[right] أخيرا رايت الله غاضبا
خالد المحاميد
----------------------------------------
لو بحثت في كل جوانب الأرض، وقرأت التاريخ الإنساني كله سنة بعد سنة، لو نفضت حصيرة التاريخ، وفتشت عن كل الأنذال الذي عبروا فيه، لو نبشت صفحات المؤرخين منذ هيرودوت وحتى القذافي، لن تجد أكثر نذالة ولا أخبث معدنا من عصابة آل الأسد.
أحيانا ينتابني الغضب، فأضرب راسي بأقرب جدار، وأنا أصرخ ياربي مالذي فعلناه حتى تعاقبنا بمثل هذه الحثالة من البشر، لا بد أن السوريين فعلوا شيئا عظيما أغضبوك فيه أيما غضب، حتى ابتليتهم بآل الأسد.
صحيح، لماذا ابتلانا الله بهؤلاء المجرمين الذين لم يعرف التاريخ الإنساني أكثر إجراما وخبثا منهم؟
لننظر في حالنا ألم يقل الحديث " مثلما تكونوا يولى عليكم" ألا يقال " الناس على دين ملوكهم" وأن " الراعي لا يتأله إلا برعيته"
ماذا فعلنا ليعاقبنا الله بهؤلاء المجرمين، فيسلطهم على أرزاقنا وأعناقنا، فيسلبون منا كرامتنا وشرفنا .
رأيت شيوخنا خدما لأجهزة المخابرات، ورأيت المقدمين في قبائلنا يقفون على أبوابهم مستجدين، رأيت المهربين صاروا وسطاء بين الناس وأجهزة الأمن، رأيت الرجال يتحولون إلى قوادين، والنساء يتعهرن من أجل وظيفة أو إخراج معتقل، رأيت الشبان يصطفون كالأغنام يقفون أمام الأفران بالساعات ليحصلوا على ربطة خبز دون أن يحتج أحدهم، رأيت رجالا يصفعهم جندي على خدهم الأيمن فيديرون له خدهم الأيسر، رأيت موظفين يسرقون طعام الناس، فيصبحون من علية القوم، رأيت من يبيع شرفه لأجهزة المخابرات ويعمل مخبرا على أشقائه، رأيت الجنود يدفعون رواتبهم الضئيلة لضباطهم من أجل أن يبقوا نائمين في بيوتهم، رأيت التجار يخصصون بضائع مجانية لرجال الأمن ويرفعون سعرها على الناس ليعوضوا ما منحوه مجانا، رأيت رجالا يتحدثون عن الشرف نهارا ويسهرون ليلا في المراقص والبارات، رأيت الموظفين لا يوقعون لك معاملة ما لم تدفع لهم رشوة، رأيت الجمركي يبدأ وظيفته حافيا عاريا ويخرج منها مليونيرا، رأيت الشرطي بالكاد يكفي راتبه ليطعم أولاده وهو يبني فيلا كالقصر، رأيت مخاتير أبوابهم مفتوحة لأجهزة المخابرات والأمن، رأيت الجار يرتشي من جاره والأخ من أخيه والابن من أبيه، رأيت شوارع تنقل من مكان إلى آخر مقابل وجبة عشاء، رأيت أطباء ومحامين يمنحون المتنفذين مزارع وأراضي، ورأيت قضاة يتقاضون الملايين من أجل تبرئة مهربين ومجرمين، رأيت رجال استخبارات يمزقون ضبوطا صحيحة ويستبدلونه بمزيفة مقابل الملايين، رأيت نساء تشي بأزواجهن، ورجال يشون بزوجاتهم، رأيت الابن يسكت على إهانة أبيه، ورأيت الأم تزحف على بلاط مكاتب الأمن لتخلص ابنها من بين براثنهم، رأيت المهربين يهربون الدقيق وشعبهم جائع، رأيتهم يهربون اللحوم والحليب والأغنام فيشكوا ناسهم من الغلاء ، بينما هم يقيمون الولائم لرجال الأمن والاستخبارات، رأيت الأم تبيع ابنتها، والبنت تبيع أمها، رأيت الرجال مستكينين يتسابقون لخدمة أجهزة الأمن ويتمسحون باللصوص والمرتشين.
أخيرا رأيت الله غاضبا.
قال لي: ضاق حلمي بكم، ولا يضيق حلمي إلا بالعصاة، أعطيتكم من كل شيء ما يبيح لكم أن ترفعوا أصواتكم غاضبين، لكنكم فضلتم الصمت والخنوع، وها أنا أسلط عليكم من لا يعرفني، أجيء بهم من ظلال البشر الحفاة الجائعين ليسومونكم سوء العذاب سنين طويلة، آل الأسد، أخبث من في الأرض، وأرذل ما خلق الله من بشر، هذا ما تستحقونه على فسوقكم وعصيانكم وفسادكم، فلا أرفع سيفهم عن رقابكم حتى تعودوا إلي، فأعمدكم بالدم من جديد، وأطهركم بدماء رجالكم وأطفالكم ونساءكم ، لتعودوا بشرا أسوياء، فمن أنكر حكمي منكم، فهو منهم، لا أتوب عليهم أبدا، واسقيهم بأيديكم كأس العذاب حتى يئن الصخر لأنينهم ، فلا رحمة عندي لمن قتل أوليائي وهدم مساجدي،وعذب من يصلون لي.
هاأنا أعطيكم سيفي وقوسي، فاضربوا بالسيف رقاب أعدائي، ولا تتركوا منهم أحدا، وبسهام قوسي احرقوا بيوتهم واصطادوا بهائمهم ولا تتركوا لهم شيئا، ومن ترك لهم شيئا، تركت له في قلبه علة لا يبرأ منها أبدا.
قال لي :
فات وقت الظنون
فالناس على مفرقين
من يرى الله في قلبه أبدا
ومن يرى الشر في كفه مددا
لا شفيع لهم
ولا يحزنون
قضي الأمر الذي فيه يختلفون
خالد المحاميد
----------------------------------------
لو بحثت في كل جوانب الأرض، وقرأت التاريخ الإنساني كله سنة بعد سنة، لو نفضت حصيرة التاريخ، وفتشت عن كل الأنذال الذي عبروا فيه، لو نبشت صفحات المؤرخين منذ هيرودوت وحتى القذافي، لن تجد أكثر نذالة ولا أخبث معدنا من عصابة آل الأسد.
أحيانا ينتابني الغضب، فأضرب راسي بأقرب جدار، وأنا أصرخ ياربي مالذي فعلناه حتى تعاقبنا بمثل هذه الحثالة من البشر، لا بد أن السوريين فعلوا شيئا عظيما أغضبوك فيه أيما غضب، حتى ابتليتهم بآل الأسد.
صحيح، لماذا ابتلانا الله بهؤلاء المجرمين الذين لم يعرف التاريخ الإنساني أكثر إجراما وخبثا منهم؟
لننظر في حالنا ألم يقل الحديث " مثلما تكونوا يولى عليكم" ألا يقال " الناس على دين ملوكهم" وأن " الراعي لا يتأله إلا برعيته"
ماذا فعلنا ليعاقبنا الله بهؤلاء المجرمين، فيسلطهم على أرزاقنا وأعناقنا، فيسلبون منا كرامتنا وشرفنا .
رأيت شيوخنا خدما لأجهزة المخابرات، ورأيت المقدمين في قبائلنا يقفون على أبوابهم مستجدين، رأيت المهربين صاروا وسطاء بين الناس وأجهزة الأمن، رأيت الرجال يتحولون إلى قوادين، والنساء يتعهرن من أجل وظيفة أو إخراج معتقل، رأيت الشبان يصطفون كالأغنام يقفون أمام الأفران بالساعات ليحصلوا على ربطة خبز دون أن يحتج أحدهم، رأيت رجالا يصفعهم جندي على خدهم الأيمن فيديرون له خدهم الأيسر، رأيت موظفين يسرقون طعام الناس، فيصبحون من علية القوم، رأيت من يبيع شرفه لأجهزة المخابرات ويعمل مخبرا على أشقائه، رأيت الجنود يدفعون رواتبهم الضئيلة لضباطهم من أجل أن يبقوا نائمين في بيوتهم، رأيت التجار يخصصون بضائع مجانية لرجال الأمن ويرفعون سعرها على الناس ليعوضوا ما منحوه مجانا، رأيت رجالا يتحدثون عن الشرف نهارا ويسهرون ليلا في المراقص والبارات، رأيت الموظفين لا يوقعون لك معاملة ما لم تدفع لهم رشوة، رأيت الجمركي يبدأ وظيفته حافيا عاريا ويخرج منها مليونيرا، رأيت الشرطي بالكاد يكفي راتبه ليطعم أولاده وهو يبني فيلا كالقصر، رأيت مخاتير أبوابهم مفتوحة لأجهزة المخابرات والأمن، رأيت الجار يرتشي من جاره والأخ من أخيه والابن من أبيه، رأيت شوارع تنقل من مكان إلى آخر مقابل وجبة عشاء، رأيت أطباء ومحامين يمنحون المتنفذين مزارع وأراضي، ورأيت قضاة يتقاضون الملايين من أجل تبرئة مهربين ومجرمين، رأيت رجال استخبارات يمزقون ضبوطا صحيحة ويستبدلونه بمزيفة مقابل الملايين، رأيت نساء تشي بأزواجهن، ورجال يشون بزوجاتهم، رأيت الابن يسكت على إهانة أبيه، ورأيت الأم تزحف على بلاط مكاتب الأمن لتخلص ابنها من بين براثنهم، رأيت المهربين يهربون الدقيق وشعبهم جائع، رأيتهم يهربون اللحوم والحليب والأغنام فيشكوا ناسهم من الغلاء ، بينما هم يقيمون الولائم لرجال الأمن والاستخبارات، رأيت الأم تبيع ابنتها، والبنت تبيع أمها، رأيت الرجال مستكينين يتسابقون لخدمة أجهزة الأمن ويتمسحون باللصوص والمرتشين.
أخيرا رأيت الله غاضبا.
قال لي: ضاق حلمي بكم، ولا يضيق حلمي إلا بالعصاة، أعطيتكم من كل شيء ما يبيح لكم أن ترفعوا أصواتكم غاضبين، لكنكم فضلتم الصمت والخنوع، وها أنا أسلط عليكم من لا يعرفني، أجيء بهم من ظلال البشر الحفاة الجائعين ليسومونكم سوء العذاب سنين طويلة، آل الأسد، أخبث من في الأرض، وأرذل ما خلق الله من بشر، هذا ما تستحقونه على فسوقكم وعصيانكم وفسادكم، فلا أرفع سيفهم عن رقابكم حتى تعودوا إلي، فأعمدكم بالدم من جديد، وأطهركم بدماء رجالكم وأطفالكم ونساءكم ، لتعودوا بشرا أسوياء، فمن أنكر حكمي منكم، فهو منهم، لا أتوب عليهم أبدا، واسقيهم بأيديكم كأس العذاب حتى يئن الصخر لأنينهم ، فلا رحمة عندي لمن قتل أوليائي وهدم مساجدي،وعذب من يصلون لي.
هاأنا أعطيكم سيفي وقوسي، فاضربوا بالسيف رقاب أعدائي، ولا تتركوا منهم أحدا، وبسهام قوسي احرقوا بيوتهم واصطادوا بهائمهم ولا تتركوا لهم شيئا، ومن ترك لهم شيئا، تركت له في قلبه علة لا يبرأ منها أبدا.
قال لي :
فات وقت الظنون
فالناس على مفرقين
من يرى الله في قلبه أبدا
ومن يرى الشر في كفه مددا
لا شفيع لهم
ولا يحزنون
قضي الأمر الذي فيه يختلفون