عودتنا الدراما العربية على مسلسلات شيقة كان من الواضح للمتمعن فيها اسلوب التعبئة الجماهيرية ضد عدو مفترض يتربص بالبلد . وتحاكي هذه المسلسلات احداثا تاريخية قريبة ..من استعمار وما الى ذلك حيث يصور للناس مساوىء مايمارسه الاستعمار من اذلال واهانة للشعوب . وهذه الطريقة في التعبئة مستمرة منذ تسلم الانظمة الدكتاتورية الحكم بعد جلاء الاستعمار في العصر الحديث ومن الجانب الاخر تمرر السلطة اساليبها في قهر واذلال نفس تلك الشعوب التي تعبئها بأستخفاف واضح لعقول الناس . فهل مارس الاستعمار الفرنسي جزء بسيط مما مارسته عصابة الاسد الاب والابن .... بالتأكيد لا وان مارسته نستطيع ان نقول انه منطق المحتل دائما اما ماهو غير منطقي فما وقع من تلك الانظمة في معادلتها العجيبة وهي( نضال حتى خروج المحتل وتشكيل حكومة وطنية تمارس القمع اكثر من المحتل بكثير) وقد كثفت الحكومة السورية تلك الاعمال في الاونة الاخيرة حتى وصل مسلسل باب الحارة الى جزئه الرابع او الخامس.... لاادري . وهذا العام توقف المؤلف والسيناريست والمخرج والممثلين في سوريا وبدأ الشعب منذ تسعة اشهر بكتابة سيناريو وتأليف واخراج وتنفيذ وليس تمثيل الجزء الاهم والاصدق من مسلسل باب الحارة والذي ينقل مباشرة من حمص وحماة ودرعا وكل مدن سورية والذي سيضع حدا لكل الاجزاء الملفقة السابقة وينهي هذه الدوامة من الكذب والاحتيال التي مارسها ازلام النظام البعثي ويفضح ويحاكم المستعمر الاخطر الذي شرعن استعماره بأسم القيادة الوطنية القومية التي خرجت من بين البسطاء . ان هذا ليس انتقاصا من جهد و حرفية الفنانين انما نقدا نظنه بناءا لتعديل ماتم حرفه عن المسار الصحيح لرسالة الفنان . فالفن الذي لايحاكي الواقع ويسهم في تخدير الناس ويقدم بهذه الطريقة لايسمى فنا بل اداة مهمة في قمع الشعوب وتخديرها الى حين.