أبشـرْ أيَـا بَشـارُ بالخُـسـرانِ أبشـرْ بِـذلِّ هَزيمـة وهــوانِ أبشْـر بقُـربِ نهايـة ٍحتمـيـة وبسـوءِ خاتمـةٍ بشـرِّ مـكـانِ قدْ جـاءَ دورُك فاستعـدَّ لمِيتـةٍ نَكـراءَ تطفـئُ جَمـرةَ الأحـزانِ وتُعيـدُ للمظلـومِ حقـاً ضائعـاً وبِها ستُكسَـرُ شوكـةُ العُـدوانِ فالسيفُ يَلمعُ والقِصاصُ شريعـةٌ بَزغَتْ كنورِ الشَّمسِ فِي القُـرآنِ وانظرْ لمنْ قد كانَ يَحْسَـبُ أنَّـهُ مَلِكُ المُلـوكِ وفـارسُ الفُرْسَـانِ لمَّا طَغى في الأرضِ أُمْهِـلَ فَتْـرَةً فـاَزدادَ غَطرَسـةً علـى طغيـانِ واغترَّ بالجيشِ العظيـمِ وحزبِـهِ ورمـى كتَـابَ الله ِبالنُّقـصَـانِ فأَذَاقَـهُ الجَبَّـارُ سَـوط عذابِـه وأَتى بِـهِ مـن حفـرةِ الجُـرذَانِ واقتصَّ منهُ أمامَ مَـرْأَى شعبـهِ فانـظـرْ إِذَاً لِعَـدالـةِ الـدَّيَّـانِ عذَّبتَ شعبَكَ وانتهكـتَ حقُوقَهـم ورميتَهـم بِـالإفْـكِ والبُهـتَـانِ وكَفَرتَ بِالبَعثِ الَّذِي هُـوَ مُثبـتٌ فِي سنّةِ الهَـادِي وَفِـي الفُرقَـانِ وسجنتَ أهَل الفضلِ دونَ جِنَايـةٍ وقتلـتَ ظُلمـاً كُـلَّ ذِي إِيمَـانِ دَنَّسَّتَ يا ذَنَبَ المَجُوسِ مَسَاجِـدَاً فَدَخَلْتَهَـا بِمَعـيَّـةِ الشَّيـطـانِ وقصفتَ في وضحِ النهـارِ مَآذنـاً فَهَدَمْتَهـا وقتلـتَ صَــوتَ أذآنِ تشكو البهائمُ ما لَهَا مِنْ مَهـرَبٍ من جيشـكِ المأفـونِ والخـوَّانِ يا بؤسَ جندِكَ قد أمـتَّ قلوبَهـم فتَجاسروا حتَّـى علـى الحَيـوانِ أما اليهودُ فقـد خَشِيْـتَ قِتَالهـم وَهُزِمْتَ رُعباً في رُبـا الجـولانِ وجَبُنْتَ عَـنْ صَـدٍّ وَرَدٍّ عِندَمـا دَكَّوا المُفاعِـلَ سَاعَـةَ البُنيَـانِ فَرَضَخْـتَ للعَـادِي عَليـكَ بِذِلَّـةٍ وغَرَقتَ فِي بَحـرٍ مِـنَ الإِذْعَـانِ تدعُـو عليـكَ طُفولـةٌ يَتَمْتَهَـا وسَقَيْتَهـا بِـمَـرَارَةِ الحِـرْمَـانِ تدعُـو عليـكَ الأمَّهَـاتُ بحُرقـةٍ وتَـضَـرُّعٍ للـواحـدِ الـديَّـانِ تدعو عليكَ الشامُ دعـوةَ واثـقٍ وصدَى الدُّعاءِ يَضِجُّ في البُلـدانِ والمُسلمـونَ يُؤمِّنـونَ وراءَهـا ودُمُوعُهم كالنَّهرِ فِـي الجَرَيـانِ ويُؤمِّلونَ الزَّحـفَ نَحـوَ عدوهـا للنَّصرِ أَو للمَـوتِ فِـي المَيـدَانِ بَشارُ قد سَكنَتْ رِياحُـكَ فانْتَظـرْ إعصارَ بطـشٍ مَـارَ كالطوفـانِ فاللهُ ليـسَ بِغافـلٍ عَـن فِعلِكُـم بَل إِنَّـه يُملـي لِـذي الطُّغيـانِ ليزيـدَ إِثمـاً مِـن تكبَّـر قلبـهُ ويعودَ مـن قـد ضـلَّ للرحمـن وسيحكـمُ القهَّـارُ بيـنَ عِبـادِهِ بالعـدلِ والإنصـافِ والمـيـزانِ فمنِ اهتدَى فلَهُ الأمانُ، ومنْ طَغَى سيُكبُّ مع فِرعونَ فِـي النيـرانِ |