لعل واحدة من
أعجب تشكيلات وفود الوساطة في تاريخ حل الأزمات الديبلوماسية بين الدول هو
وفد الوساطة المصغر الذي أرسله رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي لبلاط
ضباع الشام لمحاولة إقناعها بقبول المبادرة العربية وتجنب المصير الأسود
الذي ينتظرها وهو بالقطع مصير كل الفاشيست والمجرمين الذين يقتلون شعوبهم
بدم بارد ثم يتحدثون بلغة خشبية جامدة عن العدالة والإيجابية والمؤامرة
الكونية وغيرها من الخزعبلات, ويأتي العجب من كون الوفد العراقي وهو يخوض
مهمته المستحيلة قد جاء للشام والعراق بنفسه يحتاج الى جهود وساطة عربية أو
دولية لمنع انفجار الموقف الداخلي في ظل الصراع و التناحر السياسي بين
الجماعات السياسية وقياداتها التي تهدد بإنفجار الوضع العراقي ودخوله في
أتون حرب داخلية دموية باتت كل الاتجاهات والتحركات تدنو منها, وأضحت
احتماليتها شيئا واقعيا و منظورا, فالمالكي في صراع عنيف مع نائبه الرفيق
صالح المطلك, كما أن الصراع الإستئصالي قد شمل نائب رئيس الجمهورية طارق
الهاشمي وفريقه اللذين تثار حولهما علامات إستفهام!, بل اتهامات جنائية حول
دعمهم, كما قالوا للإرهاب والجماعات المسلحة ? إضافة إلى بداية حالة تقسيم
العراق الفعلية بعد إشتعال حمى الفيدراليات و الأقاليم وفقا للتصانيف
الطائفية المحضة وليس الإدارية, فالوساطة العراقية المفترضة في الملف
السوري والديبلوماسية الباذخة هي من يحتاجها البيت العراقي أولا الذي أضحى
في مهب الرياح الدولية والإقليمية وتقاطع ملفاتهما المثقلة بالسيناريوهات
الغريبة والمفاجآت الأشد غرابة, ولكن مع ذلك دعونا نستكشف طبيعة الوفد
العراقي الممثل لرئيس الحكومة, وهو يحاول حل عقدة حبل المشنقة حول ضباع
الشام .
لقد تشكل الوفد من شخصين فقط لاغير, أي أنه وفد خفيف للغاية يضم كلا من
مستشار الأمن الوطني ( كيسينجر العراق ) المدعو فالح الفياض, وهو أحد
قياديي "حزب الدعوة" جناح إبراهيم الجعفري "رئيس الوزراء السابق" وأحد صناع
الكوارث في العراق, وهذا الجناح أسوة بالمركز مرتبط بالكامل بالنظام
الإيراني وحلفائه في المنطقة وفي طليعتهم النظام السوري! أما العنصر الثاني
في الوفد فهو المثير للسخرية وكل علامات التساؤل أيضا ويدل إختياره على
بؤس الديبلوماسية والحكومة العراقية التعبانة في الاختيار , إنه المدعو عزة
الشاهبندر السياسي الطائفي المعروف والمتقلب بين الاتجاهات لأسباب ذرائعية
واستخبارية محضة والأهم في ملف شاهبندر التجار هذا هو إرتباطه المعلن
والمعروف والعلني بالمخابرات السورية, وبشركاتها ومصالحها وأدواتها في
العراق, فهو أي عزة الشاهبندر رجل اللواء محمد ناصيف خير بيك ( أبو وائل )
في العراق وولاؤه الشخصي لأبي وائل لايعادله او يدانيه أي ولاء آخر, ومحمد
ناصيف كما نعلم هو نائب رئيس الجمهورية السورية لشؤون المخابرات, وهو
المستشار الأمني لبشار الأسد وهو الخبير السوري الأول في شؤون تنظيم
العلاقة السورية مع إيران والاحزاب الشيعية العاملة في الشرق الأوسط,وهو
رجل الملفات الغامضة وأحد أعمدة المخابرات السورية التي تعتبر الهيكل
الأساسي لنظام الحكم في الشام, بعد ذلك أي خير يرتجى للشعب السوري ولحملة
إيقاف القمع الدموي من وفد وساطة هو أصلا تابع للمخابرات السورية ويمثل
وجها من وجوهها ? هذا من دون أن نتجاهل أن الوساطة العراقية ولدت ميتة أصلا
لأنها وساطة نظام عراقي منحاز بالكامل للنظام السوري, وبعض قياداته
الرئيسة تدين بالولاء التام لضباط مخابرات ذلك النظام, أي أنهم وكلاء أمن
سوريين فقط لاغير, فأي مهزلة حقيقية يمثلها ذلك الوفد ? ثم ألا يعلم رئيس
الوزراء القطري وزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني بتلك الحقائق وهو
الخبير والمطلع على مصائب وشجون الملفات الإقليمية ?
ماذا يستطيع هذا الوفد العراقي البائس أن يقدم من حلول وهو لا يحمل حلا
لمشكلته الداخلية المزمنة ? وكيف ترتجى أي حلول من وفد هو بمثابة شرطي من
شرطة نظام ضباع الشام ? أي مهزلة تدنت لها الديبلوماسية العراقية المزعومة
سواء بشكلها الهوشياري المترهل أو شكلها المالكي الفاقد للمصداقية
الحقيقية, "ركضة طويريج" المالكية وهرولته اللاهثة من أميركا وهو يحاول
إنقاذ النظام السوري من ملفات جرائمه الدموية بحق شعبه ليس إلا ترجمة
لإملاءات وضغوط إيرانية واضحة المباني و المعاني, منذ أن عرفنا أسماء الوفد
العراقي علمنا بأنها مهمة فاشلة, فالشرطة ووكلاء الأمن لا يصنعون التاريخ
أبدا, بل أنهم فواصل هزلية في مسيرته الطويلة. لاداعي أبدا لإطالة المهل
وتمديد فترات الموت الجماعي التي يقترفها النظام بحق شعبه, فتحالف الشياطين
قد أسفر عن وجهه القبيح, فيالها من مهزلة ديبلوماسية عراقية تحاول إنقاذ
مالايمكن إنقاذه.
* كاتب عراقي
dawoodalbasri@hotmail.com
أعجب تشكيلات وفود الوساطة في تاريخ حل الأزمات الديبلوماسية بين الدول هو
وفد الوساطة المصغر الذي أرسله رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي لبلاط
ضباع الشام لمحاولة إقناعها بقبول المبادرة العربية وتجنب المصير الأسود
الذي ينتظرها وهو بالقطع مصير كل الفاشيست والمجرمين الذين يقتلون شعوبهم
بدم بارد ثم يتحدثون بلغة خشبية جامدة عن العدالة والإيجابية والمؤامرة
الكونية وغيرها من الخزعبلات, ويأتي العجب من كون الوفد العراقي وهو يخوض
مهمته المستحيلة قد جاء للشام والعراق بنفسه يحتاج الى جهود وساطة عربية أو
دولية لمنع انفجار الموقف الداخلي في ظل الصراع و التناحر السياسي بين
الجماعات السياسية وقياداتها التي تهدد بإنفجار الوضع العراقي ودخوله في
أتون حرب داخلية دموية باتت كل الاتجاهات والتحركات تدنو منها, وأضحت
احتماليتها شيئا واقعيا و منظورا, فالمالكي في صراع عنيف مع نائبه الرفيق
صالح المطلك, كما أن الصراع الإستئصالي قد شمل نائب رئيس الجمهورية طارق
الهاشمي وفريقه اللذين تثار حولهما علامات إستفهام!, بل اتهامات جنائية حول
دعمهم, كما قالوا للإرهاب والجماعات المسلحة ? إضافة إلى بداية حالة تقسيم
العراق الفعلية بعد إشتعال حمى الفيدراليات و الأقاليم وفقا للتصانيف
الطائفية المحضة وليس الإدارية, فالوساطة العراقية المفترضة في الملف
السوري والديبلوماسية الباذخة هي من يحتاجها البيت العراقي أولا الذي أضحى
في مهب الرياح الدولية والإقليمية وتقاطع ملفاتهما المثقلة بالسيناريوهات
الغريبة والمفاجآت الأشد غرابة, ولكن مع ذلك دعونا نستكشف طبيعة الوفد
العراقي الممثل لرئيس الحكومة, وهو يحاول حل عقدة حبل المشنقة حول ضباع
الشام .
لقد تشكل الوفد من شخصين فقط لاغير, أي أنه وفد خفيف للغاية يضم كلا من
مستشار الأمن الوطني ( كيسينجر العراق ) المدعو فالح الفياض, وهو أحد
قياديي "حزب الدعوة" جناح إبراهيم الجعفري "رئيس الوزراء السابق" وأحد صناع
الكوارث في العراق, وهذا الجناح أسوة بالمركز مرتبط بالكامل بالنظام
الإيراني وحلفائه في المنطقة وفي طليعتهم النظام السوري! أما العنصر الثاني
في الوفد فهو المثير للسخرية وكل علامات التساؤل أيضا ويدل إختياره على
بؤس الديبلوماسية والحكومة العراقية التعبانة في الاختيار , إنه المدعو عزة
الشاهبندر السياسي الطائفي المعروف والمتقلب بين الاتجاهات لأسباب ذرائعية
واستخبارية محضة والأهم في ملف شاهبندر التجار هذا هو إرتباطه المعلن
والمعروف والعلني بالمخابرات السورية, وبشركاتها ومصالحها وأدواتها في
العراق, فهو أي عزة الشاهبندر رجل اللواء محمد ناصيف خير بيك ( أبو وائل )
في العراق وولاؤه الشخصي لأبي وائل لايعادله او يدانيه أي ولاء آخر, ومحمد
ناصيف كما نعلم هو نائب رئيس الجمهورية السورية لشؤون المخابرات, وهو
المستشار الأمني لبشار الأسد وهو الخبير السوري الأول في شؤون تنظيم
العلاقة السورية مع إيران والاحزاب الشيعية العاملة في الشرق الأوسط,وهو
رجل الملفات الغامضة وأحد أعمدة المخابرات السورية التي تعتبر الهيكل
الأساسي لنظام الحكم في الشام, بعد ذلك أي خير يرتجى للشعب السوري ولحملة
إيقاف القمع الدموي من وفد وساطة هو أصلا تابع للمخابرات السورية ويمثل
وجها من وجوهها ? هذا من دون أن نتجاهل أن الوساطة العراقية ولدت ميتة أصلا
لأنها وساطة نظام عراقي منحاز بالكامل للنظام السوري, وبعض قياداته
الرئيسة تدين بالولاء التام لضباط مخابرات ذلك النظام, أي أنهم وكلاء أمن
سوريين فقط لاغير, فأي مهزلة حقيقية يمثلها ذلك الوفد ? ثم ألا يعلم رئيس
الوزراء القطري وزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني بتلك الحقائق وهو
الخبير والمطلع على مصائب وشجون الملفات الإقليمية ?
ماذا يستطيع هذا الوفد العراقي البائس أن يقدم من حلول وهو لا يحمل حلا
لمشكلته الداخلية المزمنة ? وكيف ترتجى أي حلول من وفد هو بمثابة شرطي من
شرطة نظام ضباع الشام ? أي مهزلة تدنت لها الديبلوماسية العراقية المزعومة
سواء بشكلها الهوشياري المترهل أو شكلها المالكي الفاقد للمصداقية
الحقيقية, "ركضة طويريج" المالكية وهرولته اللاهثة من أميركا وهو يحاول
إنقاذ النظام السوري من ملفات جرائمه الدموية بحق شعبه ليس إلا ترجمة
لإملاءات وضغوط إيرانية واضحة المباني و المعاني, منذ أن عرفنا أسماء الوفد
العراقي علمنا بأنها مهمة فاشلة, فالشرطة ووكلاء الأمن لا يصنعون التاريخ
أبدا, بل أنهم فواصل هزلية في مسيرته الطويلة. لاداعي أبدا لإطالة المهل
وتمديد فترات الموت الجماعي التي يقترفها النظام بحق شعبه, فتحالف الشياطين
قد أسفر عن وجهه القبيح, فيالها من مهزلة ديبلوماسية عراقية تحاول إنقاذ
مالايمكن إنقاذه.
* كاتب عراقي
dawoodalbasri@hotmail.com