نيويورك تايمز"

الثلاثاء 20 ديسمبر 2011 -- 11:59 ص

اعتبرت
صحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكية أنه من بين الثوار العرب ينفرد
السوريون -لاسيما سكان مدينة حماة السورية -باحتضان طابع موسيقى مميز
لثورتهم تزيدها تفردا وخصوصية عن باقى الثورات العربية.
وذكرت الصحيفة-فى سياق تعليق أوردته على موقعها على شبكة الانترنت - أن
مطالب السوريين بالتغيير قد تبلورت من خلال "ألحان جذابة" و"رقصات شعبية
جماعية مميزة" مدللة على ذلك بإحدى الوقائع التى قام خلالها مشيعون
بالرقص خلال تشييعهم لاحدى ضحاياهم فى تحد واضح للطقوس التقليدية
الحزينة.
ونقلت الصحيفة عن أحد الممثلين السوريين قوله "إن هذا يعد مزيجا من ردود
أفعال نفسية وعضوية قد تبدو غريبة لكنها تسهم فى التخفيف من وطأة مايعانيه
السوريون خلال انتفاضتهم وتدلل تلك الرقصات على أنه رغم مرور شهور عجاف
من القمع الوحشى على السوريين إلا أن النشوة التى يشعرون بها فى نضالهم
لنيل الحرية لن تهزم أو تكبت أبدا.
وأردفت الصحيفة تقول "إن الرقص والغناء ليسا سوى إيضاحا لما يصفه السوريون
بوجه حضارى أشمل وأكثر ازدهارا يجد صوتا له من خلال شبكة الانترنت وبجزء
أكبر من خلال النكات وخفة الظل والتهكم , مشيرة إلى أنه فى بلد كثيرا ما
اعتبر فيه المواطنون انفسهم جادون ومعتادون على أشكال الترويع من قبل
حكومتهم القمعية, نجدهم الآن يسخرون من أوضاعهم المريرة وهى بالفعل نقلة
حضارية كبرى.
واشارت الصحيفة فى هذا الصدد الى ما جاء على لسان اروى نيربيا إحدى منتجى
الافلام السوريين " على الرغم من ان ما يوحد بين السوريين الان الشعور
بالخوف والقلق فالحقيقة انه نادرا ما وحد بيننا شعور مشترك الا الآن فقط
ونشهد ولادة حس وطنى جديد أشد واقوى بكثير من أن يقمعه النظام ."
ولفتت الصحيفة الأمريكية إلى أن الطابع الاحتفائى الذى تمتاز به الثورة
السورية من غناء ورقص إنما يقصد به دحض ما يروج له النظام فى سوريا بان
المتظاهرين ينتمون لعناصر جهادية.