شيخ الأزهر يناشد الحكام العرب اتخاذ اجراءات حاسمة وفورية لحماية الشعب السوري
دمشق, القاهرة, باريس - وكالات: على وقع فشل الجهود العربية في وقف نزيف الدم المستمر في سورية رغم كثرة الاجتماعات الوزارية, سجلت الثورة منعطفاً هاماً, في الساعات القليلة الماضية, تمثل في سيطرة الجنود المنشقين والثوار على معظم الريف الغربي لمدينة دمشق وبعض ريفها الشرقي, تزامناً مع سقوط 15 قتيلاً جديداً من المدنيين, جراء قمع التظاهرات الحاشدة التي خرجت تحت شعار "جمعة معتقلي الثورة".
ونقل موقع "الحقيقة" الالكتروني عن مصادر وصفها ب¯"واسعة الاطلاع" تأكيدها أن معظم الريف الغربي لمدينة دمشق, وبعض ريفها الشرقي, "خرج عملياً عن سلطة الدولة, ولم يعد في هذه المناطق أي أثر تقريباً لسيادتها, بما في ذلك الشرطة المدنية", وأصبحت خاضعة بشكل كلي تقريباً لسلطة "الجيش السوري الحر", الذي يضم آلاف المنشقين عن الجيش النظامي.
وكشف ضابط من شرطة محافظة ريف دمشق أن وزير الاعلام عدنان محمود أعطى توجيهاته لوسائل الاعلام الرسمية وشبه الرسمية بالامتناع عن نشر أي خبر يتعلق بما يجري في ريف دمشق, سيما الزبداني وما حولها (من سرغايا شمالا وحتى رأس العين جنوباً", مؤكداً أن "مخافر الشرطة في هذه الأماكن وفي بعض قرى وبلدات الريف الشرقي مثل حمورية وسقبا وبيت سوا وصولاً الى النشابية أصبحت خارج سيطرة الدولة".
وبعد اشارته الى الذهول الذي أصاب قادة الأجهزة الأمنية مما جرى الأمر الذي دفعهم الى تقاذف المسؤوليات, كشف الضباط أن "جميع مصادر المياه التي تغذي دمشق وضواحيها, من منابع نهر بردى وآلاف الآبار الارتوازية التي تقع في حوض النهر وتساهم في تغذية شبكة مياه العاصمة بنسبة كبيرة من احتياجاتها, أصبحت عملياً في قبضة الثوار, وهي بذلك تشكل ورقة قوية في أيديهم, اذ بامكانهم حرمان العاصمة من مياه الشرب في أي وقت يريدونه".
في سياق متصل, كشف المعارض السوري رئيس "المجلس الوطني لاعلان دمشق" في المهجر عبد الرزاق عيد, أمس, عن استعدادات لدى "حزب الله" للهجوم على بلدة الزبداني في ريف دمشق من جهة الحدود اللبنانية الشرقية في البقاع, في محاولة لاستعادتها من أيدي المنشقين والثوار الذين سيطروا عليها بعد معارك ضارية مع قوات الأسد الأسبوع الماضي.
في غضون ذلك, سقط حوالي 15 مدنياً على الأقل, 7 منهم في ادلب, جراء اطلاق الرصاص من قبل قوات الأمن على التظاهرات التي عمت سورية, أمس, تحت شعار "جمعة معتقلي الثورة", تضامناً مع عشرات آلاف المعتقلين الذين يقبعون في سجون النظام منذ اندلاع الانتفاضة منتصف مارس الماضي.
سياسياً, أعلن "المجلس الوطني" السوري, الذي يمثل غالبية أطياف المعارضة, أنه سيطلب من الجامعة العربية نقل الملف السوري الى الأمم المتحدة لاستصدار قرار بانشاء منطقة عازلة وفرض حظر جوي, مشيراً الى أنه يسعى لأن يتضمن تقرير المراقبين اشارة الى أن ما يرتكبه النظام ضد المحتجين يمثل "جرائم ابادة" بحق الانسانية و"جرائم حرب".
من جهته, أعلن رئيس غرفة عمليات بعثة المراقبين العرب السفير عدنان الخضير, أمس, ان رئيس البعثة الفريق اول محمد احمد الدابي سيعود اليوم السبت الى القاهرة لتقديم تقريره الثاني, موضحاً أن الدابي أرجأ عودته للقاهرة 48 ساعة بعد تأجيل اجتماع اللجنة الوزارية العربية المعنية بالأزمة من اليوم السبت الى غد الأحد, حيث من المقرر ان تدرس تقرير المراقبين وتقدم توصياتها الى اجتماع لوزراء الخارجية العرب يعقد غداً أيضاً.
وأكد مصدر ديبلوماسي عربي مسؤول أن "كل المؤشرات الواردة من دمشق ومن عدد من العواصم العربية بعد التشاور في ما بينها هو أن يتم التمديد لبعثة المراقبين العرب ومضاعفة عددهم الى نحو 300 مراقب".
وفي حين ناشد شيخ الأزهر أحمد الطيب الحكام العرب اتخاذ اجراءات "جادة وفورية تحمي دماء الشعب السوري وتعزز حريته وتحول دون استباحة الآخرين للأرض العربية", أكد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أن بلاده "لن تسكت أمام الفضيحة السورية" ولا يمكن أن تقبل "بالقمع الوحشي" للاحتجاجات من قبل نظام الأسد الذي "يجر البلاد مباشرة الى فوضى يستفيد منها المتطرفون".