بس الله الرحمن الرحيم

غزو أثيـــــنـا - (الجــ38ــزء) الشــريعة فوق الفلســـفة،، التعقيب على المقولات العشر

الكيفية الإجرامية الفظيعة لهذا النظام البغيض الذي جمع بين الكفرين النصيرية و البعثية، أي بين جاهلية المجوس القديمة و جاهلية البعث الحديثة، جعلته في وضعية التنافر التام مع الشعب السوري العربي المسلم في معظمه و الإنساني في أجمعه.

.............................................. .............................................................

الفصل الخامس من الجزء الأول من كتاب المقولات مثلث الأجزاء للحكيم أرسطو ترجمة الشارح الأكبر إبن رشد المنبهر:

((قال: و الألفاظ المفردة التي تدل على معان مفردة هي ضرورة دالة على واحد من عشرة أشياء. إما على جوهر، أو على كم، و إما على كيف، و إما على إضافة، و إما على أين، و إما على متى، و إما على وضع, و إما على له، و إما على يفعل، و إما على ينفعل.

1. فالجوهر على طريق المثال هو مثل إنسان و فرس،

2. و الكم مثل قولك: ذراعان و ثلاثة أذرع.

3. و الكيف مثل قولك أبيض و كاتب.

4. و الإضافة مثل الضعف و النصف،

5. و أين مثل قولك زيد في البيت،

6. و متى مثل قولك: عام أول و أمس،

7. و الوضع مثل متكئ و جالس،

8. و له مثل قولك: منتعل و متسلح،

9. و يفعل كقولك: يحرق و يقطع،

10. و ينفعل كقولك: يحترق و يتقطع.

و كل واحدة من هذ العشر إذا أخذت منفردة لم يدل عليها بإيجاب و لا بسلب، فإذا ركبت بعضه إلى بعض حينئذ تحدث الموجبة و السالبة، كفولنا: هذه كم هذا ليس بكم، و إذا حدثت الموجبة و السالبة دخلها الصدق و الكذب، فإن المعاني المفردة ليس يدخلها الصدق و الكذب، مثل قولنا: إنسان على حدة، و أبيض على حدة، إلا إذا ركبت فقيل إنسان أبيض، فإنه قد يمكن أن يكون هذا القول صادقا و قد يمكن أن يكون كاذبا، فعند التركيب يحدث الأمران جميعا، أعني الإيجاب و السلب و الصدق الكذب.))

....................... التعقيـــــــــــب على الفصل (5) ..........................

... تعريب الفلسفة لا يكفي فيه إجادة الترجمة، بل يتطلب تأصيلها حتى تتوافق مع توجه العقل العربي العظيم و أسلوب المنطق العربي المستقيم ...

"قال: و الألفاظ المفردة التي تدل على معان مفردة (بسيطة مجردة عامة) هي ضرورة دالة على واحد من عشرة أشياء. إما على جوهر، أو على كم، و إما على كيف، و إما على إضافة، و إما على أين، و إما على متى، و إما على وضع, و إما على له، و إما على يفعل، و إما على ينفعل."

المقولة هي معنى بسيط، ليس يمكن تحليله إلى معان أبسط منه، نظير الحرف المنطوق، و نظير بسائط الخطوط أي النقط، بينما الخط يمكن تحليله إلى نقط، و الخط يكون مستقيم أو قوس، ما يدل على اختلاف النقط، إذ لو كانت النفط متجانسة، لم تختلف الخطوط في الصورة، لضرورة تناسب الصورة مع المادة في الجسم المركب منهما، النقط ليست جنسا وحيد النوع، و نوعا و حيد الصنف، و صنفا وحيد المعدن، أي ليست شخصا هندسيا مكررا.

الخط نظير المفرد من الكلام، باعتبار أن المفرد من الكلام يمكن تحليله و ليس أنه بسيط المعنى، أي المفرد من الكلام مركب من المقولات التي هي معان بسائط، أو معان كسور لا تقبل المزيد من التكسير.

مثال على نقطة المقولة و خط المفرد من الكلام ............. كلمة محصن

محصن هو الإنسان البالغ المسلم المتأهل المتاحة له إمرأته، أي ليس بعيد عنها بسبب حشده على جبهة الحرب أو سفره لعمل أو دراسة،،،

إنسان: جوهر (ناطق قدسي)

بالغ: كيف (ملكة البلوغ)، زمان

مسلم: ملكية (ماله عقيدة و شريعة)

متأهل: فاعل مضاف لمنفعل

متاحة له امرأته: وضع، مكان، كم

أي إن المقولة هي حرف من المعاني، بينما المفرد معنى مركب، و لا بد من الاحتراس من وهم اشتراكهما في رتبة واحدة، بسبب الوضع اللساني، أي المقولة و المفرد يشتركان في أن المبنى الموضوع لهما هو كلمة منطوقة أو عبارة مخطوطة.

حقيقة بساطة الحرف المنطوق هي جلية في الأبجدية العربية، لكنها غامضة في الأبجدية الإنجليزية مثلا.

أمثلة:------------

{C}... أضداد أي مشترك متناوب، و هو مبنى مخطوط يشترك في ملكيته حرفان منطوقان هما، {K,S}، يتعاقبان على مملوكهما، ينصر الواحد منهما وضعه في الكلمة، أي حرف العلة المحرك، مثلا {Car: Kar}، {Cinema: Sinema}.

X,G}... مشترك سرد، {X:iks}، {G:dj}

{th}..... مركب: مبنى مركب مخطوط موضوع لمعنى منطوق بسيط.

{ch} مشترك مزدوج... أي مبنى مركب مخطوط موضوع لمعنى مركب منطوق.

يحتمل في هذا المنطق أنه خبيصة مشوشة، و يحتمل فيه أنه حكمة، ما يرجح أنه حكمة هو وجود نظائره لهذه التركيبات في المبنى أو المعنى في عالم الذرات أو الكواكب أو الأحياء، ربما الأشنة المركب من فطر و طحلب، يرجح الظن بحكمة في هذا المنطق، فيكون الشك فيه بخس لشأنه.

يترتب على منطقية التركيب و الاشتراك في أشخاص الرتبة صفر أي الحرف أو البسيط أو الكسر، ترجيح الظن بإصابة أرسطو في تعقيد المقولة، مثلا الكيف تتفرع إلى ما له قوة و ما هو ضعيف، و إلى السيرورة الوجودية من حال إلى ملكة. لكن العقل و المنطق العربيين يرفضان التعقيد، أما ما هو مثبت في مقولة الكيف غير القوة و السيرورة، فهو من باب أولى مرفوض، ليس بسبب أنه تقدم في التعقيد بل بسبب أنه تخبيص بالتأكيد، أي تخليط مترتب على العجز عن تمييز الكيف من الجوهر أو الوضع.

أمثلة:---

إثبات أرسطو للحلاوة أو اللون،،، في مقولة الكيف، هو دليل عجز عن تمييز الكيف من الجوهر، باعتبار أن الأذواق و الألوان هي جواهر مواد و ليس كيفيات. كما أن العلم هو أجسام ذهنية و الأجسام جواهر رغم ذلك يثبته أرسطو في الكيف.

و إثبات ارسطو المتكاثف و المتخلخل، و الخشن و الناعم في مقولة الكيف، هو دليل عجز عن تمييز الكيف من الوضع. باعتبار أن الخلخلة و الخشونة،،، من الوضع.

"فالجوهر على طريق المثال هو مثل إنسان و فرس،"

يستعمل أرسطو كلمة الجوهر كمشترك يعن الكل أو الجزء و يعني العالم من الكل، أي يعني به الفرد فرس مثلا، و يعني به الجزء أو الشيء عقل أو نفس, و يعني به العالم أي الجسم، باعتبار أن جسم الإنسان مركب من جواهر ثلاثة، شجرة و حيوان و إنسان، أما جسم الحيوان فهو مركب من شيئين شجرة و حيوان. فقط جسم الشجرة مركب من جوهر أو شيء واحد هو المتغذ الناسل.

و استعمال كلمة واحدة لتفيد ثلاثة معاني هي الكل (الفرد) و الجزء (العالم أو المستوى من الفرد) و الجزيء (الشيء أو الجوهر)، هو ضعف في الاصطلاح المنطقي. و المفترض استقلال كل معنى بكلمة تخصه، الجوهر هو الشيء الواحد فقط عقل أو نفس أو شجرة أو حيوان أو إنسان أو روح، و جملة الأشياء في مستوى واحد تسمى عالما، و جملة العالمين تؤلف الكل أو الفرد أو المعدن.

"و الكم مثل قولك: ذراعان و ثلاثة أذرع. "

قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم: "لا شيء يساوي ألف من مثله إلا المؤمن"، ما يعني أن الكم ليس يستعمل فقط لإحصاء عدد الأشباه أو المكررات، بل يتعدد استعمال الكم، يستعمل مثلا عند التفاوت في القوة لقياس حدود القوة بين منتهى الشدة و منتهى الضعف، مثلا الحصان أشد قوة من الرجل بثلاثمائة و ستين ضعف.

و الكيف مثل قولك أبيض و كاتب.

اللون جوهر و البياض صفة جوهرية و ابيض فعل جوهري، لكن شدة البياض هي كيف أو وضع، فما يبدو للمتصفح من بياض الشيء المشهود هو وضع و ما يخفي عليه و يخبره الأبيض من حال هو الكيف، مثلا الفلز الجاري تسخينه يشع سلسلة من الألوان الظاهرة بدءا من الأحمر فالأصفر فالأخضر فالأزرق، ثم يشع اللون الأبيض، و الحال الذي يخبره الفلز هو السخونة المتناهية، و الحال أو الكيف يخفى على الناظر الذي يبدو له وضع شدة البياض.

و بالمثل الكاتب و الكتابة و كتب و المكتوب كلها جواهر، و إجادة الكتابة أو إساءتها هي كيف و وضع، حسب المستقرئ، هل هو مستقرئ ذاته أو هو مستقرئ ذات الغير، ما يبدو للغير هو وضع الجودة أو الرداءة، لكن ما يخفى من سعادة الكاتب المصاحبة لحسن كتابته أو تعاسته بسبب سوء كتابته هو الحال المسؤول عنه بكيف، و السؤال لا يكون عن الوضع لأن العلم به حاصل، بل يكون الحال المجهول للغير، فيسأل كيف أنت أو كيف بك و كتابتك جيدة أو رديئة؟ فيجيء الجواب من الكاتب أني سعيد بإجادتي الكتابة و أرجو المزيد من التحسن في المستقبل،،، أو يجيء الجواب من سيء الكتابة أشعر بالخجل و الإحباط بسبب أني لا أرجو التحسن في المستقبل.

و كيفية جوهر اللون أو وضعه ليس فقط محصورة بالقوة، الأخضر بتفاوت في القوة بعضه فاتح و بعضه شديد مدهم، لكن أيضا اللون له كيفيات أو وضعيات غير القوة، إذ أن الفرق بين الجوهرين الأزرق و البنفسجي، هو في كيفية أو وضعية الرقة و الفخامة، الأزرق هو لون رقيق، و البنفسجي هو لون فخم، و النيلي وضعه عادي، و بين الأحمر و البرتقالي فرق في وضعية أو كيفية أعمق من الفخامة و الشدة، الأحمر لون جيد و البرتقالي لون رديء.

و الصورة جوهر من صنع الخيال أو الحس و خاصتها الفعل في المادة التي خاصتها الحركة (الانفعال) و عرض الصورة هو الكيفيات و الوضعيات، و الصور حصرا هي ثلاث، صور الأحياء هي الإنسان و الحيوان و الشجر، و صور الأحرف هي الألف و الواو و الياء، و صور كوكب البحر هو الأمواج الثلاثة المد و الموج و الدوامة،،،،، فعل الألف له أوضاع ثلاثة هي الأمداء فتحة و ألف مقصورة و ألف بعيدة المدى، و أوضاع التوجه أو الإمالة.

"و الإضافة مثل الضعف و النصف، "

الصحيح أن النصف مضاف إلى الضعفين، و ليس إلى الضعف، (الضعف هو المساو) أي إن أطراف الإضافة ثلاثة و ليس إتنان، و المضاف المتطرف أسخى بإفادة العلم بصاحبية المعتدل و المقابل من الطرف المعتدل، مثلا يستحيل بالنسبة إلى من لم يشهد الزهرتين الأنثى و الذكر أن يستنتج الذكورة و الأنوثة من جرثومة السرخس، التي تصير شجرة سرخس، و يصعب استنتاج الزوجين أيضا من تصفح الزهرة الكاملة، و حتى يصعب استنتاج ازدهار الشجرة أي ظهور نباتية الشجرة على ناميتها، باستقلال كل زوج من الزهتين بنامية تخصه.

و الضعفان و النصف متوسطهما الهندسي هو الطرف المعتدل أي الضعف، {2×(1\2)=1}.

أيضا المتوسط الحسابي و المتوسط الدائري هما أيضا أطراف إضافية معتدلة كل منهما يتوسط حاشيتان متقابلتان. مثال على المتوسط الدائري أو المستقيم هو المقدار {س^3} الذي يتوسط المقدارين {س^5}، {س^1}

مثال أرسطو أو إبن رشد الأثير على الإضافة هو المولى، أي السيد و العبد، لكن بين السيادة و العبودية يوجد وضع الحرية. أي الإضافة مثلثة الأطراف سيد، و حر، و عبد. و الحرية هي الأصل، أما السيادة و العبودية فهي أوضاع طارئة. صحيح أنه في الواقع أطراف الإضافة إتنان فقط، لكن الإضافة ليست فقط تداعي وقائع متقابلة بل هي معنوية أيضا، باعتبار أن خاصة الإضافة أن حصول العلم بأحد المضافين يحتم العلم بصاحبه، و ليس خاصتها مثبته بالنص التالي حدوث واقع أحد الطرفين المضافين يحتم حدوث واقع صاحبه.

"و أين مثل قولك زيد في البيت، "

فكرة المكان أكبر و أخطر من تعيين مسقط رأس أو مركز عمل أو مبيت أو ملعب،،،، المكان ظرف لسيرورة أي لتحول من حال العدم إلى حال الوجود المتزايد، الذي يبتدئ بحال القبض و ينتقل إلى حال البسط، و مقامه (:ملكته) التمكن (:التوطن).

"و متى مثل قولك: عام أول و أمس، "

الزمان ظرف لجدل آخر --- غير الجدل المكاني و الجدل الجوهري و هو الجدل المتبادر إلى الذهن،--- و أطوار وجوده هو مشاعر الرجعية و التقدمية و الجدة، و الرجعية مثلا هي حال أو كيفية الشعور بتباطؤ الأحداث الخاصة و الشعور بتسارع الأحداث في المحيط، و وضع الرجعية هو الملحوظ للغير من اجترار الرجعي لتراث السلف، أما ما هو مستور عن ذات الرجعي و عن المتصفح له فهو بطء وتيرة إيقاع الرجعي، بسبب أن اهتمامه بتكسب الأصول و تنميط فكره وفق فكر السلف و محاكاته السلف يضطره إلى تبطيء إيقاعه بالنسبة لإيقاعه العادي الذي يخص معدنه، و نتيجة المقارنة الكيفية في ذاته العفوية غير المتعمدة المتكلفة بداهة، يشعر ببطء حركته، و يشعر بتدفق الآخرين، فيضطر إلى الانسحاب أو التعصب حماية لنفسه من الانجراف للغير و الالتحاق له.

"و الوضع مثل متكئ و جالس، "

القول في الوضع هو أعمق مما يبدو للحس، قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه و رضي عنه: "الكلام كله اسم و حرف (صفة) و فعل"، و الكيف المستتر الوضع المعلن بينهما علاقة أضافة أي التزام و تصاحب، الوضع في مستوى الاسم، هي الشيء كونه فجا كجرثومة السرخس، أو كونه مفتوقا إلى ذكر و أنثى كأزهار البرتقال، و أيضا من الوضع الاتجاه المعدني، أي كون الشيء جيدا أو رديئا، مثلا الفلور أجود من اليود و الكلور، و الحديد أجود من النيكل و الكوبلت من جهة قابليته للمغنطة.

الوضع في مستوى الفعل مثل متخلخل و متكاثف، موجة الريح ليست سوى تخلخل و تكاثف الكمية من الهواء في مدى قصير أو طويل، و حركة الحيوان هو تردد بين وضعين اشتداد عضل و ارتخاء عضل، مصحوبة بكيفية أو حال هو الشعور بالحركة و النشاط أو التعب.

مثال على الوضع في مستوى الحرف (الصفة)..... قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه و رضي عنه: "كم من عقل أسير تحت هوى أمير"، متصفح الأرعن يستنتج رعونته من تقديم العاطفة على الواجب، لكن الأرعن نفسه يخبر حال الرعونة، قال سيدنا المسيح إبن مريم صلى الله عليهما وسلم: "من ساء خلقه عذب نفسه".

"و له مثل قولك: منتعل و متسلح، "

فكرة أرسطو عن الملكية جدا تافهة، الملكية أنواع قديمة و مكتسبة، و أكثر ملكية الإنسان هي مكتسبة و إبداعية، بينما ملكية الحيوان أكثرها موهوبة له، مثل الجناح للطائر و الخف للناقة، لكن العش الذي يبنيه الطائر و الشهد الذي يبنيه النحل لتخزين العسل فيه هو ملكية مكتسبة، قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه و رضي عنه بخصوص الملكية القديمة أي الموهوبة: "ثم جمع سبحانه من حزن (غليظ خشن) الارض و سهلها، و عذبها و سبخها (مالح)، تربة سنها (ملس) بالماء حتى خضلت (ابتلت) . و لاطها (عجن) بالبلة حتى لزبت (امتزجت). فجبل منها صورة ذات أحناء (حنو :اعوجاج) و وصول و أعضاء و فصول. أجمدها حتى استمسكت، و أصلدها (صلبها) حتى صلصلت (يسمع لها صوت صلصلة). لوقت معدود. وأمد معلوم. ثم نفخ فيها من روحه فمثلت إنسانا ذا أذهان يجيلها (يحركها). وفكر يتصرف بها، وجوارح يختدمها (يستعملها)، و أدوات يقلبها. ومعرفة يفرق بها بين الحق والباطل والاذواق و المشام و الالوان و الاجناس. معجونا بطينة الالوان المختلفة ، والاشباه المؤتلفة. والاضداد المتعادية والاخلاط المتباينة. من الحر والبرد. والبلة والجمود"، و الإنسان كائن مطلق مجمل و الملكية هي تقيده و تبين جنسه و نوعه و صنفه و معدنه، مثلا الإسلام جنس من الحضارة أو الثقافة متميز عن جنس الحضارة الشرقية الاجتماعية و عن جنس الغربية الاقتصادية ، و المذهب سنة مثلا نوع من الإسلام، و الشافعية مثلا صنف من السنة، و المجتهد على طريقة الشافعي هو معدن أي صورة نموذجة متناسبة من عالم الخيال، و مقلديه هم كم ممتد في المكان.

الألوان و الأذواق و المعرفة من المال أو الملكية القديمة أو الطبيعية للكائن، أي موهوبة له، لم يكتسبها.

و عرض الملكية هو المناسبة، أي أن المال يعبر و صف حقيقة المالك أو يغش، و كما أن الملكية و أيضا مناسبتها كلا منهما محتمل بالنسبة للإنسان، أي إن شخصين من نفس المعدن و حتى توأمين حقيقين مكررين يمكن أن يختلفا من جهة التحصيل العلمي و الخبرات و الأموال و الوسائل التي يستعملانها، أيضا في ملكية الحيوان أو الشجرة احتمال حصول و احتمال مناسبة، ليس ضروريا أي دائما أن يمتلك الطائر جناحا للطيران، و ليس ضروريا أن يكون مذاق التفاح هو المذاق المعروف.

أمثلة على احتمال مناسبة الملكية من عدمها لغير الإنسان أيضا:---

يوجد في أمريكا فراولة (فريز) لها طعم الأناناس.

للوطواط جناح من جلد نما بين أصابع يديه، بينما للنعامة و البطريق أجنحة عاجزة عن الطيران، و للدجاج أجنحة مهملة رغم أنها صالحة للطيران.

ما يعني أن المال القديم الطبيعي، يشبه المال المستحدث المكتسب، في أن علاقة الملكية التي بينه و بين الشيء المالك له ليست ضرورية، بسبب احتمال تخلف المناسبة بين المالك و المال سواء القديم أو الحديث، مثلا الديك يملك جناحا صالحا لكنه لا يناسب معدنه، ربما بسبب خمول الديك أو بسبب نضجه المتعجل، باعتبار أن الحيوان اللبون أنضج من الحيوان البائض، و الطيران هو فرار من مواجهة الواقع، بينما الوطواط ليس له جناح و نوعه يحتاج إلى الجناح، فخلق الله تعالى له مثل الجناح من الجلد ليطير.

"و يفعل كقولك: يحرق و يقطع،"

"و ينفعل كقولك: يحترق و يتقطع."

قال سيدنا الإمام جعفر الصادق عليه السلام: "الحركة صفة الفعل".

الحركة هي الانفعال، و هنا المطاوعة وهمية، و ليست حقيقية، أي الاحتراق لا يصف فعل النار التي تسخن أو تحرر، و الاحترار انفعال أو حركة أو فعل مطاوع يصف التسخين أو التحرير، و النار تتمدد و يتمدد الفلز المطاوع واصفا تمددها، و يتمدد المائع من ماء أو هواء يصف تمدد النار، كما أن انصهار الفلز الصلب أو تبخر السائل يصف فعل النار فيه، لكن تكسر الزجاج أو تكلس الحجر و تقشره بتأثير الحرارة يدل على عجز الحجر و الزجاج عن مسايرة النار، أي في حالة انكسار الزجاج لا تكون النار فاعلة و لا الزجاج يكون منفعلا، لأنه يفترض في المنفعل المتحرك أن يبقى سليما، حتى ينسب إليه الحركة (الانفعال)، فلا وجود لحركة و لا متحرك، و الدمار أو الهلاك أو الموت هو تفكك و التفكك ليس حركة أو انفعال.

أي في حالة القطع، لا يكون الفأس فاعلا و لا تكون الشجرة منفعلة، الشجرة تتدمر و لا بد من بقاء الشيء شجرة حتى يمكن أن ينسب إليها الانفعال، و أيضا الفأس لا يتدمر كما تتدمر الشجرة و هو يقطع و هي تتقطع، و هو سبب ثاني لنفي الفعل و الحركة في حالة الفأس و الشجرة، و بالمثل في حالة احتراق الشمعة أو الشجرة، لا تكون النار فاعلة و لا الشمعة منفعلة، باعتبار أن النار لا تتدمر كما تتدمر الشمعة بالاحتراق، و باعتبار أنه لا بد من بقاء الشيء حتى ينسب إليه الفعل أو الانفعال.

... بل! بعض المعاني المفردة تدل على سلب، و بعضها يشير إليه و يلزمه (يصحبه) ...

((و كل واحدة من هذ العشر إذا أخذت منفردة لم يدل عليها بإيجاب و لا بسلب،

فإذا ركبت بعضه إلى بعض حينئذ تحدث الموجبة و السالبة،))

رأي أرسطو هذا فيه نظر،،،،، الكلمة الواحدة يحتمل فيها أن تكون سلبا أو إيجابا، مباشرة أو بالإضافة أي الالتزام السلبي أو التبادلي، إذ تعين حال سلبي يلزمه انتفاء الحال الإيجابي، و العكس بالعكس صحيح، تعين الحال الإيجابي يصحبه انتفاء الحال السلبي، مثال الأنثى هي ليست ذكر، أو الذكورة في زوج تنفي أنوثته.

مزيد من الأمثلة على كلمات تثبت السلب مباشرة، و تنفي الإيجاب كضرورة عقلية أو شرعية....... أدرد و أمرد و أصلع،،،، الخ... معاني سلبية تعني عدم الأسنان و عدم اللحية و عدم الشعر، و ظاهر يلزمه أو يشير إلى عدم البطون و باطن يلزمه و يشير إلى عدم الظهور، و معنى أنثى يلزمه و يشير إلى عدم الذكورة،،،،العدم نفي لحال الوجود، و الانطواء يلزمه انتفاء النشر، و القبض معنى سلبي يلزمه انتفاء التوسع أو البسط، و الخسة تعني انتفاء الفخامة أو الشرف، و الضعف و التقصير و الرداءة معاني سلبية.

و هذه المعاني مضافات أي تتضمن معاني معاكسة إيجابية ممنوعة بحكم ثبوت البديل السالب المقابل، قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه و رضي عنه: " كل باطن غيره غير ظاهر، و كل ظاهر غيره غير باطن"، الطي عكس النشر، القبض عكس البسط، الخسة يلزمها انتفاء الشرف، الضعف يلزمه انتفاء الشدة، التقصير يلزمه انتفاء القدرة، ثبوت الرداءة يعنى بطريقة غير مباشرة انتفاء الجودة.

... بل إن بعض المعاني المفردة يدل على كذب ...

· الحق.......... العلم فكرة أو شهادة يوافق واقع (معلوم)،،،

· الوهم (جهل بسيط) .......... إنكار العلم أو المعلوم،،،

· الوهم (جهل مركب) .......... تصديق فكرة أو هلوسة ليس يقابها في الواقع موجود و لا كائن،،،

· الكذب (تقية) .......... إعلان العالم التصديق بالوهم،،،

· الكذب (نفاق) .......... إعلان الواهم التصديق بالحق.

((و إذا حدثت الموجبة و السالبة دخلها الصدق و الكذب، فإن المعاني المفردة ليس يدخلها الصدق و الكذب،

مثل قولنا: إنسان على حدة، و أبيض على حدة، إلا إذا ركبت فقيل إنسان أبيض، فإنه قد يمكن أن يكون هذا القول صادقا و قد يمكن أن يكون كاذبا،))

و هذا الرأي أيضا فيه نظر،،،،،،، المعاني المفردة يمكن أن تصدق أو تكذب

قالت العرب: "المستحيلات ثلاثة الغول و العنقاء و الخل الوفي."، أي كلمة الغول و هي مفردة كاذبة، باعتبار أن لا تعني فكرة و لا واقع و لا مشهود، بل تفيد وهما و الوهم كذب. لكن اسم الجلالة الله، كلمة صادقة، باعتبار أن الله موجود.

..............................................................

اللواء محمد إبن رجب الشافعي

الجيش اللبناني الفلسفي الثوري

الأحـــــــد 1\1\2012مــــــــــــــــــــ