[b]مصادر عربية : دمشق كسبت الوقت أولاً وعطلت التدويل المباشر ثانياً ..[/b]

دمشق - القاهرة ...
نشرت صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية في
عددها الصادر صباح اليوم الثلاثاء النص الكامل للبروتوكول الذي تم توقيعه
في القاهرة بالأمس من قبل ممثل عن الجامعة العربية وممثل عن سورية.
وأشارت الصحيفة أنه لم يتغير نص البروتوكول في
نسخته المعدلة التي جرى توقيعها أمس بين الجامعة العربية ودمشق، بعد
الاستفسارات، باستثناء إحلال كلمة حماية (المواطنين) محل حماية (المدنيين).
وتم الاتفاق على ما يلي:


أولا: تشكيل بعثة مستقلة من الخبراء
المدنيين والعسكريين العرب من مرشحي الدول العربية ذات الصلة بأنشطة حقوق
الإنسان وتوفير الحماية للمواطنين لإيفادها إلى الأراضي السورية برئاسة
السفير سمير سيف اليزل، وتعرف باسم بعثة مراقبي جامعة الدول العربية، وتعمل
في إطارها، وهى مكلفة بالتحقق من تنفيذ بنود الخطة العربية لحل الأزمة
السورية وتوفير الحماية للمواطنين السوريين.


ثانيا: تبدأ البعثة عملها فور توقيع
الحكومة السورية على هذا البروتوكول وتباشر عملها بوفد مقدمة من رئيس
البعثة وعدد من المراقبين يصل إلى 30 عضوا.


ثالثا: تتولى البعثة الاطلاع على حقيقة الأوضاع والأحداث الجارية من خلال:

1- المراقبة والرصد لوقف جميع أعمال "العنف" ومن أي مصدر كان في المدن والأحياء السكنية السورية.

2- التأكد من عدم تعرض أجهزة الأمن السورية وما يسمى بـ"الشبيحة" للمظاهرات السلمية.

3- التأكد من الإفراج عن المعتقلين بسبب الأحداث الراهنة.

4- التأكد من سحب وإخلاء جميع المظاهر المسلحة من المدن والأماكن السكنية التي شهدت أو تشهد المظاهرات وحركات الاحتجاج.

5- التحقق من منح الحكومة السورية
رخص الاعتماد لوسائل الإعلام العربية والدولية والتحقق من فتح المجال
أمامها للتنقل بحرية في جميع أنحاء سوريا وعدم التعرض لها.


6- للبعثة حرية الاتصال والتنسيق مع
المنظمات غير الحكومية ومع المسؤولين الحكوميين ومع من تراه من الأفراد
والشخصيات وعائلات المتضررين من الأحداث الراهنة.


7- للبعثة حرية الحركة الكاملة
وحرية إجراء ما تراه مناسبا من زيارات واتصالات ذات الصلة بالمسائل
المتعلقة بمهامها وإطار وأساليب عملها المتعلقة بتوفير الحماية للمواطنين.


8 - قيام البعثة بزيارة مخيمات اللاجئين في الدول المجاورة للاطلاع على أوضاعهم.

رابعا: تتعهد الحكومة السورية من أجل مساعدة البعثة على أداء مهمتها بما يلي:

1- تقديم كافة التسهيلات والسماح
بدخول المعدات الفنية اللازمة لإنجاح مهمة البعثة وتوفير مقرات لها في
العاصمة السورية والمواقع الأخرى التي تقررها البعثة.


2- تأمين سبل الوصول وحرية التحرك الآمن لجميع أعضاء البعثة في جميع أنحاء أراضي سوريا في الوقت الذي تحدده البعثة.

3- العمل على توفير الحرية الكاملة للبعثة لزيارة السجون والمعتقلات ومراكز الشرطة والمستشفيات في الوقت الذي تحدده البعثة.

4- ضمان حرية إجراء اللقاءات والاجتماعات اللازمة للبعثة لأداء مهامها.

5- ضمان عدم معاقبة أو مضايقة أو إحراج أي شخص بأي شكل من الأشكال وأفراد أسرته لتواصله مع البعثة أو تقديم شهادات أو معلومات لها.

6- منح البعثة وأعضائها وفقا
للقوانين واللوائح المعمول بها في سوريا الحصانات التي يتمتع بها خبراء
الأمم المتحدة المشار إليهم في المادة السادسة من اتفاقية امتيازات وحصانات
الأمم المتحدة لعام 1946.


خامسا: تقدم البعثة تقارير عن نتائج
أعمالها إلى الأمين العام تمهيدا لعرضها على المجلس الوزاري للنظر فيها
واتخاذ ما يلزم في هذا الشأن.


حررت هذه الوثيقة بمدينة القاهرة
بمقر الجامعة العربية في يوم 12 ديسمبر/كانون الاول من نسختين أصليتين.
الطرف الأول الأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربي ووقع عنه
السفير أحمد بن حلي. والطرف الثاني وزير الخارجية السوري وليد المعلم، ووقع
عنه نائبه السفير فيصل المقداد.


كلمتا "المدنيين" و"المواطنين" أخرتا توقيع البروتوكول العربي ..
في هذه الاثناء علمت "الجمهورية" اللبنانية أن كلمتي " المدنيين"
و"المواطنين" كانتا من بين الاسباب التي أخّرت توقيع البروتوكول بين دمشق
والجامعة العربية حتى الاثنين، فالجامعة طلبت بقاء عبارة "دور المراقبين في
حماية المدنيين السوريين"، فيما تطلبت دمشق ان تستبدل كلمة "المدنيين"
بكلمة "المواطنين". وانتهى النقاش ببقائها "المدنيين".
وقالت مصادر مطلعة ان الجامعة ارادت بهذه الكلمة التمييز بين المدنيين والعسكريين.


دمشق كسبت الوقت أولاً وعطلت التدويل المباشر ثانياً ..
كما لفتت مصادر ديبلوماسية عربية الى ان القبول السوري بالمبادرة
جاء بعد انتهاء الانسحاب الاميركي من العراق، وانشغال تركيا بقضايا أخرى،
إضافة الى تصاعد خلافها مع فرنسا حول الابادة الارمنية ما يجعل الثنائي
المكلف دوليا معالجة الازمة السورية مختلفاً بعضه مع بعض.
وقالت هذه المصادر للصحيفة اللبنانية ذاتها ان خطوة دمشق "جاءت بعدما تعرضت
لإحراج شديد في ضوء تزايد عدد الضحايا من جهة، وازدياد العزلة العربية
والدولية والتهديد بإزدياد العقوبات الصارمة".
بيد ان المصادر عينها رأت ان سوريا كسبت الوقت أولاً، وعطّلت التدويل
المباشر ثانياً، وانتزعت اعترافا مباشرا بنظامها ثالثاً، فالمبادرة العربية
لا تطالب بـ"إسقاط" النظام و"تنحي" الرئيس الاسد، بل بقبول مراقبين وفتح
حوار. وكذلك فإن الطروحات الدولية تدعو الى الحوار، والمشروع الفرنسي ـ
البريطاني ـ الالماني يطالب بالحوار، الأمر الذي دفع المعارضة السورية الى
الحديث اليوم عن تأليف حكومة تضم أركانا من النظام والجيش .
وأضافت المصادر: "صحيح ان النظام السوري خسر نقطة، لكنه ربح أُخرى، وتمثلت
خسارته بأنه وللمرة الاولى يقبل بتدخل خارجي في شؤونه في حين كان دائما
يتدخل في شؤون الآخرين، ويكمن ربحه في أنه استطاع تجميد المطالبة بتنحيته
الفورية وانتزع اعترافا به، ما يعني ان الازمة السورية طويلة ومفتوحة على
كل الاحتمالات والدليل الى انها طويلة هو ان المعارضة بدلاً من أن يكون
توجهها اسقاط النظام تطالب بإقامة مناطق عازلة ومثل هذه المناطق ترجم
كانتونات في العراق.


مصادر عربية: سوريا وقعت على البروتوكول لـ"سد الذرائع" ومنع التدويل ..
من جهة أخرى رأت مصادر عربية مطلعة إن
"سوريا قبلت بالتوقيع على بروتوكول الجامعة العربية بغرض "منع تدويل"
قضيتها وإن التوقيع لا يحل الأزمة ويمنح مهلة طويلة للنظام السوري ".
واعتبرت المصادر لصحيفة " الشرق الأوسط" اللندنية أن "سوريا وقعت على
البروتوكول لسد الذرائع، ولكن عمليا لا يمكن أن تلتزم بوقف إطلاق النار
وسحب المظاهر المسلحة , ولم تستبعد المصادر دخول القضية السورية في "نفق
مظلم