في هذه الأجواء
الدموية المحزنة، يتمنى الإنسان ان يضع يده على المجرم القاتل المغتصب و يمزقه اربأ
و يعذبه قبل الموت كما عذب شهدائنا و شهيداتنا و كما عيش أطفالنا و نساءنا في رعب
و جوع و برد. و نتمنى ان نهدم داره كما
هدم ديارنا ونشرد و نجوع أهله كما شرد و جوع أهلنا، فيد الانتقام لا تقف عند حد
متى ما انطلقت من عقالها.
و لكن على ماذا كانت
الثورة؟ و ما الذي يميز الثائر الشريف عن المجرم الخسيس؟
أليس ما يميز الشريف
هو الحق و إتباع الحق؟
أليس ما يميز المجرم
الخسيس هو إطلاق العنان للشهوات و للهوى؟
فما يحرك العصابة
الاسدية المجرمة و إتباعها من أبواق و جواسيس، هو إحساس خاطئ بأنهم يردون الصاع
صاعين، فهم يتصورون أنفسهم إنهم كانوا ضحية للأغلبية السنية المجرمة التي اضطهدتهم
و سرقة أراضيهم و استباحت نساؤهم، هذا بالنسبة للعلويين. أما باقي الطوائف فهم يظنون ان الأغلبية السنية
ستجعلهم يعيشون في مجتمع متخلف متزمت مثل مجتمع طالبان، و يقلدهم في تصوراتهم آخرين
ممن أغراهم المال و المنصب و حب الشهوات.
و على الرغم من ان
المسألة فيها تعقيدات و تفاصيل كثيرة، إلا إنني سأذكر بعض الأمثلة المختصرة
فأولاً، ليس كل من هو
ضد الثورة سواء، ففيهم المجبر و الخائف و المضطر، و فيهم الفقير المعدم و فيهم
الجاهل، و اسألوا المنشقين عن قوى الإجرام الاسدي
ثانياً: ان كل ما حصل
و يحصل هو من تقدير الله سبحانه و تعالى، فهو سبحانه الذي يقدر النعمة و هو الذي
يقدر البلاء. و مع اعتصار قلوبنا من الألم
من شدة ما نراه و نسمعه، إلا إننا يجب إلا يتزحزح إيماننا بان ما يحصل لنا هو مقدر
و لا مهرب منه، و ان الله يقدر المصائب على عباده في هذه الدنيا المؤقتة ليجزي
الصادقين و الصابرين أجرهم بغير حساب في الآخرة الدائمة، فهنيئاً للصابرين و الصابرات.
ثالثاً: ان الله
سبحانه و تعالى هو الحق و العدل و هو الذي سيحاسب الناس على أعمالهم، و قد طلب منا
الله سبحانه و تعالى إيقاع العقوبة على المجرم الذي ثبت إجرامه و لم يعف عنه
الناس. و لكن ليس لنا ان نزيد في العقوبة،
كما ان هناك حالات كثيرة يكون العفو فيها مسقطاً للعقوبة. فالإسلام دين الرحمة، فإذا لم يطالب احد
بالقصاص من المجرم، و كان بالإمكان العفو عنه، فيمكن ان يعفى عنه. كما ان الجريمة يجب ان تكون ثابتة، و ليس مجرد
شبهة أو ادعاء بدون دليل قاطع. و سنجد انه بعد انتصار هذه الثورة المباركة بإذن
الله ان هناك عدد كبير جداً من المجرمين الذين لا نستطيع ان نثبت الجرائم عليهم،
فهؤلاء حسابهم على الله، و عسى الله ان يتوب على بعضهم و يهديه إليه و يغفر له
كبائر ذنوبه، و الله غفور رحيم.
رابعاً: قد أورد الله
سبحانه عقوبة قطاع الطرق من المجرمين المفسدين في الأرض، و مع ذلك فلو تاب هؤلاء
المجرمون قبل ان تصل إليهم يد العدالة، فيمكن ان يعفى عنهم.
خامساً: يجب ان يتم
التأكيد على ان رؤوس الإجرام و أكابر المجرمين و من ثبتت عليه الجرائم، هم الأولى
بالعقوبة، أما باقي أهل الشر فهم أتباع من غلب.
و هذا ما يمكن ان نفهمه من فعل الرسول الكريم صلى الله عليه و سلم عندما عفا
عن قريش بعد فتح مكة، بينما استثنى من العفو أكابر المجرمين.
سادساً: لقد قامت هذه الثورة المباركة لتخرج الناس من أجواء
التخويف و التهديد و تكميم الأفواه و الاتهام بغير دليل إلى أجواء السلام و المحبة و العدالة و الاحترام. و هذا من هدي الإسلام، فمن كان له وجهة نظر، فمن حقه ان يشرحها بأدب و
احترام، و من حق كل متهم ان يدافع عن نفسه.
و من يقرأ سيرة الرسول الكريم صلى الله عليه و سلم، يجد ان الرسول كان يترك
المجال مفتوحاً أمام الحوار و المناقشة حتى مع أعدائه و من أساء إليه ، و منها ان المتهم كان يفتح له المجال لاثبات براءته.
خلاصة ما أريد ان أقوله،
انه يجب ان نؤكد على ترك المجرم يفلت من العقاب عند عدم توفر الأدلة، هو أهون عند
الله من معاقبة البريء بالشبهة. كما ان الإسلام
دين الرحمة و الله غفور رحيم، فإذا عفا الناس عن المجرم الذي زل و انحرف و لم يكن
هناك مطالب بالعقوبة، فالعفو أولى من العقوبة.
الدموية المحزنة، يتمنى الإنسان ان يضع يده على المجرم القاتل المغتصب و يمزقه اربأ
و يعذبه قبل الموت كما عذب شهدائنا و شهيداتنا و كما عيش أطفالنا و نساءنا في رعب
و جوع و برد. و نتمنى ان نهدم داره كما
هدم ديارنا ونشرد و نجوع أهله كما شرد و جوع أهلنا، فيد الانتقام لا تقف عند حد
متى ما انطلقت من عقالها.
و لكن على ماذا كانت
الثورة؟ و ما الذي يميز الثائر الشريف عن المجرم الخسيس؟
أليس ما يميز الشريف
هو الحق و إتباع الحق؟
أليس ما يميز المجرم
الخسيس هو إطلاق العنان للشهوات و للهوى؟
فما يحرك العصابة
الاسدية المجرمة و إتباعها من أبواق و جواسيس، هو إحساس خاطئ بأنهم يردون الصاع
صاعين، فهم يتصورون أنفسهم إنهم كانوا ضحية للأغلبية السنية المجرمة التي اضطهدتهم
و سرقة أراضيهم و استباحت نساؤهم، هذا بالنسبة للعلويين. أما باقي الطوائف فهم يظنون ان الأغلبية السنية
ستجعلهم يعيشون في مجتمع متخلف متزمت مثل مجتمع طالبان، و يقلدهم في تصوراتهم آخرين
ممن أغراهم المال و المنصب و حب الشهوات.
و على الرغم من ان
المسألة فيها تعقيدات و تفاصيل كثيرة، إلا إنني سأذكر بعض الأمثلة المختصرة
فأولاً، ليس كل من هو
ضد الثورة سواء، ففيهم المجبر و الخائف و المضطر، و فيهم الفقير المعدم و فيهم
الجاهل، و اسألوا المنشقين عن قوى الإجرام الاسدي
ثانياً: ان كل ما حصل
و يحصل هو من تقدير الله سبحانه و تعالى، فهو سبحانه الذي يقدر النعمة و هو الذي
يقدر البلاء. و مع اعتصار قلوبنا من الألم
من شدة ما نراه و نسمعه، إلا إننا يجب إلا يتزحزح إيماننا بان ما يحصل لنا هو مقدر
و لا مهرب منه، و ان الله يقدر المصائب على عباده في هذه الدنيا المؤقتة ليجزي
الصادقين و الصابرين أجرهم بغير حساب في الآخرة الدائمة، فهنيئاً للصابرين و الصابرات.
ثالثاً: ان الله
سبحانه و تعالى هو الحق و العدل و هو الذي سيحاسب الناس على أعمالهم، و قد طلب منا
الله سبحانه و تعالى إيقاع العقوبة على المجرم الذي ثبت إجرامه و لم يعف عنه
الناس. و لكن ليس لنا ان نزيد في العقوبة،
كما ان هناك حالات كثيرة يكون العفو فيها مسقطاً للعقوبة. فالإسلام دين الرحمة، فإذا لم يطالب احد
بالقصاص من المجرم، و كان بالإمكان العفو عنه، فيمكن ان يعفى عنه. كما ان الجريمة يجب ان تكون ثابتة، و ليس مجرد
شبهة أو ادعاء بدون دليل قاطع. و سنجد انه بعد انتصار هذه الثورة المباركة بإذن
الله ان هناك عدد كبير جداً من المجرمين الذين لا نستطيع ان نثبت الجرائم عليهم،
فهؤلاء حسابهم على الله، و عسى الله ان يتوب على بعضهم و يهديه إليه و يغفر له
كبائر ذنوبه، و الله غفور رحيم.
رابعاً: قد أورد الله
سبحانه عقوبة قطاع الطرق من المجرمين المفسدين في الأرض، و مع ذلك فلو تاب هؤلاء
المجرمون قبل ان تصل إليهم يد العدالة، فيمكن ان يعفى عنهم.
خامساً: يجب ان يتم
التأكيد على ان رؤوس الإجرام و أكابر المجرمين و من ثبتت عليه الجرائم، هم الأولى
بالعقوبة، أما باقي أهل الشر فهم أتباع من غلب.
و هذا ما يمكن ان نفهمه من فعل الرسول الكريم صلى الله عليه و سلم عندما عفا
عن قريش بعد فتح مكة، بينما استثنى من العفو أكابر المجرمين.
سادساً: لقد قامت هذه الثورة المباركة لتخرج الناس من أجواء
التخويف و التهديد و تكميم الأفواه و الاتهام بغير دليل إلى أجواء السلام و المحبة و العدالة و الاحترام. و هذا من هدي الإسلام، فمن كان له وجهة نظر، فمن حقه ان يشرحها بأدب و
احترام، و من حق كل متهم ان يدافع عن نفسه.
و من يقرأ سيرة الرسول الكريم صلى الله عليه و سلم، يجد ان الرسول كان يترك
المجال مفتوحاً أمام الحوار و المناقشة حتى مع أعدائه و من أساء إليه ، و منها ان المتهم كان يفتح له المجال لاثبات براءته.
خلاصة ما أريد ان أقوله،
انه يجب ان نؤكد على ترك المجرم يفلت من العقاب عند عدم توفر الأدلة، هو أهون عند
الله من معاقبة البريء بالشبهة. كما ان الإسلام
دين الرحمة و الله غفور رحيم، فإذا عفا الناس عن المجرم الذي زل و انحرف و لم يكن
هناك مطالب بالعقوبة، فالعفو أولى من العقوبة.