تتواصل اعمال العنف والاشتباكات داخل الاراضى السورية Db901d4a-951e-4631-9872-22617c8b356e01193853am
تتواصل
اعمال العنف والاشتباكات داخل الاراضى السورية حيث قدرت منظمات حقوقية عدد
قتلى المواجهات في سوريا الاثنين بحوالي مائة وعشرين شخصاً ، وهو ما دفع
الجمعية العامة للأمم المتحدة لإصدار قرارا يدين انتهاكات حقوق الإنسان في
سوريا.


الجهود الدبلوماسية


وعلى صعيد استمرار تواصل الضغوط الدبلوماسية المتواصلة على سوريا فقد
صوتت 133 دولة في الجمعية العامة للأمم المتحدة على قرار يدين الانتهاكات
التي ارتكبتها القوات الأمنية السورية ضد المعارضين، بينما رفضته 11 دولة،
وامتنعت 43 دولة عن التصويت.


لكن مندوب سوريا لدى الأمم المتحدة وصف القرار بأنه جزء من "مؤامرة شيطانية" ضد بلاده.


وذكرت هيئة الاذاعة البريطانية "بى بى سى" ان هذه التحركات الدبلوماسية
جاءت بعد أكثر من تسعة أشهر على انطلاق المظاهرات المطالبة برحيل الرئيس
السوري بشار الأسد.


وقد اعلنت الأمم المتحدة مؤخرا أن حوالي 5000 قتيل سقطوا في سوريا منذ انطلاق حملة الاحتجاجات منتصف مارس/ آذار الماضي.


وقد اتخذ القرار في الوقت الذي بدأ فيه مجلس الأمن الدولي مفاوضات
منفصلة بشأن مشروع قرار قدمته روسيا يدين العنف الذي يرتكبه "كلا من النظام
والمعارضة" في سوريا.


وترى الدول الغربية أن مشروع القرار الروسي يتسم بالتحيز لأنه يساوي بين عنف الحكومة والمعارضة.


وقال المندوبون الغربيون في الأمم المتحدة إن تعهد سوريا بالتعاون مع
الجامعة العربية سيؤخذ في الحسبان خلال المحادثات الدائرة بشأن مشروع
القرار الروسي، غير أن المندوب البريطاني مارك لايل غرانت عقب مشككا "كل
شيء يظل رهن التطبيق".


وكانت دمشق وقعت بعد ظهر الاثنين في القاهرة على بروتوكول الجامعة العربية الذي يمهد الطريق لإرسال مراقبين عرب إلى سوريا.


واكد الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي، في مؤتمر صحافي عقب
التوقيع، ان الوثيقة تتعلق "بالاطار القانوني ومهام بعثة مراقبي الجامعة
العربية التي سيتم ايفادها الى سوريا للتحقق من تنفيذ خطة الحل العربي
وتوفير الحماية للمواطنين السوريين العزل".


من جانبه قال وزير الخارجية السوري وليد المعلم إن الجامعة العربية قبلت تعديلات طلبت دمشق إدخالها على برتوكول المراقبين.


مراوغة الأسد


لكن رئيس المجلس الوطني السوري المعارض برهان غليون اعتبر أن توقيع
دمشق "ليس سوى مراوغة"، مضيفا ان "الجامعة العربية اتاحت للنظام السوري
التهرب من مسؤولياته".


وأوضح غليون، خلال مؤتمر صحفي عقده في تونس بختام الاجتماعات التي
عقدتها شخصيات المجلس الوطني على مدار اليومين الماضيين لدراسة المواقف من
التطورات إن المعارضة توصلت إلى صيغ حول حكومة انتقالية وبات لديها تصور
"للمنطقة الآمنة" يجري مناقشته لبحث تفاصيله قبل تقديمه لمجلس الأمن.


وأكد غليون أن المجلس الوطني "كان ومازال مفتوحاً لكل من يريد الدخول
إليه ولكن ليس بهدف حرفه عن مساره،" المتمثل بإسقاط النظام، واتهم النظام
السوري "المناورة لكسب الوقت" بالنسبة للمبادرة العربية، وذلك بهدف منع
تحويل ملفه لمجلس الأمن.


وتوجه غليون بالتحية لكل من تجاوب مع دعوات المعارضة للإضراب العام،
كما وجه تحية مماثلة لما يعرف بـ"الجيش السوري الحر" الذي يضم مجموعات
عسكرية منشقة عن الجيش، واتهم الحكومة السورية بأنها "تقوض أسس المبادرة
العربية كل يوم عبر القمع والتنكيل، ومواصلة القصف على حمص ودير الزور
وحملات الاعتقالات".


وفي حوار مع الصحفيين نقلت تفاصيله قناة "أورينت" السورية المعارضة
استغرب غليون موقف الجامعة العربية التي "أتاحت للنظام أكثر من فرصة للتهرب
من مسؤولياته،" وانتقد إشارة وزير الخارجية السوري، وليد المعلم إلى أن
دمشق لم تقبل المبادرة العربية بل خطة التحرك قائلا إن ذلك "يدل على أنه
ليس في نيتهم (النظام السوري) تنفيذ المبادرة لأن المعلم تحدث عن خطة لم
يسمع بها أحد وهدد المراقبين قبل وصولهم بوجود مناطق غير آمنة."


وتابع غليون بالقول إنه بانتظار رد فعل الجامعة العربية حيال ما قاله
المعلم بالنسبة للمبادرة العربية، مضيفاً أن حديث وزير الخارجية السوري كان
"تغطية لهزيمة نظامه المنكرة".


وحول ما تردد عن مبادرات لإيجاد ملجأ آمن للأسد قال غليون: "نحن يهمنا
الشعب وهناك أطراف أخرى تبحث لهذا المجرم عن ملجأ لأن الأمر لا يعنينا".


ولفت غليون إلى أن "الطبقات التي كانت تحيط بالنظام بدأت تنفك عنه،"
وأكد وجود "مناطق كاملة لم يعد النظام قادراً على السيطرة عليها،" وأضاف:
"سيطرته الميدانية تنحسر وهو يتراجع في كل الميادين والنظام انتهى حقيقة،
ونحن في الشهر التاسع نقول إن الثورة باتت قريبة من توليد سوريا الحرة".


وكشف غليون أن تونس أبلغت المجلس الوطني نيتها الاعتراف رسمياً به
والطلب من السفير السوري الانشقاق أو مواجهة الطرد، كما سعى لتخفيف حدة
مواقفه الأخيرة من إيران وحزب الله بالقول: "ليس لدينا حسابات لتصفيتها مع
الجيران وليس لنا عدو آخر، وليس لدينا معلومات مؤكدة تماما عن الدعم
الخارجي للنظام ولكن هناك تصريحات لبعض القادة الذين قالوا إن دعم النظام
السوري أساسي لإستراتيجيتهم".


استمرار العنف


في هذه الاثناء قال المرصد السوري لحقوق الانسان، الذي يتخذ من لندن
مقرا له، إن عشرات الجنود المنشقين عن الجيش السوري قتلوا على يد القوات
الأمنية في محافظة ادلب شمال غربي البلاد.


ونقل المرصد عن جرحى نجوا من عملية الاغتيال أن ما بين 60 إلى 70 جنديا منشقا قتلوا في محافظة أدلب معقل الجنود المنشقين عن الجيش.


وأضاف المرصد أن الجنود المنشقين قتلوا بينما كانوا يحاولون الفرار من
قواعدهم العسكرية والانضمام إلى المظاهرات المناهضة للحكومة السورية.


لكن لم يتسن التحقق من هذه الانباء من مصدر مستقل، حيث لا يسمح لوسائل الإعلام الاجنبية بالدخول إلى سورية.


وفي تطورات أخرى قال المرصد إن ما لا يقل عن 13 متظاهرا قتلوا في مختلف أنحاء سورية الاثنين.


وفي حادث منفصل قتل ثلاثة جنود تابعون للقوات الحكومية في قتال دار مع المتمردين في أدلب، حسبما ذكر المرصد السوري.


بينما قالت لجان التنسيق المحلية إن عدد قتلى يوم الاثنين وصل إلى 31 قتيلا.