لو رجعنا إلى التاريخ
الحديث بعد الحرب العالمية الأولى، و دققنا فيه، فسنجد انه بسبب التحالفات الأممية،
فانه لا توجد هناك حرب تحرير بالمعني الحقيقي للكلمة، بل هو فقط قفز بالدولة من
حلف إلى حلف و من معسكر إلى معسكر.
الحديث بعد الحرب العالمية الأولى، و دققنا فيه، فسنجد انه بسبب التحالفات الأممية،
فانه لا توجد هناك حرب تحرير بالمعني الحقيقي للكلمة، بل هو فقط قفز بالدولة من
حلف إلى حلف و من معسكر إلى معسكر.
و حقيقة ما يسمى
بحروب التحرير، هي ان الدول الكبرى لا تستطيع الاستيلاء على الدول التابعة لبعضها،
إلا تحت ظروف معينة، و منها الثورات الداخلية التي يمكن بدعم محدود ان تنجح في الانتقال
من التبعية لدولة عظمى إلى دولة عظمى أخرى.
و بينما يظن الشعب المسكين انه تحرر من التبعية بعد دفع التضحيات الجسيمة،
يجد انه فقط انتقل من يد دولة عظمى إلي يد دولة عظمى أخرى.
بحروب التحرير، هي ان الدول الكبرى لا تستطيع الاستيلاء على الدول التابعة لبعضها،
إلا تحت ظروف معينة، و منها الثورات الداخلية التي يمكن بدعم محدود ان تنجح في الانتقال
من التبعية لدولة عظمى إلى دولة عظمى أخرى.
و بينما يظن الشعب المسكين انه تحرر من التبعية بعد دفع التضحيات الجسيمة،
يجد انه فقط انتقل من يد دولة عظمى إلي يد دولة عظمى أخرى.
و الأمثلة على ذلك
كثيرة، و منها الانقلابات التي حصلت في سوريا و العراق بعد ما يسمى بالاستقلال،
حيث كانت شلل فرنسا و بريطانيا و أمريكا تتصارع على الحكم في سوريا، و شلل أمريكا
و بريطانيا تتصارع على الحكم في العراق و مصر و اليمن. و الحقيقة ان الاستقلال و
التحرير لم يحصل في أي بلد كان مستعمراً أو موضوعاً تحت الوصاية و الانتداب،
فالسلاح و التجارة و المال أصبحت كلها تأتي من الخارج و تعطي الشرعية لمن يستحق و
من لا يستحق. و لذلك فانه بالرغم من المليون و نصف شهيد في الجزائر، لا زالت شلة
ضباط و عساكر فرنسا هي التي تمسك بالحكم في الجزائر رغم كل الادعاءات و الأكاذيب.
كثيرة، و منها الانقلابات التي حصلت في سوريا و العراق بعد ما يسمى بالاستقلال،
حيث كانت شلل فرنسا و بريطانيا و أمريكا تتصارع على الحكم في سوريا، و شلل أمريكا
و بريطانيا تتصارع على الحكم في العراق و مصر و اليمن. و الحقيقة ان الاستقلال و
التحرير لم يحصل في أي بلد كان مستعمراً أو موضوعاً تحت الوصاية و الانتداب،
فالسلاح و التجارة و المال أصبحت كلها تأتي من الخارج و تعطي الشرعية لمن يستحق و
من لا يستحق. و لذلك فانه بالرغم من المليون و نصف شهيد في الجزائر، لا زالت شلة
ضباط و عساكر فرنسا هي التي تمسك بالحكم في الجزائر رغم كل الادعاءات و الأكاذيب.
و لا يعني هذا أنني أرضى
بالتبعية للدول العظمى، و لكن هذه الدول نجحت حتى ألان في سحب جميع الخيارات من
بين أيدينا، و نجد دائماً ان خيارنا هو الاستسلام لمن يقتلنا اليوم أو الاستسلام
لمن سيقتلنا غداً أو بعد غد. و طبعاً،
هناك مخرج و ربما مخارج من هذه الدائرة الشيطانية، و لكنها تحتاج إلى وقت.
بالتبعية للدول العظمى، و لكن هذه الدول نجحت حتى ألان في سحب جميع الخيارات من
بين أيدينا، و نجد دائماً ان خيارنا هو الاستسلام لمن يقتلنا اليوم أو الاستسلام
لمن سيقتلنا غداً أو بعد غد. و طبعاً،
هناك مخرج و ربما مخارج من هذه الدائرة الشيطانية، و لكنها تحتاج إلى وقت.
و بالنسبة لسوريا، فان
حافظ الأسد قد أتى إلى السلطة بدعم أمريكي- روسي – فرنسي. و طبعاً هذا المزيج المعقد من التحالفات و
التفاهمات، هو نتيجة للبيئة السائدة في ذلك الوقت. حيث كانت أمريكا و روسيا
يتقاسمان مستعمرات بريطانيا و فرنسا. فكان
هناك اتفاق أمريكي – روسي لإنهاء الاستعمار الفرنسي و البريطاني. و طبعاً كانت بريطانيا و فرنسا تدعمان توجه
الدول البعيدة عن روسيا، مثل العراق و سوريا و اليمن و الجزائر، نحو الاشتراكية و
نحو الاتحاد السوفيتي حتى تبعدانها عن اليد المباشرة لأمريكا. و لقد استطاعت أمريكا الوصول إلى تفاهم مع
روسيا في عهد خورتشوف، و لذلك ظهر البطل الوهمي للأمة العربية (جمال عبد الناصر)
الذي كان مع روسيا و أمريكا ضد الاستعمار البريطاني. و عندما بدأ الوهن يظهر على
الاتحاد السوفيتي في بداية السبعينيات، اسقط أنور السادات السيد الروسي من حساباته
و أصبح تابعاً مخلصاً للسيد الأمريكي. و بالتزامن مع هذا، أتى حافظ الأسد إلى
السلطة في سوريا بدعم أمريكي من خلال أنور السادات، و لكن حافظ الأسد وجد انه من
المناسب الإبقاء على الاشتراكية في سوريا لأنها تعطيه هو وشلته غطاءاً للاستيلاء
على ممتلكات الناس، و أيضا، تعطيه غطاءاً لفرض التجسس و السجون و التعذيب بحق
"عملاء الامبريالية". و لان حافظ الأسد لا يستطيع إنكار دور فرنسا في إدخاله
هو و شلته الجيش و تمكينهم من اعتلاء المناصب، فقد ابقي على علاقته الودية و
التجارية مع فرنسا.
حافظ الأسد قد أتى إلى السلطة بدعم أمريكي- روسي – فرنسي. و طبعاً هذا المزيج المعقد من التحالفات و
التفاهمات، هو نتيجة للبيئة السائدة في ذلك الوقت. حيث كانت أمريكا و روسيا
يتقاسمان مستعمرات بريطانيا و فرنسا. فكان
هناك اتفاق أمريكي – روسي لإنهاء الاستعمار الفرنسي و البريطاني. و طبعاً كانت بريطانيا و فرنسا تدعمان توجه
الدول البعيدة عن روسيا، مثل العراق و سوريا و اليمن و الجزائر، نحو الاشتراكية و
نحو الاتحاد السوفيتي حتى تبعدانها عن اليد المباشرة لأمريكا. و لقد استطاعت أمريكا الوصول إلى تفاهم مع
روسيا في عهد خورتشوف، و لذلك ظهر البطل الوهمي للأمة العربية (جمال عبد الناصر)
الذي كان مع روسيا و أمريكا ضد الاستعمار البريطاني. و عندما بدأ الوهن يظهر على
الاتحاد السوفيتي في بداية السبعينيات، اسقط أنور السادات السيد الروسي من حساباته
و أصبح تابعاً مخلصاً للسيد الأمريكي. و بالتزامن مع هذا، أتى حافظ الأسد إلى
السلطة في سوريا بدعم أمريكي من خلال أنور السادات، و لكن حافظ الأسد وجد انه من
المناسب الإبقاء على الاشتراكية في سوريا لأنها تعطيه هو وشلته غطاءاً للاستيلاء
على ممتلكات الناس، و أيضا، تعطيه غطاءاً لفرض التجسس و السجون و التعذيب بحق
"عملاء الامبريالية". و لان حافظ الأسد لا يستطيع إنكار دور فرنسا في إدخاله
هو و شلته الجيش و تمكينهم من اعتلاء المناصب، فقد ابقي على علاقته الودية و
التجارية مع فرنسا.
و أما علاقة حافظ الأسد
بإيران و القذافي، و عدائه لأنور السادات، فهو فقط غطاء و مبرر لفرض أجواء ثورية
مصطنعة على الناس و إبقائهم في حالة خوف و ترقب دائم و تعظيم لدور الجيش، و أجهزة
المخابرات و الجهاز الأمني.
بإيران و القذافي، و عدائه لأنور السادات، فهو فقط غطاء و مبرر لفرض أجواء ثورية
مصطنعة على الناس و إبقائهم في حالة خوف و ترقب دائم و تعظيم لدور الجيش، و أجهزة
المخابرات و الجهاز الأمني.
ثم
عندما سقطت الدول الشيوعية و الاتحاد السوفيتي بشكل تام و نهائي في بداية التسعينيات،
انكشفت علاقة حافظ الأسد الودية مع أمريكا، و لذلك دخل حرب الخليج الأولى ملبياً
دعوتها، و لم يبدي أي خجل من موضوع السلام مع إسرائيل، و بالموازاة مع ذلك كانت
تسير السياسة الإيرانية. و قد ورث بشار عن أبيه هذه العلاقات و التحالفات، و كان
حليف جورج بوش في حربه على الإرهاب، و كذلك كان الموقف الإيراني. و استمر هذا الحال على ما هو عليه، حتى بدأ
الضعف يظهر على أمريكا، و بدأت الصين و روسيا في الصعود من كبوة انهيار الاشتراكية
و الاتحاد السوفيتي. و تزامن هذا مع الرقص الأمريكي – الإيراني في المنطقة، الذي
فتح الفرصة لإيران بالارتماء في أحضان الصين و روسيا بموافقة أمريكية، حتى تقوم أمريكا
بالضغط السياسي على الصين و روسيا من خلال مواقف إيران المتذبذبة. و لذلك فقبل عدد
من السنوات، قام مسئول كبير صيني بإعلان ان إيران تحاول الحصول على أسلحة نووية، و
كان هذا طبعاً لإحراج أمريكا و دفعها إلى الكشف عن علاقتها الودية مع إيران. و طبعاً، اختارت العصابة الاسدية التناغم مع
مواقف إيران و حتى الالتصاق بها، لأنها تبقي الشعب في حالة خوف و ترقب دائم و تبرر
جميع الممارسات القمعية.