هل التزمنا بسيرة
النبي الكريم و سنته في الدعوة إلى الله و الجدال بالتي هي أحسن؟
أم كنا نترك الناس في
جهلهم و ضلالتهم و نقول "جبلية شو بدك فيهن"
هل اتعب شيوخنا أنفسهم
و قاموا بزيارة أهل الجبال و القرى النائية و علموهم الدين و الصلاة و الصوم و
كتاب الله؟ أم كان همهم العيش الناعم في المدن و الحواضر؟
لا عجب إذن ان تشع
علينا الجبال بما تركناه في أهلها من تراكم للجهل و الضلال و الحقد بسبب الحرمان و
الإهمال
ثم هل قمنا " يا
من نسمي أنفسنا أهل السنة" بعمل أو موقف مشرف يجلب لنا الاحترام و التقدير؟، أم
كنا أتباعا لكل ناعق و علماؤنا يسبحون بحمد السلاطين
هل نظفنا ديننا من الأفكار
المنحرفة من تصوف و خرافات، و فكر استسلامي تسليمي ورثناه عن العصر المملوكي؟ أم
كنا مشغولين بكرامات الأولياء و سيف الشاذلية و التبرك بالأموات
ما نعانيه اليوم من
ضعف و خور و تسلط الأراذل علينا، هو بسبب استهتارنا بما يربطنا معاً كجسد واحد. و
لن نداوي هذا المرض عندما نقوم و نقتل بعضنا بعضاً، بل نداوي هذا المرض بإعادة
القوة الإلهية الجاذبة الموحدة.
هذه القوة التي أسقطت
جيش الإمبراطورية الرومانية و جيش الإمبراطورية الفارسية معاً في اقل من عشر سنين،
و فتحت الأرض أمام العرب الحفاة العراة الجوعى ليكونوا للناس أئمة و مصابيح نور و
هداية. فكان العربي الأمي يؤم علية القوم
و الأشراف من الفرس و الروم في الصلاة و يعلمهم اللغة العربية و القران الذي يحفظه. و كان الصحابة يعلمون الناس أحكام الدين و
يروون لهم أحاديث رسول الله. و كان علماء
المسلمين و فقهائهم يناقشون و يجادلون الفرس و الروم بأفكارهم المجوسية و فلسفاتهم
و يفحمونهم ببساطة الإسلام و سهولته.
و الأهم من هذا كله،
كان المجتمع الإسلامي في مكة و المدينة و باقي أنحاء الجزيرة نور يشع على الناس
على الرغم من فقرهم و قلة مؤونتهم. فكان
المسلمين مضرب المثل في العدل و الإحسان و الاهتمام بالفقراء و المساكين. إذ كان
حتى غير المسلمين لهم نصيب في مال المسلمين و طعامهم و شرابهم. و كان لكل إنسان مسلم أو كافر له حق الاهتمام و
الرعاية و الكفالة من بيت مال المسلمين عندما يعجز عن رعاية نفسه.
فهل كنا كذلك؟ أو كان
إباؤنا كذلك؟