ارام عامودا
مات بسبب مهل الجامعة ام ربطة الخبز
كان جالساً مع عائلته في منزله البارد كبرودة قلب الجلاد كبرودة قلب
الحاكم الظالم ، كان ينظر الى عيون أطفاله المليئة بالدموع من شدة
الجوع و قلبه يعصر دماء الذل التي تسيل في عروقه أكثر من أربعين
عاماً ، فجأتاً وقف على قدميه كجبل تكاثرة عليه الثلوج و أشتدة عليه
العواصف سأخرج لأجلب لكم الخبز ، زوجتهُ المسكينة توسلت أليه
أن لا يخرج و الأطفال يبكون لا تذهب يا أبي .
لكن دموع الأطفال زرع في نفسه حاله غريبة تشبه الأنتحار .
خرج بسرعة البرق و قطع الشارع باحثاً عن ربطة الخبز في
طواحين الحقد و مذلة الحياة القاسية في كل شيء .
أخيراً وجد ربطة الخبز بدء يقبل الخبز و كأنهُ يقبل صديقاً فارقه
منذ زمن طويل ، حضن الخبز و كأنه يحضن فرحاً سيقضي على مأآسي الزمن و دموع الأطفال ، أسرع بخطواته نحو البيت أراد
أن يعبر الشارع مسرعاً هناك مَن ينتظره في البيت هناك مَن
ينتظرون فرجاً يقضي على جوعهم .
و بينما كان هو يقطع الشارع كانت هناك عيون تراقب خطواته
المتسارعة ، تعم أنهم الشبيحة شبيحة الموت كانو متمركزين على
بناية عالية ينتظرون فريستهم .
نظر أليه الشبيح و قال لرفيقه في اي منطقة تريد أن أصيبه رد عليه
الآخر في الرأس أنها المنطقة المفضلة لدي .
كيف يفكرون هؤلاء الأوغاد و كأنهم سيقتلون عدواً أو اي شيء آخر
أنهم لا يملكون قلباً بين أضلاعهم أنهم كفار و أعداء الله
وفي لحظةً من توقف الحياة و مهل الجامعة العربية و غفلةً مقصودة
من المجتمع الدولي . في لحظة أختلاف المعارضة على كيفية
تقاسم الكراسي فيما بينهم و صيحات الشعب المطالبة بالحرية
خرجت الرصاصة من قناصة الشبيح لتدخل رأسهُ و ترميهِ أرضاً
حضن ربطة الخبز بأحدى يديه و كأنهُ أدرك أن الحياة قد توقفت
و لكنه آراد الحفاظ على ربطة الخبز و وضع يدهُ الثانية على
قلبه يترجاه أن لا يتوقف و يترجا ملك الموت أن لا يأخذ روحه
الآن الى السماء لكن قدرة السماء أرادة غير ذلك .
في لحظة صعود روحه الطاهرة الى السماء مع توقف نبضات القلب
تعالى صوت قهقهة الشبيح لقد أصبتهُ في المكان الذي تريد .
لازال أطفالهُ و زوجته ينتظرون قدومه مع ربطة الخبز
و لازالت الجامعة العربية تعطي المهل للنظام لقتل غيره أيضاً
لازال مجلس الأمن ينظرون الى صورته وهم غامضو العيون
لازالت المعارضة مختلفة على كراسي وهمية أنستهم أن هناك دماء
تسيل كل يوم في شوارع الوطن .
و لازال الموت حدث من أحداث حياتنا اليومية .