردوه قتيلا وقاموا برمي جثمانه من على سطح المنزل امام زوجته وطفليه'.
وطالب المرصد السلطات السورية 'بتشكيل لجنة تحقيق مستقلة بجريمة اعدام الناشط ناصر الصغير وتقديم مرتكبيها الى العدالة لينالوا عقابهم'.
واشار المرصد الى ان السلطات السورية كانت قد افرجت عن الناشط قبل خمسة ايام بعدما اعتقلته لاربعة اشهر، لافتا الى ان والده معتقل منذ سبعة اشهر.
كما اقتحمت قوات عسكرية سورية الخميس بلدات في ريف درعا، مهد الحركة الاحتجاجية التي تشهدها البلاد منذ منتصف اذار (مارس)، واخرى في محافظة ادلب (شمال غرب)، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان من لندن.
وذكر المرصد في بيان ان 'دبابات وناقلات جند مدرعة اقتحمت بلدة الجيزة (ريف درعا) وبدأت باطلاق النار من رشاشاتها الثقيلة باتجاه المنازل'.
واشار الى ان 'القوات السورية احرقت عشرات الدراجات النارية'.
واكدت لجان التنسيق المحلية التي تشرف ميدانيا على حركة الاحتجاج ضد نظام الرئيس بشار الاسد وقوع 'العديد من الجرحى في سقوط قذائف على بلدة الجيزة أثناء اقتحامها صباح اليوم' من دون ان تذكر عددهم.
واضافت 'ان مدرعات للجيش انتشرت داخل البلدة' وسط 'اطلاق نار من مضادات طيران وقطع للكهرباء والاتصالات واشتباكات عنيفة مع الجيش الحر الذي يدافع عن البلدة'.
ولفتت الى 'سماع أصوات إطلاق نار في شمال الجيزة وانتشار قوات الأمن في مساكن صيدا' مؤكدة 'وصول تعزيزات أمنية إلى حاجزي الجيزة والمسيفرة'.
كما اكد المرصد ان 'قوات عسكرية تحاصر بلدة النعيمة ونصبت الحواجز على مداخلها'.
و'اقتحمت قوات عسكرية سورية تضم ناقلتي جند وحافلة بلدة الطيبة في محافظة درعا وبدأت باطلاق رصاص عشوائي'، بحسب المرصد.
وفي شمال غرب البلاد، اشار المرصد الى 'انشقاق عشرة جنود على حاجز قرب سراقب واشتبكوا مع قوات عسكرية واعطبوا ناقلة جند مدرعة قبل ان يفروا الى مكان مجهول'.
وفي محافظة ادلب 'اقتحمت الدبابات وسيارات عسكرية قرية سرجة في وقت تجمعت قوات عسكرية في قرية كفرلاتا'.
وكان بيان آخر تحدث عن 'حملة مداهمات واعتقالات' تنفذها القوات السورية في بلدات عين ترما وعربين وزملكا وزبدين ودير العصافير وشارع الجلاء في مدينة دوما في محافظة ريف دمشق.
وشهد عدد من المناطق السورية الخميس تظاهرات في الذكرى الثلاثين لمجزرة حماة التي ارتكبها النظام السوري بقيادة حافظ الاسد آنذاك والتي سقط فيها الاف القتلى، بحسب ما افاد ناشطون.
وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان في بيان تلقت وكالة فرانس برس نسخة منه ان 'مدينة حماة شهدت اضرابا عاما بمناسبة الذكرى الثلاثين لمجزرة حماة التي ذهب ضحيتها عشرات الالوف من ابناء المدينة'.
وصبغت بعض شوارع المدينة واجزاء من نواعير حماة الاثرية باللون الاحمر وكتب عليها 'حافظ مات وحماة لم تمت'، في اشارة الى الرئيس السابق حافظ الاسد، والد الرئيس الحالي بشار الاسد، بحسب المرصد.
المصدر
القدس العربي