إننا قد نستطيع أن نتفهم دواعي ومبررات وأعذار النباحين ، والناعقين ، والمؤيدين لنظام الأسد من السوريين ، ولكن ما هي حجج ، وأعذار ، ومبررات المؤيدين من غير السوريين ؟؟؟.
سنحاول في هذه المقالة الصغيرة ، أن نسلط الأضواء على الأسباب – التي يقولون أنها وجيهة ، ومشروعة ، وواقعية ، وحقيقية ، ومنطقية ، وقومية ، وعروبية ، ونفسية ، ووطنية ، ومقاومية ، وممانعية – التي جعلت ودفعت وحفزت وجيشت ، اللبنانيين ، والأردنيين ، والعراقين ، وغيرهم لتأييد ودعم ، ومؤازرة ، ومساندة ، ومباركة كل هذه الجرائم الوحشية الفظيعة ، الهائلة المخيفة ، المرعبة المقززة ، التي يندى لها جبين البشرية ، والإنسانية ، بل والحيوانية ، والبهيمية .
لماذا هذه القطعان من المخلوقات العضوية المتحجرة ، المتكلسة ، المتخشبة ، تسير مهرولة راكضة لاهثة وراء هذا المجرم ... هذا السفاح ...هذا الأبله ... هذا المعتوه ... هذا الأجدب ... هذا المجنون ... هذا المأفون ... هذا الرويبضة ... هذا المعاق ... هذا المتخلف عقليا وفكريا ونفسياً ... هذا الشبح ... هذا الخيال ... هذا الوهم بشار بن حافظ ؟؟؟
أصناف هذه القطعان الراكضة وراء بشار
الصنف الأول : الفرس المجوس وأحزابهم ومن شايعهم
هؤلاء هم أشد القطعان عداوة للمؤمنين ، والمسلمين ، والعرب أجمعين ، ولو أنهم يدعون زورا وبهتانا ، أنهم من المسلمين ، ولديهم دولة يسمونها ، ايران الإسلامية ، ولو أنهم يدعون كذبا وإفكاً أنهم عرب من العراق أو لبنان أو سواهما ، إلا أنها كلها رايات سوداء ، يتخفون وراءها ، ليخدعوا ويضللوا البسطاء والسذج والطيبين من العرب والمسلمين ، إلا أن الله العزيز الحكيم ، قد أذن في هذه الأيام المباركة بالذات – أيام اليقظة الإسلامية ... اليقظة الفكرية ... يقظة التحرر من الذل والخوف والخنوع للطاغوت ... يقظة الإنعتاق من العبودية لغير الله تعالى - أن يهتك سترهم ، ويفضحهم على رؤوس الأشهاد ، بعد أن عاثوا في الأرض فسادا وخرابا ، ودمارا وهيمنوا واستولوا على عقول الناس ، أذن الله تعالى القادر المقتدر ، الخبير البصير ، أن يكشف حقيقتهم ، ويظهر عداوتهم ، ويبين التناقض في تصرفاتهم وسلوكهم ، حيث أنهم يعلنون أنهم دولة إسلامية ويحكمون بالإسلام ، ويعادون العلمانيين ، وفي الوقت نفسه ، يتعاونون ويؤازرون أكبر علماني في المنطقة العربية ، بشار الأسد ، كيف يقبل هذا ؟؟؟؟ مما يؤكد ويثبت ، أنهم كذابون أفاكون ، لا يؤمنون بإسلام ، وإنما يؤمنون بالذي يساعدهم في مشروعهم ، ومخططهم الذي يعملون لأجله ليلا نهارا ، لتحقيقه وهو السيطرة والهيمنة ، على البلاد العربية ، وخاصة بلاد الشام والجزيرة العربية ، لإعادة أمجاد الإمبراطورية الفارسية القديمة .
الصنف الثاني : حزب الله
هذا الحزب من أخبث ، وأسوأ ، وأشنع ، وأجرم ، وأفظع ، حزب في المنطقة العربية ، يتخفى وراء اسم الله العظيم ، ويتسمى بإسمه الجليل ، ليخدع الناس ويضللهم ، ويضحك عليهم ، و هو حزب فارسي الأصل ، أخطبوطي له أذرعة كثيرة منتشرة في البلاد العربية ، في لبنان وهو المقر الرئيسي ، وفي البحرين ، والعراق ، والمنطقة الشرقية في السعودية ، واليمن ، ومصر وربما في غزة وغيرها ، ولاؤه الأساسي لإيران ، وارتباطه الفكري والعقيدي ، بآية الشيطان العظمى خوميني وخامئيني ، وغيرهما من أصحاب العمائم السوداء ، وارتباطه السياسي والعقدي أيضا مع النظام الأسدي ، الذي يدعمه دعما لا متناهي بحجة مزيفة ، وهي دعم المقاومة – تلك الكلمة العاهرة الداعرة ... تلك الكلمة الخادعة الكاذبة ... تلك الكلمة التافهة الفارغة من أي مضمون ، والتي أصبح النظام وأذنابه يستخدمونها لتبرير الطغيان والإستبداد والظلم والقتل .
الصنف الثالث: القوميون والأعرابيون
هؤلاء القطعان البشرية السائمة ولدت في أيام جمال عبد الناصر ، ونشأت وتربت ، وترعرعت في كنفه وتحت عينه وبصره ، فكانت تطرب وتترنح متمايلة متراقصة ، على وقع كلماته العنترية الهدارة ، وتصفق له منتشية ، جذلانة ، فرحة بعباراته القوية الطنانة ( سنقذف اسرائيل في البحر ) ، ومات عبد الناصر في 28-9-1970 ، وخلت الساحة من قائد القومية العربانية ، فما كان من الخبيث الثعلب ، الماكر حافظ سليمان ، إلا أن ينقض على الحكم في سورية في 16-11-1970 ليحمل راية القومية العربانية ، ويردد نفس الشعارات ، التي لم تمنع من إلحاق أكبر هزيمة للعرب في العصر الحديث ، حيث انتصرت دويلة يهود على ثلاث دول عربية في خلال ستة أيام فقط ، واستولت على الضفة الغربية وغزة ، وسيناء ، والجولان .
وتراكضت هذه القطعان السائمة كالسكارى ، وراء صيحات القومية التي أخذ حافظ يطلقها ، ومن بعده ابنه الأبله بشار ، يؤيدونها ويرددونها وراءه كالببغاوات ، لا يفقهون ولا يعون ، ولا يدرون إلى أين سائرون ، المهم لهم أنهم يسمعون كلمات مطربة فاتنة ، تدغدغ أهواءهم ، وتسكر عقولهم وتخمرها ، وتختم على أبصارهم وآذانهم ، وصدورهم غشاوة ، فهم لا يبصرون ولا يسمعون ولا يعقلون .
والغريب المدهش أن قسما من هذه القطعان ، يحمل شهادات علمية عالية ، وتبؤوا مناصب وزارية ونيابية في الأردن ولبنان ، فكيف يصدقون هذا الأفاك وهم لم يروا شيئا مما ادعاه ، فهو لم يحرر الجولان ، بل لم يحرر قرية صغيرة اسمها مزارع شبعا ، وتخلى عنها ، وادعى أنها لبنانية ، فكيف يسير هؤلاء وراء كذاب أشر ؟؟؟ صبي مراهق ، يتلاعب بالألفاظ والكلمات ؟؟؟
الصنف الرابع: رجال الصحافة والإعلام
هذه الفئة من المخلوقات العجيبة الغربية ، التي من المفترض في أنها تحمل شهادات صحافية ، تلزمها ويفرض عليها شرف المهنة ، بعرض الحقيقة على الناس كما هي ، دون تزوير ولا تدليس ولا تضليل ، المفروض فيها أن تكون مخلصة لمهنتها ، صادقة مع نفسها ، حيادية في نقل الصورة الواقعة على الأرض كما هي ، دون مونتاج ، ولا تذويق ، ولا تجميل ، وأن تحمل آلام الناس ، وعذاباتهم ، وجراحهم ، وتعرضها على الملأ أجمع ، غير أن قسما منها ، قد عاهدت الشيطان ، وخالفت كل ما تعلمته ، ودرسته ، وآلت على نفسها أن تكون حليفا للمجرم بشار ، تؤيده وتدعمه لقاء دراهم معدودة – كما كان العراقي الخبيث العاهر الداعر ، الخسيس اللئيم ، مشعان الجبوري يؤيد القذافي ، ويسوق خطبه وهلوساته – فلما مات القذافي خنس مشعان لأنه لم يعد يتلق الدراهم ،.
وهكذا سيخنس هؤلاء قطعان الصحافة والإعلام ، حينما يموت بشار قريبا جدا إن شاء الله.
الصنف الخامس: بعض كهان الكنيسة المارونية ومافيا العهر والدعارة
الغريب العجيب من هذه الفئة من القطعان ، أنها بالعادة لا تتعامل مع السياسة ، ولا تحشر أنفها في هذه الأمور ، التي لا تهمها أصلا ، فهي همها الكهانة ، وإقامة ما يسمى القداسات ، وتوزيع البركات البابوية ، والضحك على الناس البسطاء ، ببيع صكوك الغفران ، وأراضي الجنان ، والعاهرات وبنات الهوى ، مشغولات ببيع الفتنة ، واللذة ، والمتعة الحرام ، ومشغولات بالإغراء ، وعرض الأجساد العارية ، فما بالهم الآن يركضون وراء بشار ، يؤيدونه ، ويدعمونه ، ويا سوأة بشار ، تدعمه تلك الفئة من القطعان الهائمة ، الضائعة ، التائهة التي بدأت تتلمس أن بضاعتها ستبور حين سقوط بشار فأخذت تكثف من دعمها وتأييدها له.
وهناك أصناف أخرى عديدة تقف داعمة ومؤيدة لبشار سأصرف النظر عنها الآن كي لا تطول المقالة .
ولكن أيا كانت الأصناف ، وأيا كانت الفئات غير السورية ، الداعمة لنظام بشار ، نريد أن نقول لهم بالوضوح الكامل ، والصراحة التامة وبالكلام العربي الفصيح :
أزيلوا عن عيونكم النظارات السوداء ، التي تمنعكم من رؤية الحقيقة ، وانزعوا السدادات التي تضعونها في آذانكم ، وتمنعكم من سماع دوي الشارع السوري ، الهادر ، الثائر ، المطالب برحيل بشار بل بإعدامه ، اقرؤوا التاريخ البعيد ، والحديث عن الطواغيت ، الذين سقطوا تحت ضربات الشعب ، ومنهم شاه ايران وتشاوسيسكوا ، وأمعنوا النظر في الأحداث القريبة في تونس ومصر ، وآخرها ليبيا منذ شهر ، وكيف قتل القذافي ملك ملوك أفريقيا وتأملوا في قول الشاعر التونسي :
إذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر
وتأملوا أيضا قول الله تعالى:
ولقد أهلكنا القرون من قبلكم لما ظلموا وجاءتهم رسلهم بالبينات وما كانوا ليؤمنوا ، كذلك نجزي القوم المجرمين .
كونوا على ثقة ويقين ، أن نظام بشار ، ساقط ، ساقط ، ساقط ، لأن هذا هو قانون الكون ،فلماذا تعاندون ، وتسيرون عكس التيار ، وتستمرون في محاربة الشعب السوري ، ومعاداته ، وهو الباقي يقينا ، وتدعمون نظاما ديكتاتوريا ، مستبدا آيلا للتهاوي بين لحظة وأخرى .
اغتنموا الفرصة الآن قبل فوات الآوان ، كي تمح أسماؤكم من القائمة السوداء ، التي أعدها الثوار ، وكل اسم يبقى فيها ، حتى سقوط النظام ، سيلقى أشد العذاب والنكال ،- جزاء ما اقترفت يداه ولسانه ، من تحريض على القتل ، وسفك الدماء - ، حتى ولو ذهب إلى المريخ أو المشتري ، فستطاله أيدي الثوار السوريين الأبطال .