قال كليلة لدمنة : أرأيت ما حدث في الأجمة يوم الجمعة ؟؟
قال دمنة : وما حدث ؟
جِيء بالقتلى جُثثا مُمَزعة و أشلاءا مُوَزعة ، و ألقوها في وسط الغاب عند تمجع القطعان و الأسراب فقالوا هذا فعل من اندَسَّ فينا فَذَبَّحَ أهلنا و ذوينا .
... و بدأ عويل أبناء الذئب و ضباعه ، فَمِن رافِعٍ
لأشلائهم و من باكٍ على دماءهم .
و أصبح حُمُر الوحش و الغزلان و الفيلة و الثيران يتساءلون : متى ذلك كان ؟
فصاح ذئب : للتو من برهة .
فقالوا : و أين ذلك كان ؟
فقال ذئب آخر : عند مهجع الذئاب في أسفل الغاب .
فهام القوم على وجوههم ، فَمِن فيل يلوح بأذنيه إلى غزال يحك كتفه بقرنية .
قال دمنة : و ما قولك أنت ؟ من القاتل لهم ؟
قال كليلة : سمعت فيلا يقول : ما القاتل لهم إلا الباكي عليهم .
قال دمنة : صدق .
قال كليلة : كيف صدق ؟؟
قال دمنة : أوليس يوم الجمعة هو اليوم الذي جاء فيه سرب الغربان ، ليعرف الحق من البهتان ؟
قال كليلة : نعم هو كذلك .
قال دمنة : و هل مر علينا في الغاب يوم قُتل فيه أهل الغاب فجأة و مزقت أشلاؤهم و سقيت بالأرض دماؤهم ثم اختفى قتلتهم كاختفاء الظل في قلب النهار ؟
قال كليلة لا : و إنما اعتدنا على قتل الذئاب لنا بالمخالب و الأنياب و ما علمنا قاتلا غيرهم .
قال كليلة : قتلهم الذئاب ثم جاؤوا بهم على عجل و مزقوا أشلاءهم ليُدخلوا في قلوبنا الوجل ، و ليظهروا أمام الغربان بأنهم مظلومون على قتلنا لا يلامون .
قال دمنة : نعم صدق الفيل : ما القاتل لهم إلا الباكي عليهم .
بقلم :رضوان القادري.
قال دمنة : وما حدث ؟
جِيء بالقتلى جُثثا مُمَزعة و أشلاءا مُوَزعة ، و ألقوها في وسط الغاب عند تمجع القطعان و الأسراب فقالوا هذا فعل من اندَسَّ فينا فَذَبَّحَ أهلنا و ذوينا .
... و بدأ عويل أبناء الذئب و ضباعه ، فَمِن رافِعٍ
لأشلائهم و من باكٍ على دماءهم .
و أصبح حُمُر الوحش و الغزلان و الفيلة و الثيران يتساءلون : متى ذلك كان ؟
فصاح ذئب : للتو من برهة .
فقالوا : و أين ذلك كان ؟
فقال ذئب آخر : عند مهجع الذئاب في أسفل الغاب .
فهام القوم على وجوههم ، فَمِن فيل يلوح بأذنيه إلى غزال يحك كتفه بقرنية .
قال دمنة : و ما قولك أنت ؟ من القاتل لهم ؟
قال كليلة : سمعت فيلا يقول : ما القاتل لهم إلا الباكي عليهم .
قال دمنة : صدق .
قال كليلة : كيف صدق ؟؟
قال دمنة : أوليس يوم الجمعة هو اليوم الذي جاء فيه سرب الغربان ، ليعرف الحق من البهتان ؟
قال كليلة : نعم هو كذلك .
قال دمنة : و هل مر علينا في الغاب يوم قُتل فيه أهل الغاب فجأة و مزقت أشلاؤهم و سقيت بالأرض دماؤهم ثم اختفى قتلتهم كاختفاء الظل في قلب النهار ؟
قال كليلة لا : و إنما اعتدنا على قتل الذئاب لنا بالمخالب و الأنياب و ما علمنا قاتلا غيرهم .
قال كليلة : قتلهم الذئاب ثم جاؤوا بهم على عجل و مزقوا أشلاءهم ليُدخلوا في قلوبنا الوجل ، و ليظهروا أمام الغربان بأنهم مظلومون على قتلنا لا يلامون .
قال دمنة : نعم صدق الفيل : ما القاتل لهم إلا الباكي عليهم .
بقلم :رضوان القادري.