سعود القصيبي
الاثنين 09, يناير 2012
الإقتصاد أطاح بعرش الأسد
بينما تتعالى في سماء سوريا تكبيرات الله أكبر لتتشابك مع أجراس الكنائس التي تقرع طلباً لرحمة إلهية, تأتي زيارة وفد مراقبي الجامعة العربية لإثبات ما لايمكن إثباته من أكاذيب النظام. ومع بداية العام الجديد نجد أن نظام الأسد قد أثقل كاهله نتيجة اتباعه الحل الأمني القمعي مما زلزل عرش الأسد وعَجّلَ انهيارالإقتصاد.
فمنذ بداية الحراك الشعبي المطالب بالإصلاح وما تلاه من تعنت نظام الأسد واستعماله كل الوسائل لقمع المظاهرات التي حولت مطالبها إلى إسقاط النظام ورحيله وصولاً إلى المطالبة بإعدام الرئيس, كل هذا ومافتأ النظام يكررمحاولاته بتهدئة الشارع السوري من خلال بثه مجموعة من التصريحات كان آخرها على لسان وزيرالإقتصاد والتي لا تخلو من المناورة وإظهارعكس ما يجري. لكن مجرى الأحداث اتخذ مسلكا مختلفاً مؤدياً إلى انهيار الإقتصاد حاملاً معه حقائب إدارة الأسد.
و كمؤشرللإنهيارالإقتصادي, فقدهبط سوق الأسهم السورى وتجاوزت فيه خسارة بورصة دمشق 1و1 مليار دولار أو ما نسبته 49.5% من المؤشر العام. كما إرتفعت نسبةالبطالةحيث كشف وزيرالشؤون الاجتماعية والعمل السوري أن نسبتها في سورية وصلت إلى 30% بارتفاع قدره 257% عن العام الأسبق. وأظهرت أرقام المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية السورية فقدان 70 ألف عامل في القطاع الخاص وظائفهم. كما إنخفظت العملة السورية 27% منذ بداية العام ناهيك عن إنخفاض الدخل المالي للحكومة بحوالي 40% مع هبوط حاد في صادرات القطاع الخاص وضعف الإنتاجية الصناعية بشكل عام مع شلل القطاع السياحي.
وقدر إقتصاديون أن التضخم وصل قرابة 30% مرتفعا بحوالي 7 مرات عما كان عليه قبل الأزمة. إلى جانب إستمرار انقطاع الكهرباء لساعات في أغلب المناطق حتى العاصمة دمشق بالإضافة إلى نقص حاد في الوقود شريان وعمود الاقتصاد ووقف الإستثمار الخارجي والمشاريع الحكومية مع نقص كبيرفي الودائع البنكية وتوقف البنوك عن الإقراض مع تعرض العديد منها إلى الإقفال, وانهيارالإقتصاد هذا دلالة واضحةعلى تسارع الأحداث في سوريا وعلى أن أيام الأسد الباقية معدودة وأن نجاح الثورة بات مؤكداً.
فصور جرائم نظام الأسد في حمص وإدلب ودرعا وحماة وغيرها من المدن السورية كافية لتقر الجامعة العربية قراراً لا يقبل التسويف والإنتظاربالإدانة الفورية وتدويل الملف السوري وتبقى الأماني في العام الجديد بالخروج بموقف موحد صلب للأمة العربية حتى تسترجع هيبتها ودورها القيادي بين الأمم وكي لا تصبح مجرد مُشاهد لما يجري في الساحة الدولية بل تمارس دورها الفعال في الدفاع عن الإنسان والإنسانية.