أعلنت الدكتور دمية الرحبي أحد قادة هيئة التنسيق الوطني للتغيير عن انسحابها من الهيئة متهمة إياها بالتخلي عن مطالب الشعب والمساومة على دماء الشعب السوري ومستقبله عند أول مفاوضات، واتهمت الهيئة بأن قرارها مختطف من قبل بضعة أشخاص، وأعضاء الهيئة يجهلون ما يجري في دهاليزها، وذكرت السيدة الرحبي أسباب استقالتها في بيانها وسوريون نت تنشر نص البيان الكامل :” أعلن انسحابي من هيئة التنسيق الوطنية للتغيير الوطني الديمقراطي في سورية للأسباب التالية:
- بؤس المعارضة السورية بجميع فصائلها، والتي لم ترق إلى مستوى التعبير السياسي عن آمال وطموحات شعبنا وتضحياته، وبقيت أسيرة تاريخ سياسي يحمل أمراضا سياسية وتنظيمية مستعصية، خلقت بينها وبين الحراك الشعبي هوة غير قابلة للجسر، ورفضا معلنا، لم يشفع لها فيه التاريخ النضالي المشرف للكثير من شخصياتها.
- لم تتوان الهيئة عن التنازل عن بعض مبادئها وشعاراتها عند أول منعطف تفاوضي، مساومة بذلك على دماء شعبنا ومستقبل أمتنا.
- أعطت الهيئة تفويضا كاملا لمغامرين سياسيين، باتوا مقيمين خارج سوريا، يقومون بزيارات واتصالات، ويدلون بتصريحات، لاعلم لأعضاء الهيئة ومكاتبها بها، يساومون على قضايا مصيرية تخص شعبنا وأمتنا، دون إلزامهم بالرجوع لمؤسسات الهيئة.
- يتحكم بقرارات الهيئة ثلة من الأشخاص يمتلكون القرار، دون الرجوع إلى الهيئة، بحيث بات أعضاء الهيئة يجهلون ما يجري في دهاليزها، إلاّ ما يرشح منه إلى وسائل الإعلام، في غياب للديمقراطية والشفافية، فإذا أضفنا إلى ذلك سياسات الإقصاء والتهميش التي تمارسها قيادة الهيئة، والتلكؤ في تشكيل وتفعيل صيغ وتشكيلات مؤسسية، يلح علينا سؤال: ما الذي يميز الهيئة من حيث الجوهر عن أي سلطة قمعية استبدادية؟
- أنا أعلم تماما أن الهيئة غير معنية بانسحابي – وأنا عضوة في المجلس المركزي للهيئة-، أو حتى انسحاب 90% من أعضائها، لأنهم كم عددي لايعني لأصحاب القرار فيها أي شيء، وبالمقابل فإن الهيئة لاتعنيني بقدر ما يعنيني إيضاح موقفي أمام أبناء شعبنا الأبيّ.
- وكي لا يساء فهمي لابد أن أوضح هنا بأنني ناضلت وأناضل وسأبقى أناضل من أجل سورية دولة وطنية مدنية ديمقراطية، دولة الحق والقانون، دولة جميع أبنائها دون تمييز بينهم على أساس الجنس أو العرق أوالدين، ولا زلت اؤمن أن النضال السلمي هو طريقنا الأسلم لبلوغ أهدافنا التي نطمح إليها، وأن علينا جميعا العمل على الخروج من هذه الأزمة بدولة قوية حرة ذات سيادة، وأن الاستقواء بالشعب هو البديل عن الاستقواء بأي قوة خارجية، فأي تدخل عسكري أجنبي سيكون مدمرا، والأمثلة على ذلك كثيرة وقريبة ولا زالت محفورة في أذهاننا، وأن وحدة سورية أرضا وشعبا مسألة غير قابلة لا للمساومات ولا للتنازلات.
إنني أنحني إجلالا لأرواح الشهداء وتضحيات أبنائنا وإخوتنا المناضلين الشرفاء الصامدين المرابطين، غير المعنيين بهؤلاء الذين يدعون تمثيلهم، ويساومون على دمائهم.