وكالات :: بدأت في العاصمة الفرنسية الاستعدادات لانتخاب قيادة جديدة للمجلس الوطني السوري الذي يضم غالبية اطياف المعارضة السورية التي ما زالت التباينات كبيرة في ما بينها.
وتنتهي ولاية الرئيس الحالي للمجلس برهان غليون في الخامس عشر من شباط / فبراير ، ويعاد انتخاب قيادة جديدة لمدة ثلاثة اشهر بموجب النظام الداخلي للمجلس.
وبرز برهان غليون ، وهو اكاديمي ذو توجهات يسارية مقيم في فرنسا منذ 30 عاما ، كشخص قادر على التوفيق بين الاتجاهات المتباينة للقوى التي يتشكل منها المجلس ، بين الاسلاميين والقوميين واليساريين والليبراليين والمستقلين ، ويشكل الاسلاميون القوة الاكبر وزنا داخل المجلس.
وكان مقررا ان يجري اختيار قيادة جديدة للمجلس في منتصف كانون الثاني / يناير الحالي ، الا ان تعثر التوافق ادى الى تأجيل هذا الاستحقاق الى منتصف شباط / فبراير.
وبالتزامن مع اقتراب هذا الاستحقاق ، وصل الى باريس كل من جورج صبرا وسهير الاتاسي ، وهما من الوجوه البارزة التي مارست نشاطا معارضا في داخل سوريا لوقت طويل قبل مغادرتها اخيرا.
وجورج صبرا معارض مخضرم أمضى في السجون السورية ثماني سنوات في عهد الرئيس الراحل حافظ الاسد على خلفية نشاطه السياسي ، وثلاثة اشهر خلال العام الفائت على خلفية مشاركته في التظاهرات الاحتجاجية على نظام الرئيس بشار الاسد ، وهو شيوعي مسيحي جرى اختياره عضوا في القيادة الحالية للمجلس الوطني.
ويقول صبرا انه موفد من حزب الشعب السوري ، وهو أحد مؤسسيه ، للعمل مع المجلس الوطني وترتيب اموره.
أما سهير الاتاسي ، فهي من عائلة سنية كبيرة من حمص ، التي باتت تعد عاصمة الاحتجاجات في سوريا. وهي احدى مؤسسي الهيئة العامة للثورة السورية ، وقد غادرت سوريا حيث كانت تقيم متخفية "، بناء على طلب الثوار" من اجل الانتقال الى مرحلة جديدة في العمل ، كما تقول.
ومن بين المعارضين المنفيين منذ زمن طويل ، بسمة القضماني ذات التوجهات الليبرالية وهي المتحدثة باسم المجلس الوطني ، وهي كانت مرشحة لرئاسة المجلس في كانون الثاني / يناير الى جانب احد مرشحي الاخوان المسلمين.
ويرى الباحث فابريس بالانش الخبير في الشأن السوري ان "قطر التي تدير مع تركيا دفة المجلس الوطني ، هي من سيختار لرئاسة المجلس شخصية تظهر وحدة المعارضة".
واذا كان المجلس الوطني السوري قد نجح في فرض نفسه كممثل للمعارضة السورية لاسيما في الخارج ، الا انه يبدو بعيدا عن مواكبة تطورات الاحداث على الارض في سوريا.
ويرى صبرا في حديث لوكالة فرانس برس ان المجلس لا يقوم بما يجب تجاه "اولئك الشباب الذين يواجهون الجيش والموت كل يوم".
ويقول "الناس في الداخل يأملون من المجلس ان يبذل مزيدا من الجهد من أجلهم (...) حركة المجلس بطيئة مقارنة مع ما يجري في سوريا ، الشعب يحتاج الى الدعم والمال والدواء والمواد الغذائية".
ودعت سهير الاتاسي في حديث لموقع ميديابار الى "تنظيم العمل والتنسيق بين كافة الاطراف الفاعلة : بين حركة الاحتجاج السلمية ، والمجلس الوطني الذي يعد واجهتها السياسية والدبلوماسية ، والجيش السوري الحر والعسكريين المنشقين ، ووسائل الاعلام".
ويطالب المجلس الوطني ان يقتصر دور "الجيش السوري الحر" على حماية المدنيين.
ويرى الباحث في معهد العلوم السياسية في باريس جوزيف باحوط ان "الداخل في سوريا يطالب بالحماية ، والجيش السوري الحر هو من يؤمن هذه الحماية ، المحتجون في سوريا مدينون للجيش الحر اكثر من المجلس الوطني".
وتشكو قضماني في حديثها لفرانس برس من "غياب الانضباط في المجلس الوطني السوري" وهي امور تشل عمله الى جانب الخلافات الشخصية والحزبية ، لا سيما بين الاسلاميين والعلمانيين.
ويضاف الى ذلك اخفاق المجلس في التوصل الى اتفاقات مع مكونات معارضة اخرى ، مثل هيئة التنسيق للتغيير الوطني والديموقراطي التي تعارض اي تدخل عسكري اجنبي في البلاد.
وكذلك اخفق المجلس في التوصل الى اتفاق مع القوى الكردية الرئيسية المطالبة بحق تقرير المصير للاكراد الذين يشكلون 10 ٪ من سكان سوريا.