الرئيســية
أخــبار وأســرار
سـياسة واســتراتيجي
بيزنس
ســيريا كافيه
آراء
أخــبار وأســرار
أخــبار وأســرار
سـياسة واســتراتيجي
بيزنس
ســيريا كافيه
آراء
أخــبار وأســرار
"الساحل السوري والسياسة" 2: قصة تسريح مئات الضباط العلويين
27 نوفمبر 2011
: اللاذقية ، ع. اسماعيل
فيلا آل (ج) في الساحل - خاص بموقعنا
نشر موقع "سيريا بوليتيك" الحلقة الأول
حول "السياسة في الساحل السوري"، وسلط الضوء على الشخصيات السياسية التي
دخلت السجون في العقود السابقة ودورها في المعارضة، وكيف تجري محاولات
عديدة لتهميشها حاليا. في الحلقة الثانية، يتطرق التقرير إلى قضية "الضباط
العلويين" من أصحاب السيرة الحسنة، الذي لم تسريحهم خلال العقود الماضية
لسبب بسيط وهو "كفاءتهم ونظافة أيديهم" فضلا عن سبب أخر أكثر أهمية وهو
وجود "ضباط بارزين أقدم منهم من أبناء منطقتهم وقفوا أمامهم لسبب شخصي وهو
أن هؤلاء الضباط القدماء لم يرغبوا أن يروا ضابطا كبيرا سواهم في تلك
المنطقة".
في قرى الساحل السوري، تبرز بعض الفيلل الضخمة في قرى مترامية هناك
وهناك، حيث تكون هناك فيلا في كل عدة قرى، وصاحب هذه الفيلا هو ضابط بارز،
تكسّب بغير مشروع، ولعل أبرز هذه الفيلل الفيلا الضخمة التي بناها العماد
المتقاعد (ت.ج) هو وإخوته في ريف مدينة جبلة، حيث قرروا وضع الفيلا في
منطقة مكشوفة لكي يراها جميع المسافرين والمارين في المنطقة. كانوا يقولون
للناس: نحن هنا. هذه العائلة الآن تتصارع على الأموال المنهوبة والفاسدة.
يتساءل بعض المراقبين، في ظل الأزمة السورية الحالية، عن الضباط
العلويين، ولماذا لا يتحركون. وبعيدا عن الأسباب الأمنية والفنية والتقنية
التي تعيق ذلك، يغيب عن أذهان المراقبين أن مئات الضباط العلويين – على أقل
تقدير- تم تسريحهم منذ التسعينات وحتى الألفية الجديد، ومعظمهم كان يتدرج
في مواقع عسكرية حساسة ومرموقة، ويحظى بسمعة حسنة في الجيش والبلاد.
من وقف وراء تسريح هؤلاء ؟ وقف وراء تسريحهم عدد من كبار الضباط في
البلاد، ولكن أبرزهم العماد (ع.د) والعماد (ت.ج). العماد (ع.د) كان يدير
الاستخبارات العسكرية حتى إخراجه منها عام 1998. كان يلقب بالرجل الثاني في
البلاد بعد الراحل حافظ الأسد. وكان السوريون يخافون ذكر اسمه حتى في
سريرتهم. وكان لهذا الشخص حسابات حتى داخل الطائفة، حيث قرّب أبناء عشيرته،
وأبعد أبناء العشائر الأخرى، لدرجة أصبح أبرز رؤوساء أفرع جهازه في زمنه
من عشيرته. وإضافة إلى السبب العشائري، كان وصديقه "ت.ج" يفلترون أي اسم
ضابط يشعرون أنه قد يشكل خطرا عليهم في المستقبل.
عندما أقيل العماد (ع.د) من منصبه لم يصدق السوريون ذلك، فهو رجل أخاف السوريين طيلة عقود، كما أن ملامحه غير معروفة للناس.
وأما العماد (ت.ج)، الذي قاد اللواء 81 في الفرقة الثالثة سابقا وحقق
نجاحا عسكريا لافتا في معركة السلطان يعقوب ضد الجيش الإسرائيلي إبان غزو
لبنان العام 1982، رقي إلى رتبة عماد في التسعينات وتم تعيينه مديرا لمكتب
الرقابة والتفتيش في الجيش التائع لرئاسة الأركان. وطوال سنوات خدمته، لم
يتوقف عن "فرملة" أي ضابط من أبناء منطقته يمكن أن يصل مستقبلا إلى مرتبته،
وسرح الكثير من العمداء وهم على أبواب رتبة "لواء"، فالرجل كان يعيش هاجسا
كبيرا وهو أنه لا يريد رؤية "عماد" في تلك المنطقة الساحلية.
فساد العماد (ت.ج) بدأ في الثمانينات، عندما كان برتبة عميد ومن ثم
لواء، وأقام مع أشقائه سلسلة مصانع في الساحل اعتمادا على قروض من الدولة،
رغم توفر السيولة معهم، ولا يعرف إن كانوا قد سددوا تلك القروض أم لا. كما
أن فيللهم المتناثرة من منطقة "السخابة" إلى "القطيلبية" في ريف الساحل
السوري، تشير إلى حجم فسادهم وسطوتهم. وأخر فيلا بنوها ( انظر الصورة
أعلاه) كانت من عدة طوابق وتشبه الثكنة العسكرية. اختلفوا عليها، وعلى
ملكية المصانع، وهددوا بعضهم البعض، وانشقوا إلى مجموعتين.
العماد (ت.ج) وقف أمام ضباط بارزين في الجيش من أبناء منطقته، كما أنه
على المستوى السياسي نصّب شقيقه (أ.ج) أمينا لفرع الحزب في جامعة تشرين
لسنوات متتالية والذي بدروه أكمل عمليات الفساد هناك، وكان يعيق أي تطور في
تلك الجامعة، وأنزل عقوبات بكل شخص يمكن أن يشكل اسما أكاديميا نظيفا، قبل
أن يقال من منصبه، وهو الأستاذ بكلية الهندسة الزراعية، وعلى رأي أحد
طلابه تحدث لموقعنا: إن الدكتور (أ) مستواه العلمي والفكري والثقافي هو
كيفية إخراج الدود من التفاح، إلا أن وجود شقيقه خلفه أوصله إلى منصب أمين
فرع الحزب في الجامعة.
ومن الأمثلة الحديثة عن "تهميش ضباط من أصحاب السمعة الجيدة"، اللواء
(ل.م) وأيضا هو من ريف الساحل السوري، وهو شقيق اللواء المتقاعد (م.م)
والعميد السابق الراحل (هـ.م)، إلا أن (ل) كان له سمعة تختلف جذريا عن
شقيقه (هـ)، حيث "لم يعرف عنه أذية الناس" كما أنه "مشهور بقوته العسكرية"
ولكنه ذات اليوم، وجد نفسه منتقلا إلى قطعة عسكرية أقل قوة، فكانت رسالة
مهمة له بتهميشه.
"سيريا بوليتيك" لم ينشر الأسماء الكاملة لكل من ورد في التقرير، خشية
استغلالها، كما أنه يحتفظ بأسماء الكثير من الضباط الذين تم تسريحهم ولم
ينشرها خشية استغلالها أيضا وقد يستخدمها البعض ويعتبرهم "منشقين".