بسم الله الرحمن الرحيم
أخت سوريا حتى النخاع
السلام عليكم و بعد،،،
أريد أن أعتب، ثم أعلق.
أعتب بسبب أني قد اجتهدت و بطريقة عبقرية لم يسبقني إليها أحد من العالمين في تخطيط عبارة: "قريبا منتصرة"، باستعمال ألواح التانغرام، و هي باكورة عبارة كاملة: "قريبا منتصرة ثورة سوريا إن شاء الله تعالى"، و لم أجد مخطوطتي، هنا، ربما يظنها الناظر بداهة و لأول وهلة أنها لعبة أطفال، لكنها في الحقيقة طريقة في الخط، تتطلب من الفكر و الخيال اجتهادا استثنائيا، بالكاد يمكن الخط بسرعة كلمة واحدة في اليوم، هذا بعد خبرة عشرين سنة.
أحب أن أعلق على كلامك التالي......
((أذهلونا بشجاعتهم .. ببسالتهم ..
بتسابقهم نحو الشهادة .. بتدافعهم نحو الجنان
إبتسامتهم عند الموت .. غريبة
هتافاتهم في الساحات .. مهيبة
حتى لافتاتهم .. حيّة جميلة
إنهم :: أحرار ســــــوريا .. ثوار الكرامة))
أنا أيضا مذهول لكني لا أتعجب بسبب أني أعرف السب، إنه الامتلاء بنعمة الحياة و الوجود،
و جميع من هو حي موجود هذه هي صفاته، إذ أن الوجود أو الحياة لا فرق، هي عيش القيم و المعاني، و هذه القيم تبدو ملحوظة في ثوار سوريا الحبيبة، بسبب أن عدمية أو موت العصابة النصيرية البعثية تستدعي مواجهتهما يما يكافئها من الوجود و الحياة، على قدر ما هذه العصابة خبيثة حقيرة و سافلة، على قدر ما الشعب السوري الثائر طيب و غني بالقيم و المعاني و شريف.
كان رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم يكشف رأسه لباكورة المطر، و يقول هذا ماء حديث عهد بربه، كل حديث عهد بربه يكون قريب من رب العالمين، كل قريب من رب العالمين يكون ممتلئا محتقنا بالحياة طافحا بالوجود. نحن نستحسن حتى أشكال الرضع من أشنع المخلوقات القردة و الخنازير، و الشوك الحديث يكون طريا لا يؤذي، و اللوز الحديث يؤكل كله ثم ييبس و يصير خشبا، و حتى اللب ييبس.
بين العدم و الوجود أو بين الموت و الحياة طريق مزدوج، في اتجاهين، من يناسبه الوقت و يكون اليوم له، يخرج من الموت من العدم من الخمول من التخاذل،،، و يدخل إلى الحياة و إلى الوجود إلى البسالة إلى الإبداع إلى كل ما يستحسنه الناس، و قد لاحظ العرب قديما هذه الذروة من الحماسة التي تبدأ بها الحياة أو الوجود لا فرق، وعنوا بكلمة العنفوان و هو ذروة النشاط أول الشيء، مثلا يقصدوا بعنفوان الشباب أول الشباب.
ليس عجيبا ما يقوم به مماسيخ العصابة النصيرية البعثية من فظائع ضد المسلمين في سوريا الحبيبة، بل العجيب هو أن يكونوا غير مجرمين غير مهرجين، فهم تفل عهد أفلس، و لم يعد لاستمراره مبرر، نفد من كيانه كل قيمة و معنى طيب فلا حق و لا خير و لا جمال، حكمت تركيا العالم أربعة قرون، و عندما أفلست و جافاها الزمان، كان خلقها التهريج و الإجرام، حاولت تتريك العرب، رغم أن القرآن عربي، و المفترض العكس أي تعريب الأتراك، لا تتريك العرب، بداهة هذا تهريج. و هي مملكة حية موجودة، أنقذت شعبا مسيحيا من الإبادة، لكن و هي مفلسة تودع الحياة و الوجود حاولت إبادة الأرمن، و هي حية على عهد سيدنا السلطان عبد الحميد الثاني رفضي بيع فلسطين لليهود، رغم رشوة ضخمة كانت بأمس الحاجة إليها، لكنها بعد عزل السلطان أي بعد أن زهقت نفسها و طلعت روحها، حكمها يهود الدونمة و العلمانيون القوميون.
الحياة صدق و طيبة و بطولة، و الموت تهريج و خبث و إجرام،
كل شيء قبل أن يخرج تماما من الوجود إلى العدم أو من الحياة إلى الموت لا فرق بين العبارتين، يترك أثرا، أي لا يفارق بريحة طيبة.
من أفلس و صار كيانا خاويا من القيم، لن يستطيع تمديد وجوده و تجديد حياته، مهما أجرم و هرج، بل إن ما يعجل بزواله و اندثاره هو التهريج و الإجرام.
قال تعالى: " قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَ تَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَ تُعِزُّ مَن تَشَاء وَ تُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ # تُولِجُ اللَّيْلَ فِي الْنَّهَارِ وَ تُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَ تُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَ تُخْرِجُ الَمَيَّتَ مِنَ الْحَيِّ وَ تَرْزُقُ مَن تَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍ"
تكون الشجرة عودا جافا يابسا، أي حالها عدم أو موت، ثم تحيا عندما يجري الماء في عودها، و يوجد لها أوراق و أزهار، أوراق العريش (العنب) الحديثة تؤكل تحشى بالرز، لكن آخر عمرها تصير زبالة، و ترجع الشجرة كلها إلى العدم و الموت، تصير عودا جافا يابسا. الإنسان ليس اكثر قدرة من الشجرة، فردا كان أو جماعة، و إن كان أكثر قدرة، هذه سنة الله تعالى العزيز الجبار، و الله غالب على أمره، و لم يكن له كفؤا أحد.
...............................
شمس لبنان