السياسة ـ حميد غريافي :: استغربت أوساط ديبلوماسية عربية وأوروبية خلال الأيام القليلة الماضية “التأخير غير المبرر والضار للثورة السورية, في بدء قيادة “الجيش السوري الحر” تحويل معركتها مع النظام البعثي الى عمليات نوعية, كما قال قائد الجيش العقيد رياض الاسعد من مقره في تركيا الاسبوع الماضي”, واصفة “عدم نقل المعركة الى المفاصل الحساسة” في هيكل النظام المتشقق, بأنه سيصيب جهود ذلك الجيش والثورة برمتها, بأضرار جسيمة قد تنعكس سلباً على كل الجهود السياسة والديبلوماسية العربية والدولية والسورية المعارضة, التي يبدو انها بدأت تبني امالها لخلخلة النظام بسرعة, عبر الاعتماد على حرب شوارع تشنها قوات الاسعد على المواقع العسكرية والأمنية والاقتصادية الثابتة لنظام بشار الاسد.
وقال ديبلوماسي مغاربي في القاهرة ل¯”السياسة”, “فهمنا من التقارير الديبلوماسية العربية والدولية ومن محيط بعض أعضاء لجنة المراقبين العرب التابعين للجامعة داخل سورية, ان نظام الأسد بات يحسب حسابا كبيرا لاكثر من 35 الف ضابط وجندي سوري منشقين عن قواته المسلحة التي تحركها مجموعة صغيرة جدا من اقرباء بشار وأبناء طائفته بعدما أظهر هؤلاء العسكريون, جدارة كبيرة في مهاجمة قوات النظام وإيقاع أضرار جسيمة في صفوفها, كما أثبتوا أهليتهم وكفاءتهم في فصل بعض القرى وأحياء مهمة في المدن, عن سيطرة القوات الحكومية, بحيث لم تعد تلك القوات قادرة على دخول تلك المناطق التي تكبدت فيها خسائر كبيرة في الارواح والعتاد خلال الشهرين الماضيين بشكل خاص”.
وحض ديبلوماسي فرنسي من باريس العقيد الأسعد, على “بدء معركة دمشق وحلب في وقت واحد فورا, لأن اصابة جماعات الاسد في النقاط الاكثر حساسية لهم في العاصمة, والمدينة الثانية الاكبر تعداداً سكانيا بعدها (حلب) سوف يبلبل النظام ويدخل الفوضى الى صفوفه, ويصيب الوحدات العسكرية والامنية الاخرى في المحافظات كافة بالخوف والتردد, ما يزيد عدد المنشقين ويشجع قياديين وسياسيين وديبلوماسيين وروحيين وعسكريين على الانشقاق والالتحاق بالثوار او بالمعارضة في الخارج”.
ودعا الديبلوماسي الدول العربية المطالبة برحيل الاسد, الى دعوة العقيد الاسعد اليها للتنسيق مع قادتها حول ستراتيجية اطاحة نظام الأسد بأسرع وقت ممكن قبل تمكنه من تفجير الفتنة المذهبية في البلاد.
وقال إن دور “المجلس الوطني السوري” برئاسة برهان غليون, يقتضي حمل الدول العربية على استقبال قيادة “الجيش السوري الحر” اذا كان غليون فعلا لا يحاول الاستئثار بالمجد بكامله, فإن تطور الأحداث بهذه السرعة المذهلة منذ فشل جامعة الدول العربية في احداث الاختراق المطلوب في سورية لصالح الثورة, وامتناع رئاستها وأعضاء مجلس وزراء خارجيتها عن نقل الملف السوري الى مجلس الامن, يحتم على القيادات السورية المعارضة في الداخل والخارج, الانتقال من مرحلة الفشل العربي والصمت الاوروبي والأميركي وتقاعس الأمم المتحدة وامينها العام في زحزحة بشار الأسد, عن خطته للقضاء على الثورة, إلى مرحلة إطلاق يد “الجيش السوري الحر” بعد تزويده بكامل ما يطلب من دعمين مادي وتسليحي, في بدء الحرب المسلحة على النظام في كل مدينة وبلدة ومنطقة سورية دون انتظار أمين عام الجامعة العربية نبيل العربي, للانتهاء من “تردده” ومعظم وزراء الخارجية العرب من بطئهم المحير في اتخاذ القرار الحاسم”.
وقال الديبلوماسي “إن مباشرة هذا الجيش الوطني الكبير المنشق عن النظام حربه العلنية والواسعة في مختلف المحافظات السورية سيعجل في الضغط على العالم بما فيه روسيا والصين لنقل الملف المشتعل الى مجلس الأمن خوفا من تحول سورية الى ركام وخراب على غرار العراق وليبيا”.