البوطي إذا بطبط
خالد المحاميد
لا نأخذ على البوطي إلا نفاقه وتحريضه على قتل المواطنين السوريين علنا
ثم كذبه على رؤس الإشهاد حين وصف من يصلون خلفه ممن خالفوه في محبته لعصابة آل الأسد، بأنهم كفار جباههم لا تعرف السجود لله
عجبا.. لم يحدث في التاريخ الإسلامي أن خرج إمام على الناس ووصف من يصلون خلفه بأنهم كفار، إن هذه وحدها كافية لنبصق في وجه البوطي لأننا تيقنا من كذبه فيها.
كنا نقول أن البوطي جبان وخائف من بطش عصابة آل الأسد، فنعذره على صمته، وحتى حين أفتى بجواز الصلاة لصورة بشار الأسد، قلنا أن الشيخ شاخ وبدأ يهذي حتى أن الكاتب السوري إياد شربجي قالها صراحة "على أولاد البوطي أن يحجزوا على والدهم لأنه بدا يخرف" وكلمة يخرف خفيفة جدا ليوصف بها البوطي المنافق والكذاب، والذي لا يكتفي بالتغطية على أكاذيب عصابة آل الأسد بل يزيد كذبا على كذبهم، فحين اتهمت عصابة آل الأسد القاعدة بالتفجيرين الذين حدثا في مبنى المخابرات العامة وأحد فروع التحقيق صباح يوم الجمعة 23/12/2011 خرج البوطي في نفس اليوم وعلى منبر الجامع الأموي ليتهم رئيس المجلس الوطني برهان غليون بأنه وراء التفجيرين، الشيء الذي لم تجرؤ حتى عصابة آل الأسد نفسها، وهي أكذب من وجد على وجه الأرض منذ آدم حتى اليوم أن تدعي ذلك.
جاء في لسان العرب: البط المهانة والضعف، ومنها بطبط الرجل ضعف وانحل من مهانة، وفـي حديث النبـي صلى الله عليه وسلم : اللهم لا تَبِطْنـي بعد إِذا رَفَعْتنـي أَي لا تُهِنِّـي وتَضَعْنـي.
والوابِطُ: الخَسيسُ، والجَبَانُ الضعيف، والبوط معروف هو نوع من الأحذية لها رقبة، و البَطِيطُ: العَجيب من الكَذِبُ؛ يقال: جاء بأَمْر بَطِيطٍ أَي عجيب؛ والبوطي أعجب من يكذب لأن كذبه مفضوح ونفاقه بين.
ولكن ألا نسأل لماذا وصل البوطي إلى هذا الدرك من السفالة والانحطاط؟
هل الرجل مأخوذ عليه ومضطر؟ هل عليه مماسك أخلاقية تجعله يخضع كل هذا الخضوع المهين لعصابة آل الأسد؟ وهل صحيح أن عصابة آل الأسد تختار للمناصب الدينية من تسجل عليه مواقف مشينة حتى يبقى تحت سيطرتها؟
أسئلة كثيرة يطرحها المواطنون السوريون عن علة البوطي الذي تنكر لما جاء به محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام عن ربه، والذي دعا إلى الحق والعدالة والمساواة، فهل عصابة آل الأسد يقوم حكمها على الحق؟ وهل في حكمها عدالة؟ وهل تساوي بين الناس؟
سنفترض أن المواطنين السوريين الذين ثاروا على عصابة آل الأسد مخطئون كما يظن البوطي، فهل يجوز تكفيرهم بقوله "جباههم لم تعرف السجود لله" فهذه عبارة مكفرة، فمن لم يعرف جبينه السجود لله فهو كافر بإجماع العلماء، فهل كشف البوطي عن قلوب الناس فعرف أنهم كفار، وهل راقبهم في بيوتهم وتأكد بأنهم لم يسجدوا لله، وماذا سيقول لرب العالمين حين يسأله، الم تراهم وهم يسجدون في الجامع الأموي، ثم أقسمت بأن جباههم لم تعرف السجود لله، فإن كانوا في رحاب المسجد الأموي لا يسجدون لله، فلمن إذا كانوا يسجدون؟ وإذا نقلنا هذه القضية إلى المستوى الفقهي، فالسنة إذا كان البوطي سنيا اجمعوا على أن الإيمان قول وعمل، وأن الكفر يكون بالاستحلال، والاعتقاد، والتكذيب، والجحود، ولهذا يكون الكفر بالقول ويكون الكفر بالعمل، فهل بلغ البوطي أن من صلوا وراءه وكفرهم استحلوا حراما؟ وهل تيقن من كفرهم بالعقيدة، وهل سمعهم يكذّبون الله ورسوله، فإن قال لا وهو أمر مؤكد لأنه لا يستطيع عمليا أن يمتحن جميع الناس ويتحقق من كفرهم ، فيكون قد افترى على الله، فينطبق عليه بذلك قوله تعالى " فمن افترى على الله الكذب من بعد ذلك فأولئك هم الظالمون"
وبالمقابل يحق لنا أن نسأل البوطي، هل من سجد لغير الله يكون كافرا، وهل من سب الله ورسوله واستهزأ بدينه ودنس مساجده يكون كافرا، فإن قال نعم، نقول له انظر ما يصنع شبيحة عصابة آل الأسد، فهم يسبون الله ورسوله علنا، ويستهزئون بدين الله، ويدنسون مساجده، فإن لم تفت بكفرهم، فأنت أحد شخصين إما أن تكون جبانا وتخاف من عقوبة هؤلاء الكفرة، أو أنت مقر بما هم عليه، فإن كنت جبانا وتخاف العقوبة فهذا نقص في إيمانك، وأنت تعلم "أن أعظم الجهاد عند الله كلمة حق عند سلطان جائر" وإن كنت تقرهم على ما هم فيه من كفر فأنت منهم، وشتان بين يهتف بالشارع الله اكبر، ومالنا غير الله ، ويا ألله انصرنا، وبين من يهتف البعث ديني وبشار ربي، فيالك من شيخ ضال ومضل.
وإذا ذهبنا مع البوطي إلى ابعد من ذلك وافترضنا أنه يعتقد عن حق كفر المتظاهرين خاصة ممن صلوا خلفه ووصفهم بأن جباههم لم تسجد لله، وعلى افتراض كفرهم، ألا يقتدي البوطي برسول الله، أم أنه لم يقرأ قوله تعالى " أدع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين" النحل 125
لم يقل سبحانه وتعالى اقتلهم أو عذبهم أو اسجنهم أو اغتصب نساءهم واسحل أطفالهم، بل قال جادلهم بالتي هي أحسن، فهو اعلم بمن ضل وليس البوطي الذي لا يعلم ما في الصدور، فقد يكون في من كفرتهم رجلا يملأ الإيمان قلبه، ولا يظهر ذلك عليه، وقد يكون في من تراه أنت ضالا، يراه الله في قادم الأيام أكثر تقى منك، لذلك قال سبحانه " هو أعلم بمن ضل" وليس أنت أيها البوطي.
إذا عدنا إلى سؤال مالذي جعل البوطي ينحط إلى هذا الدرك من الابتذال، يجب علينا أن نقرأ تاريخه، ومؤلفاته، ونفهم مقولاته.
يعتقد البوطي بالجبرية، وقد نثر كثيرا من مقولاته السخيفة في هذا الشأن بكتبه الكثيرة ، وعلى الرغم من نفاقه بمشاركة المفكر العلماني الطيب تيزيني في كتاب "الاسلام والعصر تحديات وآفاق " إلا أن البوطي لا يؤمن بكلمة واحدة مما قاله في هذا الكتاب، وأنا لا أزعم بأني قرأت جميع كتبه، لذلك اخترت عينات من أقواله تثبت بما لا يدع مجالا للشك، كذبه ونفاقه وجهله.
ترجم محمد سعيد رمضان البوطي الكردي الأصل في مطلع حياته الرواية الكردية " ممو زين، قصة حب" وهي رواية للكاتب والشاعر الكردي أحمد خاني، سرديتها تتوسل أسلوب "ألف ليلة وليلة" من حيث المناخات السحرية والتعلق بالعشق والوصال المحرم، ولعل ترجمته لهذه الرواية في وقت مبكر من حياته، تشي بميوله الأخلاقية منذ مرحلة الشباب، كرجل منافق يتلطى بعمامة الشيوخ ليشيع الفساد في الأرض.
فالبوطي يعتبر أن الإنسان مجرد بهيمة لا حول له ولا قوة ولا قدرة له على التفكير والاختيار، ولأن البوطي جبان، اعتنق عن عمد مذهب الجبرية الذي يساوي بين الإنسان والحيوان، فهذا المذهب يبرر له أن يقول أن الإنسان لا يملك من أمره شيئا فيقول في كتابه "حرية الإنسان في ظل عبودية الله " إن الإنسان منفعل بالفكر والعقل وليس فاعلا لشيء منه ، ذلك لأن الوعي أشرق من دماغه دون تسبب أو قصد منه" .... " أنه يمارس قوته من خلال النشاط والأعمال التي ينهض بها ، غير أنه منفعل بتلك القوة وليس فاعلا لشيء" ص12
وفي نفس الكتاب يقول " الإنسان جهاز استقبال بل هو مجرد شاشة استقبال" ص 15 وهو ما يعني أن الإنسان مجرد من أي قدرة، وأن قدره هو أن يستسلم لما يملى عليه، فهي مقدرات لا يملك لها دفعا، وهو ما يؤكده في قوله" إن الإنسان مطبوع بطابع العبودية من فرقه إلى قدمه، ومن ظاهره إلى باطنه، أنه مجرد مخزن للطاقات وقدرات شتى، يصطبغ بها ولا يتحكم بشئ منها ، وهذه حقيقة علمية لا تتوقف على معتقد ديني .
فالإنسان في مفهوم البوطي هو مجرد عبد، ليس لله كما يقول أهل السنة والجماعة ، وإنما هو عبد بالمطلق، ولم يقل لنا البوطي إلى من يحيل هذه العبودية، ولكونها حقيقة علمية كما يدعي، فما هي هذه الحقيقة، وكيف توصل إليها البوطي، هل استقاها من القرآن الكريم مثلا، متجاهلا قوله تعالى " فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر" والمشيئة هنا هي القدرة على الاختيار، ثم ماذا عن الأمانة التي عرضها الله على الجبال فأبين حملها ، وحملها الإنسان" أليست هي قدرته على الاختيار " وهديناه النجدين" ليختر لنفسه أي الطريقين يسلك.
والجبرية مثل البوطي ليسوا على إجماع السنة، فقد انفردوا في مسائل، منها غلوهم في إثبات القدر والمشيئة وينفون أفعال العباد ، ويقولون : العبد مجبور ليس له اختيار في أفعاله ، وإنما يحرك كما تحرك الريشة في الهواء ، أو هو كالميت بين يدي الغاسل يقلبه ، ليس له اختيار . فهم غلوا في إثبات القدر وإرادة الله سبحانه وتعالى ، ونفوا أفعال العباد ، واعتبروهم مجبرين على أفعالهم ليس لهم فيها اختيار ولا مشيئة ، ولذلك سموا بالجبرية لأنهم يقولون بالجبر، ولا ندري كيف يحاسب الله الناس على ما أجبرهم عليه؟
وأما أهل السنة فقد شقوا طريقا وسطا بين المعتزلة الذين انفردوا بقدرة الإنسان على ممارسة حريته كاملة، وبين الجبرية فقالوا "أن للعبد فعلا ومشيئة واختيارا ، ولكنه لا يخرج بذلك عن مشيئة الله وإرادته ، فأثبتوا للعبد مشيئة واختيارا وإرادة وأفعالا ، خلافا للجبرية ، ولكنه لا يخرج عن قضاء الله وقدره ، خلافا للقدرية ، وهذا هو الذي تدل عليه الأدلة من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، فلولا أن للعبد مشيئة واختيارا وقدرة لما عذبه الله على أفعاله ، فلو كان مجبرا – كما تقوله الجبرية – لم يعذبه الله على أفعال ليس له فيها اختيار .
ومن أدلة أهل السنة والجماعة قوله تعالى : لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ [ التكوير : 28 ، 29 ] ، قوله أيضاً " لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ" دل على أن الإنسان يستقيم على طاعة الله بمشيئته لا يجبر على ذلك ، إما أن يستقيم وإما أن يعصي ، فهو الذي يؤمن وهو الذي يكفر ، وهو المؤمن ، والكافر ، والفاسق ، والزاني ، والسارق ، والشارب ، هو نفسه ،فأثبت للعبد مشيئة في قوله : لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ ، ثم قال : وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ، هذا رد على القدرية ، فأول الآية رد على الجبرية ، وآخرها رد على القدرية ، فالآية فيها رد على الطائفتين .
ويتضح من ذلك أن البوطي ليس من أهل السنة والجماعة، ويتضح تناقضه وكذبه في كتابه " اللامذهبية اخطر بدعة تهدد الشريعة الإسلامية " فهو يدعوا فيه إلى الفرقة والتمذهب وهو نفسه يقول في هذا الكتاب ص 11 "أن بعض الناس نعتني بالجهل والمتقول والكاذب"وأنا أقول أن من نعتوه بذلك كانوا على حق فليس أجهل منه في الإسلام، وإنما هو محتال متكلم يجيد سبك الكلام متناقضة ومتآلفة، فيدلس على الناس، ففي كتابه هذا يعتذر عن خطأ ما فهمه الناس عنه ، ولكنه يعيد تكرار مثالبه مصرا على خطئه .
فالبوطي ليس جديدا في الفتنة فهذا الكتاب يعود إلى عام 1985 وقد خرج على الناس يومها داعيا إلى فرقة المسلمين، ولو اتسع المقال لذكرت لكم ماذا قال عنه علماء الشام وبماذا وصفوه وليس أكثرها الكذب والتلفيق
ومع كل هذه الأكاذيب يأخذ البوطي على الألباني تعصبه المذهبي فيقول في كتابه عن الشيخ الألباني " لا يزال حتى الآن يجادل بالباطل ويتعصب للمذهبية يجب نبذ المذهبية والاجتماع على كلمة سواء" وهل هناك نفاق ودجل أكثر من أن تدعو للتمذهب في كتاب وتدعو إلى نبذها في كتاب أخر.
إن البوطي ليس سوى أداة بيد عصابة آل الأسد وهو إمعة يعترف بذلك علنا، وأنه لا يملك من أمره شيئا، وان الله قدر عليه كذبه ونفاقه وموالاته للظالمين ، ولي عودة للبوطي وتشنيعاته مرة أخرى
خالد المحاميد
لا نأخذ على البوطي إلا نفاقه وتحريضه على قتل المواطنين السوريين علنا
ثم كذبه على رؤس الإشهاد حين وصف من يصلون خلفه ممن خالفوه في محبته لعصابة آل الأسد، بأنهم كفار جباههم لا تعرف السجود لله
عجبا.. لم يحدث في التاريخ الإسلامي أن خرج إمام على الناس ووصف من يصلون خلفه بأنهم كفار، إن هذه وحدها كافية لنبصق في وجه البوطي لأننا تيقنا من كذبه فيها.
كنا نقول أن البوطي جبان وخائف من بطش عصابة آل الأسد، فنعذره على صمته، وحتى حين أفتى بجواز الصلاة لصورة بشار الأسد، قلنا أن الشيخ شاخ وبدأ يهذي حتى أن الكاتب السوري إياد شربجي قالها صراحة "على أولاد البوطي أن يحجزوا على والدهم لأنه بدا يخرف" وكلمة يخرف خفيفة جدا ليوصف بها البوطي المنافق والكذاب، والذي لا يكتفي بالتغطية على أكاذيب عصابة آل الأسد بل يزيد كذبا على كذبهم، فحين اتهمت عصابة آل الأسد القاعدة بالتفجيرين الذين حدثا في مبنى المخابرات العامة وأحد فروع التحقيق صباح يوم الجمعة 23/12/2011 خرج البوطي في نفس اليوم وعلى منبر الجامع الأموي ليتهم رئيس المجلس الوطني برهان غليون بأنه وراء التفجيرين، الشيء الذي لم تجرؤ حتى عصابة آل الأسد نفسها، وهي أكذب من وجد على وجه الأرض منذ آدم حتى اليوم أن تدعي ذلك.
جاء في لسان العرب: البط المهانة والضعف، ومنها بطبط الرجل ضعف وانحل من مهانة، وفـي حديث النبـي صلى الله عليه وسلم : اللهم لا تَبِطْنـي بعد إِذا رَفَعْتنـي أَي لا تُهِنِّـي وتَضَعْنـي.
والوابِطُ: الخَسيسُ، والجَبَانُ الضعيف، والبوط معروف هو نوع من الأحذية لها رقبة، و البَطِيطُ: العَجيب من الكَذِبُ؛ يقال: جاء بأَمْر بَطِيطٍ أَي عجيب؛ والبوطي أعجب من يكذب لأن كذبه مفضوح ونفاقه بين.
ولكن ألا نسأل لماذا وصل البوطي إلى هذا الدرك من السفالة والانحطاط؟
هل الرجل مأخوذ عليه ومضطر؟ هل عليه مماسك أخلاقية تجعله يخضع كل هذا الخضوع المهين لعصابة آل الأسد؟ وهل صحيح أن عصابة آل الأسد تختار للمناصب الدينية من تسجل عليه مواقف مشينة حتى يبقى تحت سيطرتها؟
أسئلة كثيرة يطرحها المواطنون السوريون عن علة البوطي الذي تنكر لما جاء به محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام عن ربه، والذي دعا إلى الحق والعدالة والمساواة، فهل عصابة آل الأسد يقوم حكمها على الحق؟ وهل في حكمها عدالة؟ وهل تساوي بين الناس؟
سنفترض أن المواطنين السوريين الذين ثاروا على عصابة آل الأسد مخطئون كما يظن البوطي، فهل يجوز تكفيرهم بقوله "جباههم لم تعرف السجود لله" فهذه عبارة مكفرة، فمن لم يعرف جبينه السجود لله فهو كافر بإجماع العلماء، فهل كشف البوطي عن قلوب الناس فعرف أنهم كفار، وهل راقبهم في بيوتهم وتأكد بأنهم لم يسجدوا لله، وماذا سيقول لرب العالمين حين يسأله، الم تراهم وهم يسجدون في الجامع الأموي، ثم أقسمت بأن جباههم لم تعرف السجود لله، فإن كانوا في رحاب المسجد الأموي لا يسجدون لله، فلمن إذا كانوا يسجدون؟ وإذا نقلنا هذه القضية إلى المستوى الفقهي، فالسنة إذا كان البوطي سنيا اجمعوا على أن الإيمان قول وعمل، وأن الكفر يكون بالاستحلال، والاعتقاد، والتكذيب، والجحود، ولهذا يكون الكفر بالقول ويكون الكفر بالعمل، فهل بلغ البوطي أن من صلوا وراءه وكفرهم استحلوا حراما؟ وهل تيقن من كفرهم بالعقيدة، وهل سمعهم يكذّبون الله ورسوله، فإن قال لا وهو أمر مؤكد لأنه لا يستطيع عمليا أن يمتحن جميع الناس ويتحقق من كفرهم ، فيكون قد افترى على الله، فينطبق عليه بذلك قوله تعالى " فمن افترى على الله الكذب من بعد ذلك فأولئك هم الظالمون"
وبالمقابل يحق لنا أن نسأل البوطي، هل من سجد لغير الله يكون كافرا، وهل من سب الله ورسوله واستهزأ بدينه ودنس مساجده يكون كافرا، فإن قال نعم، نقول له انظر ما يصنع شبيحة عصابة آل الأسد، فهم يسبون الله ورسوله علنا، ويستهزئون بدين الله، ويدنسون مساجده، فإن لم تفت بكفرهم، فأنت أحد شخصين إما أن تكون جبانا وتخاف من عقوبة هؤلاء الكفرة، أو أنت مقر بما هم عليه، فإن كنت جبانا وتخاف العقوبة فهذا نقص في إيمانك، وأنت تعلم "أن أعظم الجهاد عند الله كلمة حق عند سلطان جائر" وإن كنت تقرهم على ما هم فيه من كفر فأنت منهم، وشتان بين يهتف بالشارع الله اكبر، ومالنا غير الله ، ويا ألله انصرنا، وبين من يهتف البعث ديني وبشار ربي، فيالك من شيخ ضال ومضل.
وإذا ذهبنا مع البوطي إلى ابعد من ذلك وافترضنا أنه يعتقد عن حق كفر المتظاهرين خاصة ممن صلوا خلفه ووصفهم بأن جباههم لم تسجد لله، وعلى افتراض كفرهم، ألا يقتدي البوطي برسول الله، أم أنه لم يقرأ قوله تعالى " أدع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين" النحل 125
لم يقل سبحانه وتعالى اقتلهم أو عذبهم أو اسجنهم أو اغتصب نساءهم واسحل أطفالهم، بل قال جادلهم بالتي هي أحسن، فهو اعلم بمن ضل وليس البوطي الذي لا يعلم ما في الصدور، فقد يكون في من كفرتهم رجلا يملأ الإيمان قلبه، ولا يظهر ذلك عليه، وقد يكون في من تراه أنت ضالا، يراه الله في قادم الأيام أكثر تقى منك، لذلك قال سبحانه " هو أعلم بمن ضل" وليس أنت أيها البوطي.
إذا عدنا إلى سؤال مالذي جعل البوطي ينحط إلى هذا الدرك من الابتذال، يجب علينا أن نقرأ تاريخه، ومؤلفاته، ونفهم مقولاته.
يعتقد البوطي بالجبرية، وقد نثر كثيرا من مقولاته السخيفة في هذا الشأن بكتبه الكثيرة ، وعلى الرغم من نفاقه بمشاركة المفكر العلماني الطيب تيزيني في كتاب "الاسلام والعصر تحديات وآفاق " إلا أن البوطي لا يؤمن بكلمة واحدة مما قاله في هذا الكتاب، وأنا لا أزعم بأني قرأت جميع كتبه، لذلك اخترت عينات من أقواله تثبت بما لا يدع مجالا للشك، كذبه ونفاقه وجهله.
ترجم محمد سعيد رمضان البوطي الكردي الأصل في مطلع حياته الرواية الكردية " ممو زين، قصة حب" وهي رواية للكاتب والشاعر الكردي أحمد خاني، سرديتها تتوسل أسلوب "ألف ليلة وليلة" من حيث المناخات السحرية والتعلق بالعشق والوصال المحرم، ولعل ترجمته لهذه الرواية في وقت مبكر من حياته، تشي بميوله الأخلاقية منذ مرحلة الشباب، كرجل منافق يتلطى بعمامة الشيوخ ليشيع الفساد في الأرض.
فالبوطي يعتبر أن الإنسان مجرد بهيمة لا حول له ولا قوة ولا قدرة له على التفكير والاختيار، ولأن البوطي جبان، اعتنق عن عمد مذهب الجبرية الذي يساوي بين الإنسان والحيوان، فهذا المذهب يبرر له أن يقول أن الإنسان لا يملك من أمره شيئا فيقول في كتابه "حرية الإنسان في ظل عبودية الله " إن الإنسان منفعل بالفكر والعقل وليس فاعلا لشيء منه ، ذلك لأن الوعي أشرق من دماغه دون تسبب أو قصد منه" .... " أنه يمارس قوته من خلال النشاط والأعمال التي ينهض بها ، غير أنه منفعل بتلك القوة وليس فاعلا لشيء" ص12
وفي نفس الكتاب يقول " الإنسان جهاز استقبال بل هو مجرد شاشة استقبال" ص 15 وهو ما يعني أن الإنسان مجرد من أي قدرة، وأن قدره هو أن يستسلم لما يملى عليه، فهي مقدرات لا يملك لها دفعا، وهو ما يؤكده في قوله" إن الإنسان مطبوع بطابع العبودية من فرقه إلى قدمه، ومن ظاهره إلى باطنه، أنه مجرد مخزن للطاقات وقدرات شتى، يصطبغ بها ولا يتحكم بشئ منها ، وهذه حقيقة علمية لا تتوقف على معتقد ديني .
فالإنسان في مفهوم البوطي هو مجرد عبد، ليس لله كما يقول أهل السنة والجماعة ، وإنما هو عبد بالمطلق، ولم يقل لنا البوطي إلى من يحيل هذه العبودية، ولكونها حقيقة علمية كما يدعي، فما هي هذه الحقيقة، وكيف توصل إليها البوطي، هل استقاها من القرآن الكريم مثلا، متجاهلا قوله تعالى " فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر" والمشيئة هنا هي القدرة على الاختيار، ثم ماذا عن الأمانة التي عرضها الله على الجبال فأبين حملها ، وحملها الإنسان" أليست هي قدرته على الاختيار " وهديناه النجدين" ليختر لنفسه أي الطريقين يسلك.
والجبرية مثل البوطي ليسوا على إجماع السنة، فقد انفردوا في مسائل، منها غلوهم في إثبات القدر والمشيئة وينفون أفعال العباد ، ويقولون : العبد مجبور ليس له اختيار في أفعاله ، وإنما يحرك كما تحرك الريشة في الهواء ، أو هو كالميت بين يدي الغاسل يقلبه ، ليس له اختيار . فهم غلوا في إثبات القدر وإرادة الله سبحانه وتعالى ، ونفوا أفعال العباد ، واعتبروهم مجبرين على أفعالهم ليس لهم فيها اختيار ولا مشيئة ، ولذلك سموا بالجبرية لأنهم يقولون بالجبر، ولا ندري كيف يحاسب الله الناس على ما أجبرهم عليه؟
وأما أهل السنة فقد شقوا طريقا وسطا بين المعتزلة الذين انفردوا بقدرة الإنسان على ممارسة حريته كاملة، وبين الجبرية فقالوا "أن للعبد فعلا ومشيئة واختيارا ، ولكنه لا يخرج بذلك عن مشيئة الله وإرادته ، فأثبتوا للعبد مشيئة واختيارا وإرادة وأفعالا ، خلافا للجبرية ، ولكنه لا يخرج عن قضاء الله وقدره ، خلافا للقدرية ، وهذا هو الذي تدل عليه الأدلة من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، فلولا أن للعبد مشيئة واختيارا وقدرة لما عذبه الله على أفعاله ، فلو كان مجبرا – كما تقوله الجبرية – لم يعذبه الله على أفعال ليس له فيها اختيار .
ومن أدلة أهل السنة والجماعة قوله تعالى : لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ [ التكوير : 28 ، 29 ] ، قوله أيضاً " لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ" دل على أن الإنسان يستقيم على طاعة الله بمشيئته لا يجبر على ذلك ، إما أن يستقيم وإما أن يعصي ، فهو الذي يؤمن وهو الذي يكفر ، وهو المؤمن ، والكافر ، والفاسق ، والزاني ، والسارق ، والشارب ، هو نفسه ،فأثبت للعبد مشيئة في قوله : لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ ، ثم قال : وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ، هذا رد على القدرية ، فأول الآية رد على الجبرية ، وآخرها رد على القدرية ، فالآية فيها رد على الطائفتين .
ويتضح من ذلك أن البوطي ليس من أهل السنة والجماعة، ويتضح تناقضه وكذبه في كتابه " اللامذهبية اخطر بدعة تهدد الشريعة الإسلامية " فهو يدعوا فيه إلى الفرقة والتمذهب وهو نفسه يقول في هذا الكتاب ص 11 "أن بعض الناس نعتني بالجهل والمتقول والكاذب"وأنا أقول أن من نعتوه بذلك كانوا على حق فليس أجهل منه في الإسلام، وإنما هو محتال متكلم يجيد سبك الكلام متناقضة ومتآلفة، فيدلس على الناس، ففي كتابه هذا يعتذر عن خطأ ما فهمه الناس عنه ، ولكنه يعيد تكرار مثالبه مصرا على خطئه .
فالبوطي ليس جديدا في الفتنة فهذا الكتاب يعود إلى عام 1985 وقد خرج على الناس يومها داعيا إلى فرقة المسلمين، ولو اتسع المقال لذكرت لكم ماذا قال عنه علماء الشام وبماذا وصفوه وليس أكثرها الكذب والتلفيق
ومع كل هذه الأكاذيب يأخذ البوطي على الألباني تعصبه المذهبي فيقول في كتابه عن الشيخ الألباني " لا يزال حتى الآن يجادل بالباطل ويتعصب للمذهبية يجب نبذ المذهبية والاجتماع على كلمة سواء" وهل هناك نفاق ودجل أكثر من أن تدعو للتمذهب في كتاب وتدعو إلى نبذها في كتاب أخر.
إن البوطي ليس سوى أداة بيد عصابة آل الأسد وهو إمعة يعترف بذلك علنا، وأنه لا يملك من أمره شيئا، وان الله قدر عليه كذبه ونفاقه وموالاته للظالمين ، ولي عودة للبوطي وتشنيعاته مرة أخرى