لم يعرف محمد يوسف الحوراني ذو 26 ربيعا
أنه سيبات ليلته تلك 5/5/2011
وكان الخميس في زنزانة تحت الأرض وهو الذي يعشق الحرية وتلال بلده المرتفعة حيث كان يقضي يومه مع الأهل والأصدقاء ... كان هتافه ذاك اليوم الله أكبر ..حرية ..فاعتقلوه ضمن من اعتقلوا بتهمة الله أكبر وتهمة حرية فعن أي حرية تتكلم غير تلك المسموح بكتابتها في شعارات حزب البعث الأسدي ..كمموا عيونه منذ اللحظة الأولى فلم يعد يرى الا من خلال ذاكرته صور الشهداء الذين سقطوا وقام باسعاف من استطاع منهم ..بدأت رحلة عذاب محمد منذ اللحظة التي دخل فيها سيارة الشبيحة ليتم اقتياده الى دمشق حيث تناوب مرتزقة النظام على ضربه وركله .. عند وصوله لمبنى المخابرات الجوية في دمشق وقف محمد في طابور من الأحرار تم اعتقالهم لينزل بعد ذلك أدراجا تكاد أن لاتنتهي حتى انتهت بغرفة من متر في كل جهة ..كان عالما آخر أصاب الشاب بالذهول وأنواعا من التعذيب كان يظن أنها في جهنم فقط لمن كفر أو ارتد عن الدين الحنيف ..التشبيح كان المحطة الأولى من قائمة العذاب التي تكاد أن لاتنهي وتعني صلبه بالجنازير حتى لتشعر ان التكفين قد أنتزعا نزعا من مكانهما .. استدرك محمد ضاحكا ..لالا مو التشبيح الأكثر ايلاما ..بتعرف شو الكرسي الألماني عقدت حاجبي متسائلا فقال هو كالكرسي يجلس فيه بطريقة معينة ثم تنقلب به الى الوراء فتحس أن ظهرك قد تحطم فان صبرت فانهم يقومون بفتح فمك بأداة كالكماشة ثم يملؤو فمك بمايشبه الملح وبسرعة كبيرة يتقنونها مع الممارسة يقومو بلف فمك ووجهك بالشاش فتحس ان الدم قد خرج من كل مسام في وجهك وتحس ان روحك احترقت في نار جهنم ..ثم يرحلوا ليدخل فريق جديد من المحققين وهم اختصاص التعذيب بالكهرباء فيصبون فوق رأسك مادة لزجة تنساب على جسمك ويوصلون الأسلاك ثم يدفعون بشحنة من الكهرباء داخل جسدك فتحس ببركان قد انفجر من رأسك وغالبا مايصاب الشخص بالاغماء ..وماذا عن الجلد ومايدعى الدولاب ..فرد مبتسما ..يارجال عن شو انت بتسأل هاي أهون الأمور ..تعجبت والله لهذا الجسد النحيل كيف احتمل من عذابهم مااحتمل ثم سألت : وبأي تهمة عذبوك ..قال محمد بل بأي تهم كانت تهمي 43 تهمة أذكر منها : جرم التظاهر/ وتلقي أموال من جهات خارجية /المساس بهيبة الدولة/التعامل مع استخبارات خارجية/العاء دستور الحزب/بث الطائفية/اعطاء معلومات كاذبة للاعلام ...قال لم أكن مهتما كثيرا بسيل التهم لأني أكون شبه مفارق للحياة ولا أشعر بشيء حتى أني بالكاد أسمع المحقق يسأل ثم يكتب الاجابة بنفسه..61 يوما بلياليها ومحمد يتذكر الشمس وأشعتها وحين أخرجوه ليحل حر جديد في زنزانته تم توديعه بشحنة كهرباء يقول أنه لن ينساها مادام حيا ..خرج محمد وقد رأى الوجه الحقيقي لمن يحكمنا منذ عشرات السنين وكيف أن الحضارة والانسانية قد فارقت أولئك الذين يسكنون باطن الأرض ويعذبوا أخوة لهم ..كان حظه أوفر من حظ غيره فأمه لم تصدق عيناها لرؤية محمد وقد خرج من أوكار الجحيم حيا .. بضع أيام لاأكثر حتى استطاعت الحنجرة المخنوقة أن تهتف من جديد فانطلق محمد وهذه المرة ... الشعب يريد اسقاط النظام