طارق الحميد :: هناك معلومات مربكة، ومزعجة، تتعلق بالجامعة العربية وطريقة تفكيرها، وتناولها للملف السوري، وكذلك كيفية رؤيتها للمعارضة السورية، سمعتها من عدة مصادر عربية مسؤولة، ومطلعة، على درجة عالية، أطرحها بهذا المقال كتساؤلات، ودون أحكام، حتى نمنح الجامعة مساحة من حسن الظن، وحتى توضح موقفها عمليا.
فالمعلومات تشير إلى أن مسؤولا كبيرا بالجامعة يقول لأحد زواره أثناء شرحه للأوضاع بسوريا، وكيفية التعامل معها، بأن في سوريا ثلاثة آلاف ناشط سوري فقط، وهم من يحركون المظاهرات هناك، وأن نظام بشار الأسد يبحث عنهم، وعندما يصل إليهم، ويتمكن من التخلص منهم، سينتهي كل شيء حينها بسوريا، بل إن ذلك المسؤول يتوقع أن يتمكن النظام الأسدي من إنهاء كل شيء بحلول شهر فبراير (شباط)!
وهذا ليس كل شيء بالطبع، فإن ذلك المسؤول بالجامعة يشكك في جدية المعارضة السورية، ويتساءل عن مصادر تمويلها، حيث يقول إن عند المعارضة «أموالا كثيرة.. ونفسي أعرف منين؟»! كما أن بعضا ممن بالجامعة يروجون إلى أن هناك دولة خليجية زودت النظام الأسدي بأجهزة كشف لجوالات «الثريا». ومعلوماتي المستقاة من مصدر مطلع، ومعني مباشرة بذلك الملف، أن هذا الكلام يروجه نظام الأسد نفسه، وهناك من يتبناه عربيا، حيث إن المعلومات الاستخبارية، بحسب المصدر الرفيع، تقول إن الإيرانيين هم من يزودون النظام الأسدي بتلك الأجهزة، وخصوصا أن السلطات الإيرانية قامت بفعل ذلك أيام اندلاع الثورة الخضراء بإيران، وتمكنت وقتها من سحق تلك الثورة، ومن خلال استخدام تلك التقنية.
والأمر لا يقف عند هذا الحد، بل إن هناك معلومات مذهلة تقول إن أسباب تأخر وصول المراقبين الخليجيين، وعدم التحاقهم بباقي المراقبين العرب، هي رفض النظام الأسدي تسهيل دخول المراقبين القطريين مما جعل دول الخليج جميعا تمتنع عن إرسال مراقبيها تضامنا مع الوفد القطري، مما أحرج الجامعة العربية نفسها، وذلك ما حرك الأوضاع، وقام النظام الأسدي بالسماح للمراقبين القطريين بالدخول، وبالتالي تجاوبت باقي دول الخليج!
والأدهى، وبحسب مصادر وثيقة الصلة، أن النظام الأسدي لم يوافق أصلا على التوقيع على بروتوكول إرسال وفد المراقبين العرب لسوريا إلا عندما سربت له الجامعة العربية، ومن خلال أحد مسؤوليها، أن رئيس وفد المراقبين العرب سيكون الفريق السوداني الدابي، وهذا ما جعل النظام الأسدي يشعر بالارتياح، ووافق على أثر ذلك، وقام بالتوقيع على البروتوكول العربي لإرسال وفد المراقبين العرب!
وجميع ما سبق من معلومات يثير القلق حقيقة من طريقة، ونيات، الجامعة العربية تجاه الثورة السورية، فإما أن هناك ربكة، وتخبطا، وإما أن هناك نيات غير سليمة من أجل الحفاظ على النظام الأسدي رغم كل ما يفعله من جرائم، ولذا لا يملك المرء إلا القول: ما رأي الجامعة بهذه المعلومات، وخصوصا أن جميع التصريحات الصادرة من الجامعة تحاول إيهام العرب والسوريين بأن الجامعة حريصة على السوريين العزل، لكن ذلك ليس ما يحدث على الأرض، وليس ما يقوله بعض كبار المسؤولين العرب؟
فما الذي يحدث فعلا؟