لقد أضحكني حقيقة حسن
نصر الله و هو يقرأ علينا من الورقة كيف أننا يجب ان نسمع كلام معلمه و ولي نعمته
بشار الأسد، و كيف أننا يجب ان نتحاور و نضع السلاح و نسير معه في مشروعه الإصلاحي
العظيم.
و بعد ان قرأ علينا
حسن نصر الله الورقة التي كانت بمثابة فاصل إعلاني للدعاية المدفوعة الأجر، و قد
وضع في الخلفية شعارات عن ما يسمى بأربعينية الحسين و الحزن على سبايا بيت النبوة،
تبين لي ان التشيع و إظهار الحزن و
التباكي على ما حصل للأسرة العلوية هو مجرد غطاء تتخفى وراءه مأرب أخرى في كثير من
الأحيان.
فجميع المسلمين
يحزنون لما حصل للأمة الإسلامية من تدهور و انتكاس بدأ من مقتل الخليفة عثمان رضي
الله عنه و استمر بعد ذلك على درجات متفاوتة إلى يومنا هذا. و هذا الخلل بدأ في آليات الشورى و محاسبة قائد
الدولة. فقد كان صحابة رسول الله متركزين في المدينة بعد وفاة الرسول، و كانوا
يشكلون ما يمثل مجلس الشورى و المحاسبة لخلفاء الرسول، مثل أبي بكر و عمر رضي الله
عنهما. و قد كان الخليفة عمر حريص كل
الحرص على بقاء أكثر الصحابة في المدينة، لدرجة انه منعم من مغادرتها. و لكن أصبح الوضع مختلفاً على عهد الخليفة
عثمان رضي الله عنه، حيث انه رضي الله عنه قد سمح للصحابة بمغادرة المدينة و
الانتشار في الأمصار الأخرى، و ذلك حتى يعلموا الناس الإسلام، فترك أكثر الصحابة المدينة المنورة و تركزوا في
الشام و العراق. و بالتالي فقد عثمان رضي
الله عنه مجلس الشورى و المحاسبة، و أصبح الأمر مضطرباً، فتدخل الشباب و صغار السن
و بعض ذوي المأرب الخبيثة و وقعت الفتنة.
و أما ما حصل بعد
ذلك، فهو نتيجة لما تقدم و ليس شيئاً قائماً بحد ذاته.
فلو كان للمسلمين مجلساً
للشورى و المحاسبة لما وقعت الحرب الأهلية بين المسلمين في عهد الخليفة علي بن أبي
طالب رضي الله عنه، و لما وقعت باقي الفواجع و الماسي بعد ذلك.
فانقسام كتلة
المسلمين بين كتلة أهل الشام و كتلة أهل العراق، و كتلة صغيرة لمن تبقى من الصحابة
في المدينة قد أدى إلى تمزيق رأي المسلمين و قسمه إلى فريقين متعارضين لا يكادان
يجمعان على شيء. و قد برز هذا بوضوح في
مسألة التحكيم، حيث ان وجود الحكمين بحد ذاته يعني ان هناك فريقين لا يريدا ان
يتفقا على رأي واحد، و إنما أراد كل فريق ان يبارز الفريق الأخر عن طريق إرسال
حكم.
هذه هي الإحداث التي
يجب ان نبحثها و نفهم كيف كان بالإمكان تجنبها، لان الأمة الإسلامية هي امة باقية إلى
قيام الساعة، فهي امة الماضي و الحاضر و المستقبل، و من الغباء و السخافة وضع كل الأمة
الإسلامية في حالة ارتهان للحظات و أيام مؤلمة مرت عليها، بينما هناك مئات الآلاف
من الأيام الأخرى التي يجب علينا ان نتصرف فيها بكل حكمة. فالعالم يحتاج إلى نور و تعاليم الإسلام و لا
يحتاج إلى امة من اللاطمين و المولولين.
ثم قل لي بربك يا حسن
نصر الله، كيف تتجرأ على إنكار جرائم أل الأسد من قتل و اغتصاب و تعذيب و سجن و
سرقة و كذب و خيانة؟ هل يحتوي أل الأسد على نفحات علوية نبوية لا نراها و لا نعلم
عنها؟ أو ان ما يقومون به هو عين الهدى و الصواب و نحن قوم عميت أبصارنا عن رؤية
الحق؟
بئسما يأمركم به إيمانكم
ان كنت مؤمنين
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ان أخر ما أدرك
الناس من كلام النبؤة الأولى، ان لم تستحي، فاصنع ما شئت))
و أنا أقول لك يا
حسن، يا من لست بحسن، و يا من تدعي التشيع لإل البيت، و لست من أهل البيت النبوي
الشريف في شيء:
ان لم تشفق على نفسك
من عذاب الله، فأرجو ان تشفق على الآلاف الناس الذين تجرهم وراءك إلى غضب الله. فالله لا يحب الفساد، و الله لا يحب كل خوان
كفور، و الله لا يرضى ان يقتل الأبرياء و يتهك عرض النساء و ان يعذب الناس في
السجون و ان تسرق أموال الناس و توزع على أل الأسد و أحبابهم و مخابراتهم. فأن كان أل الأسد قد انعموا عليك بالمال و
السلاح و جعلوا لك السلطة و الجاه، فلا يعني هذا ان تضحي بإتباعك المخدوعين فيك و
الذين لا يعرفون حقيقتك و حبك للمال و المنصب و الشهرة. و يكفي انتحالاً لقصة الحسين ابن علي، فلست من
الحسين في شيء و لست من علي في شيء.
فو الله لو رآك الحسين تتبجح من على المنبر
بمناصرة الظلمة و الفجرة، لترك كربلاء و ترك مواجهة جيش يزيد و ذهب إليك أيها
المجرم الخائن، فأنت أكثر إجراماً من يزيد، بل أنت يا حسن زياد ابن أبيه آخر تدافع
عن يزيدك و ترتكب الجرائم بالنيابة عنه.
قبحك
الله و قبح جرأتك على الكذب و النفاق