خبر وتعليق: نداء من
أجل المستقبل



خالد المحاميد


الخبر


عمليات
سرية تنطلق من اسكندرونه لإقامة منطقة عازلة






حسب تقارير مؤكدة فإن
عشرات الضباط من حلف الناتو وضباط من دول عربية أقاموا قاعدة لهم جنوب تركيا في
مقاطعة اسكندرونه المتاخمة للحدود السورية ، وذلك بهدف التنسق لعمليات عسكرية
لإقامة منطقة عازلة خارجة عن سلطة الأسد



ونشر موقع "ديبكا
فيلا" الإلكتروني الذي تديره الاستخبارات الإسرائيلية في عددها الأسبوعي، إن عمليات سرية تقوم بها الاستخبارات
الأمريكية والعربية داخل سوريا تهدف إلى تفكيك القوة العسكرية لعصابة آل الأسد،
وإقامة منطقة عازلة يلجا غليها الجنود المنشقون بهدف تجميعهم لشن هجمات منظمة ضد
كتائب عصابة آل الأسد



وعلى الرغم من ذكر
ديبكا أن هناك تعاونا إسرائيليا في هذا المجال ،إلا أنها أشارت إلى ان العمليات
الإستخبارية الإسرائيلية تستهدف إيران وحزب الله ذراعها العسكري في لبنان ، وإن الاستخبارات
الإسرائيلية تقوم بعمليات سرية داخل إيران بالتنسيق مع الاستخبارات الأمريكية.






التعليق


أوصلت عصابة آل الأسد
شعبنا المقهور الذي كان من أشد الشعوب في العالم عداء للسياسات الأمريكية ، إلى تمني التدخل الأمريكي
لإنقاذه من براثن المجرمين القتلة الذي سلطتهم عصابة آل الأسد على رقاب شعبنا .
وفي الأمثال يقولون ما لذي أجبرك على المرِ غير الذي أمرّ منه .



والأمرّ من التدخل
الأجنبي في الشؤون السورية، هو ما تقوم به عصابات الأسد من قتل المواطنين السوريين
الذي خرجوا مطالبين بالحرية والعدالة، فلو قام رئيس العصابة باعتقال رئيس شعبة
الأمن السياسي ابن خالته عاطف نجيب الذي اعتقل أطفال درعا ونكل بهم ، ولو قام باعتقال محافظ درعا المجرم فيصل
كلثوم وقدمهم إلى المحاكمة لما وصل الحال بسوريا لما وصل إليه .



السوريون بدأوا
مطالبهم بالإصلاح ، ومحاكمة من أهانهم وتطاول على كرامتهم، لم يكن في خططهم القيام
بثورة تعصف بسوريا، ولم يكن يدور بخلدهم أن جيشهم الوطني الذي لم يطلق رصاصة واحدة
باتجاه إسرائيل طوال 35 عاما، سيوجه فوهات مدافعه نحو بيوتهم وصدورهم ، لم يكن أحد
يصدق أن من يحكم سوريا هم مجرد عصابة يهمها جمع المال والعيش في الملذات غير عابئة
بالوطن ومصيره، ولا بالمواطنين وحالهم.



لهذا السبب لم تتردد عصابة آل الأسد من البطش بالمواطنين
السوريين بواسطة قواها الأمنية والنخبة العسكرية التي كنا نظن أنها تعدها لاستعادة
الجولان السوري المحتل، ولم يكتف بذلك، بل وأيضا استأجر المرتزقة الطائفيين لممارسة
أبشع أنواع القتل والتعذيب بحق المواطنين السوريين، لم يرحم طفلا ولا امرأة ولا شيخا،
والأكثر رعبا أن يكون قد سمح لمقاتلين من حزب الله وأتباع مقتدى الصدر من دخول
سوريا حسب مايذاع من أنباء، وإذا صحت هذه الأنباء فإن عصابة آل الأسد قررت أن تذهب
وتذهب معها سوريا وربما المنطقة كلها إلى موقع يغرق الجميع فيه بالدم.



من هذه النقطة يتوجب
علينا قبول أية مساعدة دولية لمنع تنفيذ هذا السيناريو المرعب، وإذا كانت إسرائيل
تلعب في الجانب الإيراني ولها مصلحة في قطع الشريان السوري الذي يغذي حزب الله، فإن
المسؤولية كلها تقع على عاتق عصابة آل الأسد التي تمادت بممارسة العنف ضد
المتظاهرين العزل، وتسببت في انشقاق عشرات الآلاف من العسكريين الذي اختاروا
التضحية بأنفسهم على قتل مواطنيهم العزل



والآن مالحل؟


نهر الدم يزداد غزارة
، وعصابة آل الأسد مصرة على المضي بأسلوبها الدموي لقمع الثورة ، وإسرائيل وحلف
الناتو على الحدود، والجيش السوري يتآكل، وقد يتم تدميره كليا، الدولة ستنهار،
والقتل على الهوية قد حدث وقد يتسع ويشمل جميع المحافظات السورية، الشعب محاصر
والدولة محاصرة، لا وقود ولا غذاء، والناس بلا عمل تنتظر فرجا من الله



ماهو الحل الآن؟


لم يتبق سوى حل واحد
وأخير هو رحيل عصابة آل الأسد إلى خارج سوريا، وتسليم السلطة إلى نائبه بانتظار
تشكيل حكومة إنقاذ وطني تتسلم الحكم وتدير الدولة حتى إجراء انتخابات وتغيير
الدستور، حتى لو اضطر السوريون إلى منح عصابة آل الأسد مرورا آمنا إلى خارج سوريا،
علينا ان نقبل بذلك على مضض، فالوضع لا يحتمل بقاء هذه العصابة.



لكن ماذا إذا أصرت
العصابة على البقاء واختارت دمارها ودمار سوريا معها؟



لا يخفى على أحد أن
هذا السيناريو ممكن نظرا للطبيعة ال
كولونيالية لعصابة الأسد، وفي هذه الحال لن
تسقط عصابة آل الأسد من دون أن تقوم بتدمير
البنية الأخلاقية والمادية والمجتمعية للطائفة العلوية بشكل أساسي وكلي،
ولبقية الطوائف بشكل نسبي، الشيء الذي سنحتاج معه إلى مرحلة تأهيل نفسية واجتماعية
وأخلاقية لسنوات طويلة حتى يمكن أن يتعايش
السوريون مع بعضهم البعض من جديد، وفي هذا خسارة كبيرة جدا ستعود بالضرر الفادح
على السوريين جميعا ولسنوات طويلة ، ويمكن تلافي هذه الخسارة بقيام بعض أركان
النظام مدعومين من عقلاء الطائفة العلوية بالانقلاب على عصابة آل الأسد، أو التخلي
عنهم والإعلان بوضوح عن نأيهم وتخليهم عن هذه العصابة المجرمة ، وهو الحل المتبقي
حتى لا نرى جيوش أجنبية تقاتل على الأراضي السورية ، وهو المخرج الوحيد لتبقى
سورية قوية وغير مفككة .



إنه نداء من اجل
المستقبل، من أجل أطفال سوريا وشبابها ، لا تتركونا نقبل حماية الأعداء البعيدين
من عدوان الأعداء القريبين ، إن السيناريوهات الجاهزة لتنفيذها في سوريا، فيها
دمار جيشنا الوطني ومؤسساتنا الوطنية واحتراب طويل الأمد سنتمنى خلاله ليس حلف
الناتو فقط للتدخل لوقف سفك الدماء، بل قد
نضطر إلى الطلب من أعدائنا الصهاينة وقف سفك الدماء السورية، على الأقل طرف ما من
الأطراف المتقاتلة سيفعل ذلك بكل تأكيد.