بسم الله الرحمن الرحيم



نقلا عن موقع "يقال" للكاتب فارس خشــّـــان

: ((المراقبون مجرد مزحة عربية سمجة

أن نظاما ارتكب مجازر بحق شعبه، مما جعله مسؤولا عن توليد العنف في مجتمعه، لا يُرسل إليه مراقبون، إنما لجان تحقيق تتمتع بالخبرة و الدراية و الوسائل العلمية المتقدمة، حتى إذا ثبت ما يروى عن جرائمه، أحيل على المحاكم المختصة، و تعرّض لعقوبات تدريجية، تصل الى حد استعمال القوة!))



لكن على كل حال لم يكن أحد يتوقع حتى أن تبادر جامعة الدول العربية إلى القيام بهذه المزحة، كان المعتقد أنها ليست سوى جثة هامدة، لا بأس لقد أثبتت أنها مريضة فقط، و لعلها تتحسن و تدخل دور النقاهة، و تبدي بعض الجدية، و الأمل البعيد أن تصح هذه الجامعة و تصير جادة كفاية حتى يحسب لها طواغيت العرب ألف حساب، قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه و رضي عنه: "من أمن العقوبة أساء الأدب"، و الحكام العرب رؤساء الجمهوريات خاصة تمادوا في سوء الأدب مع الله و الناس، حتى الإجرام و التنكيل بمن ينصحهم أو يطالب بحقه ما يخرجهم من الإنسانية، و الحكم بآرائهم الخائبة ما يخرجهم من الإسلام و الطاعة و العدل و يدخلهم في الكفر و الفسوق الظلم.

متى تصير هذه الجامعة كما يجب أن تكون، مكتفية متقومة بذاتها، على كل حال ماضيها في لبنان في السبعينات من القرن الماضي يجعل المتفائل يستبشر خيرا بمستقبلها القريب، فهي تبدوا أنها تزداد جدية و احساسا بالمسؤولية، و أن كانت البداية من تحت الصفر و هي الآن قد تعدت الصفر أو عند الصفر، و بدأت تقوم بأضعف المتوجب عليها. و ربما يضطرها مصيبة الشعب السوري في نظامه الكافر و المجرم و تحركات إيران المجرمة الغبية إلى التصرف بالجدية المرجوة منها.