عذراً أيها السيد, سامحني أيها النبيه, اغفر لي أيها الجنرال لأني ما زلت إنسان.. تكرموا و إسمحوا لي أن أكتب بحبر أسود لأعبر عن مشاعري الحزينة , فلا أستطيع أن أمنع يدي عن الكتابة و لساني عن الكلام ولكن لن أستخدم اللون الأحمر في موقفي, سأترك هذا الكلام بلا أثار لوحشية او لقتل, لإنتقام او لتأييد, بل سأتركه كما هو كما أنا كلام إنسان لم يستطع أن يتجاهل حدة مشاعره, لم يستطع أن يتحدى إنسانيته, لم يستطع أن يقتل ذلك الطفل البريء في داخله.. سامحني أيها النظام الممانع الشقيق, فلم أستطع تجاهل نداء أطفال العصابات المسلحة, سامحني لأنني عاجز عن دعم جبهة المقاومة العربية في وجه دماء ينزف من برائة العملاء, سامح كلاماتي لأنها عجزت عن وصف سوريا بسوريا الأسد ولكنها لم تخجل يوماً من إعتبار سوريا الشعب السوري, لم تخجل من أن تدين كل ما يحصل, لم تخجل من أن تقف مع شعب و تمانع ضد نظامه, سامحني لأنني لست أنا الشخص المخول لمهمتك, لست أنا من أبيع تلك المبادىء, لست أنا من يتاجر بإنسانيته, عذراً " ما قدرت كون مصلحجي" ولم أدع مصالحي تغلب مواقفي بل تلك الإنسانية هي التي حكمت وهي التي ستحكم في كل الأوقات...عذراً أيها الطفل "ساري" فلن أتمكن من دعمك وترك مئات الأطفال قبلك ممن ضحى بطفولته من أجل مفهوم العمالة الحالي" الحرية", عذراً أيها السيد, رغم إفتخاري بك كرجل دافع عن وطني بكل ما يملك ولكن لا أستطيع أن أحسبها مثلك, لا أستطيع أن أتحول إلى غيري فهذا أنا لم أحاول ولن أحاول أن أتغير, لن أصمت عن دماء أطفال ولا عن غضب نساء ولا عن إستشهاد رجال لأجلك أو حتى لأجل أي حزب أو أيا أحد مهما كان, عذراً أيها الجنرال لا يمكنني المحاربة من أجل الجلوس على الكراسي و ترك الأطفال يموتون بلا رحمة على الأراضي, أيها النبيه سامحني و إغفر لي يا وئام فحتى لو "صرمايتك" كانت جزائي فلن أهتم ما زال أخي الإنسان يعتقل ويحبس تحت أراضي "الصرامي".. عذراً أيها الرئيس الروسي, فلا أستطيع أن أبيع مشاهد مؤثرة لا تفارق ذاكرتي في أسواق المتجارة الوحشية من أجل معاداة أي طرف كان, عذراً أوباما فأنا لا يمكنني أن أصدر كلام دون معنى, عذراً أيتها الجامعة العربية فأنا لا يمكنني الإنتظار أكثر من ذلك, فأوجاعي قد ملت و مشاعري قد نامت نوماً عميقاً ولا بد لها أن تستيقظ لأنني ما زلت حياً وقلبي يدق حزناً و ألماً على أشخاص ما من ذنبهم إلا أن حلموا بشي جديد حتى الحلم أصبح ممنوعاً وحتى كلامي ربما أصبح ممنوعاً ولكن لن أهتم بعد الان وسأعلنها بدون خجل أنا ما زالت إنسان! عذراً أيتها الدولة اللبنانية, عذراً لأني لن أدعم مواقف دولتي و لن أخفي الحقائق بل سأكتب و سأتكلم و سأسمسع فقط صوت إنسانيتي, تعبت من المزايدات الوطنية و لم أعد أهتم بها.. أنا خائن,عميل,متواطىء سموا ما تريدون أن تسموا كما تحبوا و لكن لن أبيع مشاعري و إنسانيتي و ديني و قلبي مهما كان الثمن, عذراً لأني إعترفت بهذه الحقائق و مستعد لأي نوع من العقوبات مهما كانت, لست خائفاً فلدي حياة واحدة الله قد خلقها والله يأخذها, ولكنني لست مستعد أن أخسر ما قد ميزني فيه الله عن باقي الكائنات ولست مستعد أن أخجل عندما يسألني الله في الاخرة لما صمت, كلامي لا شيء أعلم ولكن أفضل من أن أظل صامتاً على الأقل لقد برهنت أنني ما زلت إنسان في زمن قل فيه الإنسان وتغيرت فيه مفاهيم الوفاء حيث أصبح التغيير خيانة و الإصلاح عمالة. عذراً ولكن هذه المرة ليست لأحد بل لنفسي لأنها ما زالت تعيش وتعاني في زمن لا يليق به الحياة!
عبدالله بعلبكي
عبدالله بعلبكي