أحسن الحراك الثوري حين وقف بقوة في وجه الوثيقة التي تسعى إلى تزوير الثورة السورية على رؤوس الأشهاد، وأحسن شباب حمص وغيرهم في رفع الكرت الأصفر لبرهان غليون، وأحسن الإخوان المسلمون في سورية حين اعتبروا أن الوثيقة لا تمثلهم وأنها تحمل الكثير من الشك والريبة والضبابية وفوق هذا لم يتم استشارة المجلس الوطني وأمانته العامة، وأحسن إعلان دمشق حين رفض الوثيقة واعتبرها منافية للثورة والحراك الثوري ولا تمثل إلا من وقعوها، وأحسن كثير من أعضاء المجلس الوطني الذين هددوا بتجميد العضوية إن لم يتم التراجع عن هذه الوثيقة الخطيرة، ونحن هنا في سوريون نت نود رصد بعض المآخذ على هذه الوثيقة:
١- لمسنا ديكتاتورية وشمولية واستبدادا عجيبا، فالثوار الذين هم جمهور الحراك السياسي يتم تجاهلهم وتجاهل مطالبهم، ولا تزال بعض القوى السياسية التقليدية تظن نفسها أنها تقود الشارع وتفرض رأيها عليه، بينما أثبتت الثورات العربية أن الشارع والثوار هم من يقودوا القوى السياسية التي أثبتت عجزها وفشلها عن تحريك مظاهرة من بضع أشخاص في سورية طوال عقود، وبالتالي على القوى السياسية التقليدية أن تكون خادمة للثورة ولا تخدع نفسها بوضع أجندتها قبل أجنده الثورة، فالثوار والمتظاهرون طلبوا منذ أشهر حماية دولية وحظر جوي ودعم الجيش الحر وتدخل عسكري فلم تجاهل كل هذه المطالب وفرض أجندة سياسية لا تسمن ولا تغني من جوع للثوار الذين يقدمون أرواحهم يوميا على مذبح الحرية ..
٢- لم يمارس غليون وصحبه ممن وقعوا على الوثيقة الديمقراطية حتى مع شركائهم والدليل هو بيان الإخوان المسلمين وكذلك تصريحات قادة إعلان دمشق عن تجاهل غليون للأمانة العامة وللمجلس الوطني وقيامه بالتوقيع لوحده دون ان يستشير أحدا، إذن فكيف سيمارس غليون الديمقراطية مع الثورة والمتظاهرين الذين لولاهم لما كان شيئا..
٣- الوثيقة ترفض التدخل الأجنبي والعسكري وتطالب بحماية المدنيين بكافة الأشكال ولا ندري كيف يمكن حماية المدنيين من إجرام الشبيحة والقتلة والمجرمين الأسديين بدون تدخل أجنبي، بينما تتحدث الوثيقة عن تدخل عربي، ولا ندري هل من يقولون هذا عقلاء ، فهل سيكون هناك تدخل عربي ومن سيجرؤ على التدخل العربي وهو يعرف أن النتيجة ستكون ردا إيرانيا وغير إيراني..
4- الوثيقة تتحدث عن المرحلة الانتقالية بعد سقوط النظام السوري ولم تتحدث طبعا عن إسقاط النظام، وهو تعبير خبيث جدا، بمعنى أنها رسالة للثوار هي إذهبوا فقاتلوا لوحدكم وليس لدينا أي حل لمساعدتكم، ونحن ننتظر لنحصد تضحياتكم وفقط ..
الرسالة الأخيرة لغليون هي أن هيئة التنسيق تمكنت من شق صف الثورة من خلال خديعته و خطفه على حساب الثورة وهو ما يساعد النظام ويخدمه بشكل كامل وهو ما كان يتمناه النظام، وهو أن يرى الثوار يختلفون، فالهيئة منذ اليوم الأول إنما كانت خادمة للنظام ومعادية للثورة وهو ما تجلى بتسمية جمعة هيئة التنسيق لا تمثلني ..
سوريون نت