لقد كانت الشيوعية و
الاشتراكية بمثابة الوصفة السحرية لتبرير قيادة الفقراء و المهمشين في ثورة
للانقلاب و الاستيلاء على الحكم و قتل جميع المعارضين و الاستيلاء على ممتلكاتهم. و بالطبع، عندما يكون لقائد الثورة الشيوعية أو
الاشتراكية كامل الصلاحية لقتل الناس و زجهم في السجون لا لشيء إلا لأنه وصفهم بأعداء
الثورة، فان هذا يشكل عصا سحرية في يده تعطيه سيطرة كاملة و تفرد كامل في اتخاذ
القرار، و تحميه بشكل كامل من المحاسبة.
فيتحول جميع أبناء الشعب إلى عبيد و خدم عنده، بينما يقوم هو بسرقة موارد
الدولة و توزيعها هي و المناصب على المقربين.
كما انه بسبب إنكار
الفكر الشيوعي لوجود الإله و بوصفه الدين على انه أفيون الشعوب، فيقوم قائد الثورة
الشيوعية بتأليه نفسه و تقديس حزبه، و اختراع احتفالات و مناسبات لتمجيده فيما
يشبه الطقوس الدينية.
غير انه من الملف
للنظر، انه بعدما يقوم القائد الشيوعي بسرقة اقتصاد البلد هو و حزبه، فانه يقوم بإرسال
أبناءه للتعليم في الدول الغربية (عند العدو)، بينما يترك أبناء شعبه في الفقر
المدقع و انعدام الأمل.
و لان الزعيم الشيوعي
أو الاشتراكي في حالة عداوة دائمة مع الغرب (الرأسمالي الامبريالي، الرجعي، عدو
الفلاحين و العمال...)، فإنه يقوم بعسكرة البلد و تحويلها إلى ثكنة عسكرية في
انتظار هجوم الغرب المتوقع في أية لحظة. و
طبعاً عندما يرى الشعب المسكين هذه التجهيزات العسكرية الهائلة و الجيش الضخم، فإن
الشعب المسكين يرتجف خوفاً و يختفي لديه كل أمل في التخلص من هذا الزعيم. كما ان أقصى أمنية لأبناء هذا الشعب المسكين
تكون بالالتحاق بصفوف الجيش أو الحزب، و إظهار الولاء المطلق للزعيم، حتى يرتقي
المناصب.
و لا يكتفي الزعيم
بالعداوة المعلنة مع الغرب، إذ انه و بسبب الفقر الشديد الذي يعيش فيه الشعب و
تحويل الاقتصاد لخدمة الجيش، فان الزعيم دائماً يجد نفسه محتاجاً لاعداءه في
الغرب، فتجده دائم الاحتكاك بهم بشكل أو بأخر. و لكن هذا الاحتكاك الدائم يكون بمثابة فخ لأبناء
الشعب المسكين، حيث ان تذبذب العلاقة بالعدو، يصبح للشعب بمثابة لعبة قيام –جلوس. حيث إنهم مجبرين ان يظهروا الصداقة للغرب عندما
يطلب الزعيم، و مجبرين ان يكونوا أعداء للغرب عندما يطلب الزعيم. و طبعاً، هذا يعطي للزعيم فرصة دائمة للتخلص من
أعداءه (الخونة و عملاء الغرب و الاستعمار و الامبريالية).
و بسبب خوف الشعب
الدائم من تقلبات مزاج الزعيم في علاقته مع العدو، فان الزعيم يحيط نفسه بإفراد
عائلته و لا يثق إلا فيهم. و يظهر هذا في النسخ الثانية من الدول الشيوعية و
الاشتراكية (كوريا الشمالية، رومانيا، كوبا...) و ليس في روسيا و الصين، حيث انه
يستعاض عن أفراد العائلة بالأصدقاء المقربين.
و لان الشيوعية و
الاشتراكية، لا تعتمد على مبدأ ثابت أو تعاليم دينية، فالسياسة فيها تبقى سراً لا
يعرفه إلا الزعيم و اقرب المقربين إليه، فلذلك عندما يموت الزعيم تنتقل الزعامة إلى
اقرب المقربين، و يبقى الجيش هو بمثابة كلب الحراسة الوفي الذي يرعى انتقال السلطة
من الزعيم الهالك إلى أصدقاء و أقارب الزعيم، بينما لا يكون على الشعب المسكين سوى
الإجبار على إظهار الحزن لهلاك الطاغية، ثم الإجبار على إظهار الفرح و السعادة
لتسلم خليفته الأعظم.
http://www.bbc.co.uk/arabic/worldnews/2011/12/111219_north_korea.shtml
الاشتراكية بمثابة الوصفة السحرية لتبرير قيادة الفقراء و المهمشين في ثورة
للانقلاب و الاستيلاء على الحكم و قتل جميع المعارضين و الاستيلاء على ممتلكاتهم. و بالطبع، عندما يكون لقائد الثورة الشيوعية أو
الاشتراكية كامل الصلاحية لقتل الناس و زجهم في السجون لا لشيء إلا لأنه وصفهم بأعداء
الثورة، فان هذا يشكل عصا سحرية في يده تعطيه سيطرة كاملة و تفرد كامل في اتخاذ
القرار، و تحميه بشكل كامل من المحاسبة.
فيتحول جميع أبناء الشعب إلى عبيد و خدم عنده، بينما يقوم هو بسرقة موارد
الدولة و توزيعها هي و المناصب على المقربين.
كما انه بسبب إنكار
الفكر الشيوعي لوجود الإله و بوصفه الدين على انه أفيون الشعوب، فيقوم قائد الثورة
الشيوعية بتأليه نفسه و تقديس حزبه، و اختراع احتفالات و مناسبات لتمجيده فيما
يشبه الطقوس الدينية.
غير انه من الملف
للنظر، انه بعدما يقوم القائد الشيوعي بسرقة اقتصاد البلد هو و حزبه، فانه يقوم بإرسال
أبناءه للتعليم في الدول الغربية (عند العدو)، بينما يترك أبناء شعبه في الفقر
المدقع و انعدام الأمل.
و لان الزعيم الشيوعي
أو الاشتراكي في حالة عداوة دائمة مع الغرب (الرأسمالي الامبريالي، الرجعي، عدو
الفلاحين و العمال...)، فإنه يقوم بعسكرة البلد و تحويلها إلى ثكنة عسكرية في
انتظار هجوم الغرب المتوقع في أية لحظة. و
طبعاً عندما يرى الشعب المسكين هذه التجهيزات العسكرية الهائلة و الجيش الضخم، فإن
الشعب المسكين يرتجف خوفاً و يختفي لديه كل أمل في التخلص من هذا الزعيم. كما ان أقصى أمنية لأبناء هذا الشعب المسكين
تكون بالالتحاق بصفوف الجيش أو الحزب، و إظهار الولاء المطلق للزعيم، حتى يرتقي
المناصب.
و لا يكتفي الزعيم
بالعداوة المعلنة مع الغرب، إذ انه و بسبب الفقر الشديد الذي يعيش فيه الشعب و
تحويل الاقتصاد لخدمة الجيش، فان الزعيم دائماً يجد نفسه محتاجاً لاعداءه في
الغرب، فتجده دائم الاحتكاك بهم بشكل أو بأخر. و لكن هذا الاحتكاك الدائم يكون بمثابة فخ لأبناء
الشعب المسكين، حيث ان تذبذب العلاقة بالعدو، يصبح للشعب بمثابة لعبة قيام –جلوس. حيث إنهم مجبرين ان يظهروا الصداقة للغرب عندما
يطلب الزعيم، و مجبرين ان يكونوا أعداء للغرب عندما يطلب الزعيم. و طبعاً، هذا يعطي للزعيم فرصة دائمة للتخلص من
أعداءه (الخونة و عملاء الغرب و الاستعمار و الامبريالية).
و بسبب خوف الشعب
الدائم من تقلبات مزاج الزعيم في علاقته مع العدو، فان الزعيم يحيط نفسه بإفراد
عائلته و لا يثق إلا فيهم. و يظهر هذا في النسخ الثانية من الدول الشيوعية و
الاشتراكية (كوريا الشمالية، رومانيا، كوبا...) و ليس في روسيا و الصين، حيث انه
يستعاض عن أفراد العائلة بالأصدقاء المقربين.
و لان الشيوعية و
الاشتراكية، لا تعتمد على مبدأ ثابت أو تعاليم دينية، فالسياسة فيها تبقى سراً لا
يعرفه إلا الزعيم و اقرب المقربين إليه، فلذلك عندما يموت الزعيم تنتقل الزعامة إلى
اقرب المقربين، و يبقى الجيش هو بمثابة كلب الحراسة الوفي الذي يرعى انتقال السلطة
من الزعيم الهالك إلى أصدقاء و أقارب الزعيم، بينما لا يكون على الشعب المسكين سوى
الإجبار على إظهار الحزن لهلاك الطاغية، ثم الإجبار على إظهار الفرح و السعادة
لتسلم خليفته الأعظم.
http://www.bbc.co.uk/arabic/worldnews/2011/12/111219_north_korea.shtml