كدنـا أن نتـشيــــع !!
رسالة إلى السيد حسن نصر الله
خالد المحاميد
من دون التذكير بما قدمه السوريون من تضحيات ليحقق حزب الله ما حققه من وجود مادي ومعنوي في لبنان وفي العالمين العربي والإسلامي، فإن من ابسط الأسئلة التي يطرحها السوريون هي " هل قاموا بواجبهم الوطني والقومي تنفيذا لأوامر عصابة آل الأسد؟" أم هو طبع فيهم كشعب حمل على عاتقه منذ ولادة الدولة العربية الحديثة عبء المقاومة والوحدة والتحرير؟
هذه رسالة تذكير للسيد حسن نصر الله على الرغم من أنني مدرك إن المواقف التي اتخذها حزب الله من الثورة السورية، لن يثنيه عنها رسالة مثل هذه، فإذا كان شلال الدم الذي يهدر في شوارع المدن السورية لم يثن حزب الله على تغيير مواقفه، فلا شيئ سيغيرها غير انتصار الدم على السيف، كما يعبر عن ذلك دائما السيد حسن نصر الله في خطبه.
ومن المؤكد أن انتصار الشعب السوري في ثورته واقتلاع عصابة آل الأسد من جذورها، ستدفع حزب الله لتغيير مواقفه، ولكن ذلك لن يكون نافعا في حينه، ويكون الوقت قد فات لتقبل هذا التغيير من شعب يصفه السيد حسن نصر الله بأنه متآمر على سوريا والمقاومة، وأنه أداة بيد قوى أجنبية هدفها حماية إسرائيل، وبالتالي فإن الشعب السوري حسب منطق السيد حسن نصر الله، يقدم اليوم آلاف الشهداء وعشرات آلاف الجرحى والمعتقلين والمفقودين، ليس من أجل الحصول على حريته وكرامته المفقودة، بل أنه يدفع أجمل شبابه إلى الموت ليعيق حزب الله من تحرير ما تبقى من الأرض اللبنانية المحتلة، ويمنعه من سفك دماء الصهاينة!!
هكذا يضع السيد حسن نصر الله جثامين خمسة ألاف شهيد سوري جدارا بينه وبين تحرير الأرض العربية من محتليها الصهاينة.
ويفترض من المنطق نفسه أن عصابة آل الأسد، تقوم بمهمة هدم جدار الجثامين هذا كي تشرق شمس التحرير، لكن وبحق ما لذي كان يمنع عصابة آل الأسد من شن حروب التحرير قبل أن يرتفع جدار الموت في وجهها، فتضطر إلى توجيه مدافع دباباتها نحو المدن السورية، بدلا من أن تكون موجهة إلى العدو الصهيوني الذي لم يجد طوال أربعين عاما حدودا أكثر أمانا من الحدود السورية ؟
أنه لأمر مدهش أن ينحدر التفكير بقيادات حزب الله إلى هذا المستوى، ففي الوقت الذي كان الشعب السوري يقتطع من لقمة عيشه ويقتسم رغيفه مع المقاومة، كانت عصابات الأسد وشبيحتهم يثقلون هذا الشعب بالفساد والنهب المنظم ويعاملونه باحتقار ودونية ضاربين بحقوقه عرض الحائط، ومع ذلك رغم كراهية السوريين لها النظام وظلمه وجبروته، فقد سكتوا عنه مكرهين بسبب أكاذيبه عن المقاومة والتحرير، إلى أن أدركوا أن المقاومة والتحرير لا يتحققان من دون حرية وكرامة ، وهو درس لم يتعلمه السوريون من نماذج الثورات العربية التي تعتبر ثورات باهته بالنسبة لثورته الأصيلة، بل تعلمه من تجربة حزب الله نفسه.
قد يدهش هذا قيادات حزب الله، حين نقول أن أحد أسباب اندلاع الثورة السورية كان سببها إنجازات حزب الله على الصعيد العسكري والسياسي والاقتصادي والثقافي، فقد رأى شبابنا كيف أن النموذج الحر لبناء منظومة اجتماعية وأخلاقية وسياسية تخلوا من الفساد والنفاق والانتهازية والظلم والاستعباد، كان ممثلا في تجربة حزب الله الذي تأسس ونما وتوسع وتحول إلى منظومة اجتماعية وسياسية وعسكرية في ظل غياب سيادة الدولة اللبنانية، وأن جود دولة محكومة بنظام فاسد وانتهازي ومنافق ومستبد هو ما يعيق تقدم الشعب ويحط من قدراته على المقاومة والتحرير.
إن من المؤكد أن حرب تموز 2006 كانت مرحلة فارقة بين خيارين، أحدها أن تبقى مستعبدا ومهانا وغير قادر على أي أنجاز، أو تكون حرا قادرا على الاختيار وتحمل المسؤولية، فالشعب السوري سئم ادعاءات عصابة آل الأسد بالمقاومة والتحرير وهي تتلطى خلف إنجازات حزب الله، بينما يرى أرض الجولان على مرمى حجر منه، فهو يريد أن يصنع النصر بنفسه، وقد رأى كيف أن الحرية والتنظيم والإيمان والإخلاص، خلقت منظومة سياسية وعسكرية واجتماعية واقتصادية قوية من الصعب هزيمتها، إلى حد أن الاندفاع نحو تبني فكرة المقاومة على طريقة حزب الله ، لم يكن ينقصها إلا اقتلاع عصابة آل الأسد الفاسدة وغير المؤمنة بقدرة شعبنا على النهوض والمقاومة والتحرير، حتى خشينا أن هذا الوله بحزب الله وتجربته وإنجازه في حرب تموز بين شبابنا سيدفعهم ليس فقط إلى تبني أساليبه التنظيمية والقتالية بل إلى اعتناق مذهبه الديني.
نعم ياسيد حسن نصر الله لقد كدنا نتشيع !! لولا أن أشفق الله على شبابنا وعجل بثورتهم لكشف الخلفية الطائفية التي يلتقي فيها حزب الله مع عصابة آل الأسد، فانكشف لنا أن لحاف المقاومة اقصر من أن يغطي عورة الطائفية .
رسالة إلى السيد حسن نصر الله
خالد المحاميد
من دون التذكير بما قدمه السوريون من تضحيات ليحقق حزب الله ما حققه من وجود مادي ومعنوي في لبنان وفي العالمين العربي والإسلامي، فإن من ابسط الأسئلة التي يطرحها السوريون هي " هل قاموا بواجبهم الوطني والقومي تنفيذا لأوامر عصابة آل الأسد؟" أم هو طبع فيهم كشعب حمل على عاتقه منذ ولادة الدولة العربية الحديثة عبء المقاومة والوحدة والتحرير؟
هذه رسالة تذكير للسيد حسن نصر الله على الرغم من أنني مدرك إن المواقف التي اتخذها حزب الله من الثورة السورية، لن يثنيه عنها رسالة مثل هذه، فإذا كان شلال الدم الذي يهدر في شوارع المدن السورية لم يثن حزب الله على تغيير مواقفه، فلا شيئ سيغيرها غير انتصار الدم على السيف، كما يعبر عن ذلك دائما السيد حسن نصر الله في خطبه.
ومن المؤكد أن انتصار الشعب السوري في ثورته واقتلاع عصابة آل الأسد من جذورها، ستدفع حزب الله لتغيير مواقفه، ولكن ذلك لن يكون نافعا في حينه، ويكون الوقت قد فات لتقبل هذا التغيير من شعب يصفه السيد حسن نصر الله بأنه متآمر على سوريا والمقاومة، وأنه أداة بيد قوى أجنبية هدفها حماية إسرائيل، وبالتالي فإن الشعب السوري حسب منطق السيد حسن نصر الله، يقدم اليوم آلاف الشهداء وعشرات آلاف الجرحى والمعتقلين والمفقودين، ليس من أجل الحصول على حريته وكرامته المفقودة، بل أنه يدفع أجمل شبابه إلى الموت ليعيق حزب الله من تحرير ما تبقى من الأرض اللبنانية المحتلة، ويمنعه من سفك دماء الصهاينة!!
هكذا يضع السيد حسن نصر الله جثامين خمسة ألاف شهيد سوري جدارا بينه وبين تحرير الأرض العربية من محتليها الصهاينة.
ويفترض من المنطق نفسه أن عصابة آل الأسد، تقوم بمهمة هدم جدار الجثامين هذا كي تشرق شمس التحرير، لكن وبحق ما لذي كان يمنع عصابة آل الأسد من شن حروب التحرير قبل أن يرتفع جدار الموت في وجهها، فتضطر إلى توجيه مدافع دباباتها نحو المدن السورية، بدلا من أن تكون موجهة إلى العدو الصهيوني الذي لم يجد طوال أربعين عاما حدودا أكثر أمانا من الحدود السورية ؟
أنه لأمر مدهش أن ينحدر التفكير بقيادات حزب الله إلى هذا المستوى، ففي الوقت الذي كان الشعب السوري يقتطع من لقمة عيشه ويقتسم رغيفه مع المقاومة، كانت عصابات الأسد وشبيحتهم يثقلون هذا الشعب بالفساد والنهب المنظم ويعاملونه باحتقار ودونية ضاربين بحقوقه عرض الحائط، ومع ذلك رغم كراهية السوريين لها النظام وظلمه وجبروته، فقد سكتوا عنه مكرهين بسبب أكاذيبه عن المقاومة والتحرير، إلى أن أدركوا أن المقاومة والتحرير لا يتحققان من دون حرية وكرامة ، وهو درس لم يتعلمه السوريون من نماذج الثورات العربية التي تعتبر ثورات باهته بالنسبة لثورته الأصيلة، بل تعلمه من تجربة حزب الله نفسه.
قد يدهش هذا قيادات حزب الله، حين نقول أن أحد أسباب اندلاع الثورة السورية كان سببها إنجازات حزب الله على الصعيد العسكري والسياسي والاقتصادي والثقافي، فقد رأى شبابنا كيف أن النموذج الحر لبناء منظومة اجتماعية وأخلاقية وسياسية تخلوا من الفساد والنفاق والانتهازية والظلم والاستعباد، كان ممثلا في تجربة حزب الله الذي تأسس ونما وتوسع وتحول إلى منظومة اجتماعية وسياسية وعسكرية في ظل غياب سيادة الدولة اللبنانية، وأن جود دولة محكومة بنظام فاسد وانتهازي ومنافق ومستبد هو ما يعيق تقدم الشعب ويحط من قدراته على المقاومة والتحرير.
إن من المؤكد أن حرب تموز 2006 كانت مرحلة فارقة بين خيارين، أحدها أن تبقى مستعبدا ومهانا وغير قادر على أي أنجاز، أو تكون حرا قادرا على الاختيار وتحمل المسؤولية، فالشعب السوري سئم ادعاءات عصابة آل الأسد بالمقاومة والتحرير وهي تتلطى خلف إنجازات حزب الله، بينما يرى أرض الجولان على مرمى حجر منه، فهو يريد أن يصنع النصر بنفسه، وقد رأى كيف أن الحرية والتنظيم والإيمان والإخلاص، خلقت منظومة سياسية وعسكرية واجتماعية واقتصادية قوية من الصعب هزيمتها، إلى حد أن الاندفاع نحو تبني فكرة المقاومة على طريقة حزب الله ، لم يكن ينقصها إلا اقتلاع عصابة آل الأسد الفاسدة وغير المؤمنة بقدرة شعبنا على النهوض والمقاومة والتحرير، حتى خشينا أن هذا الوله بحزب الله وتجربته وإنجازه في حرب تموز بين شبابنا سيدفعهم ليس فقط إلى تبني أساليبه التنظيمية والقتالية بل إلى اعتناق مذهبه الديني.
نعم ياسيد حسن نصر الله لقد كدنا نتشيع !! لولا أن أشفق الله على شبابنا وعجل بثورتهم لكشف الخلفية الطائفية التي يلتقي فيها حزب الله مع عصابة آل الأسد، فانكشف لنا أن لحاف المقاومة اقصر من أن يغطي عورة الطائفية .