تواجد طبيب الثورة السورية في بلدة الرستن بمحافظة حمص وقت هجوم الجيش، كما تواجد في حماه أول أيام رمضان، وكان في بلدة تبليسة بالقرب من حمص وقت الاقتحام.
وغطى بنشاطه معظم المدن السورية التي شهدت احتجاجات جماهيرية، وساهم بعلاج الجرحى تحت القصف والاقتحامات حتى غدا في مقدمة المطلوبين من قبل النظام السوري.
وأوضحت المصادر أن عثمان كان يعيش بالقرب من مدينة دمشق في حي برزة، ويصفه أصدقاؤه بأنه كان يحظى بشعبية من جميع طوائف سوريا, وأصيب والده بسرطان في الدماغ ليتفرغ ابراهيم لرعايته طيلة شهرين حتى وافته المنية.
يعتبر عثمان أصغر إخوانه الشباب والأقرب لوالدته لما يعرف عنه في محيطه من عقلانية في معالجة الأمور وحرصه على مصلحة أسرته.
كما يعتبر عثمان مؤسس تنسيقية أطباء دمشق والناطق الإعلامي باسمها وأحد أشجع أطبائها، منذ بداية الثورة وهو يجند مهنته الطبية لإسعاف الناس في القرى السورية ليلا نهارا.
وتحت الضغط والملاحقة من قبل قوات الأمن وبعد أن أصبح أحد أهم المطلوبين للأمن قرر أخيرا الهروب الى اسطنبول، إلا أنه أصيب بطلق ناري على يد عناصر من المخابرات الجوية على الحدود التركية مما أدى إلى وفاته.
كان عثمان ولد في الرياض سنة 1985، وحصل على شهادة الثانوية، وكان ترتيبه الأول على المملكة العربية السعودية، وحصل على منحة من الملك آنذاك لدراسة طب الأسنان في السعودية، ولكنه اختار دراسة الطب البشري ليتجه بعدها إلى سوريا للدراسة في جامعة دمشق عام 2003 ويتخرج منها عام 2009.
تقول الفنانة فدوى سليمان عبر صفحتها على فيسبوك "كلمني قبل ساعات من استشهاده.. قال: ألم تتذكريني؟ أنا من كان محمولاً على الأكتاف في إحدى المظاهرات التي شاركتِ بها في دمشق.. قلت له تذكرتك، أنت صاحب الوجه الأبيض والشعر الطويل قليلاً.. فأجاب بنعم.. قال وضعي الآن سيء وأنا ملاحق وفي مكان سيء.. وسأسافر إلى اسطنبول بعد كم يوم.. لم يقل إنه كان ينوي السفر مباشرة".
وتابعت "لماذا يا إبراهيم كلمتني قبل ساعات من استشهادك؟ وأية حكمة هذه في أن نتكلم وأتذكرك قبل ساعات من استشهادك!، ترى من كان إلى جانبك ليقدم لك الدواء يا إبراهيم وأنت الذي قدمت الدواء والحياة للمئات؟ رحمك الله.. ولن أنسى رنة صوتك التي كانت تقول: ماذا تريد حمص من دواء؟".
من جانب آخر، ذكرت مصادر لـ"العربية نت" أنه قام بمساعدة طبيب آخر بمعالجة ما يفوق المئة جريح وإنقاذ حياة المئات في يوم الجمعة العظيمة، ومنذ بداية الثورة وهو يستغل مهنته الطبية لإسعاف الناس في القرى السورية حتى لو اتصلت به في أي وقت وعندما يسأل عن الخوف كانت كلمته المشهورة "الحامي الله".
إمض يا إبراهيم .. فمثلك مقامه ليس بيننا
ما أرخصت لبلدك جهدك ولا طاقتك حتى أجذلك لها الروح ..
وقد آن للفارس أن يسلم الراية لمن حوله
ويترجل .. هنااااك .. حيث جنات وعيون .. وحور عين ..
وأنتم أيها الظالمون مهلا .. لقد اقترب وقت الحساب