قصة بائعة القداحات
قصة حقيقية مؤثرة تتحدث عن طفلة كانت تبيع القداحات في مدينة حمص السورية، تحولت إلى إرهابية، بقدرة قادر، لتستشهد بالقرب من أمها .
لم تكن تعلم سلوى ذات السبعة أعوام أن هذا العيد سيكون مختلفاً عما قبله، كانت تبيع القداحات على إشارة شارع الغوطة بحمص، لم تتمكن منذ 5 أيام أن تغادر ذلك الحي التاريخي (باب عمرو) فقوات الأسد أحاطت الحي بهالات الموت و الدماء و انهالت على سكانه بقذائف الغدر و الخيانة.
... انبطحوا جميعاً على الأرض ، باردة كانت الأجواء على عكس دمائهم .. قنبلة مسمارية اخترقت جدار بيتهم ووزعت الموت بالتساوي على أجساد أهلها .. كسرعة البرق شعرت بجسد أمها ثقلاً فوق جسدها النحيل ،
قالت ببراءة : (شبك يامو !!) ، لوهلة أحست أن أمها تود مداعبتها ، لكنها سرعان ما استفاقت من فكرتها .. أي مداعبة تلك بين القذائف .. شيء دافئ بدأت تشعر به سلوى .. أحمــر ..يسيل فوق وجهها .. إنها دماء والدتها .. كانت لحظات غاية في الخفقان .. استشهدت أمها كي تحميها .. ضاع صراخها بين أصوات القذائف .. في هذا الزمن لا يسمع العالم صراخ أطفال سورية .. ما يسمعوه هو خشخشة الدراهم ..
ساعة ، ساعتان ، ثلاثة .. و جسد أمها المتزايد بالبرودة ما زال قابعاً كجبل أشم أمامها .. منذ أيام أخبروها أن أباها أيضاً صار بالجنة ، و أخاها .. ما أسرع الانتقال إلى الجنة .. في حمص لا تحتاج لتذكرة للعبور إليها .. فقط أن تكون حمصياً فأنت مؤهل كي تدخل الجنة ..
اقتربت من أمها ، بدأت بيدها المرتجفة برداً تمسح شعرها المخضب بالدماء ، صرخت : (بردانة يا مّا !!) لم تنفع محاولاتها أن تبث الدفء في جسدها .. تناولت ما تبقى لها من قداحات لم تبعها .. أشعلت أول قداحة .. كشمعة في الليل .. تنير لكن لا تدفئ .. الدفء بات حلماً في حمص .. مطلباً محقاً كالحرية .. كخلع الظلام من كراسيها ..
ظنت الكتائب الأسدية نور القداحة المنبعث في هذا الظلام أنه ضوء قناصة سلفية ، أو لربما إشارة من سلاح نووي
)سيدي !! التقطنا إشارات ضوئية لا سلكية من هاد البيت !! كأنو عصابات مسلحة فيه!!)
)قرد ولو ، شو ناطير ، اقصف اقصف)
آخر ما رأته سلوى .. كان نوراً من نوع آخر ، أشد وهجاً من نور قداحتها .. و دماء أشد سيلانا من دماء أمها .. كان مزيج الألم و البرد و البارود هو أكسير الشهادة التي احتفلت به سلوى في العيد ..
)سيدي ، دمرنا بيت العصابة المسلحة !!)
)عفارم ، رح بشّر المعلم ، سيدي : قضينا على أخطر وكر إجرامي !! حوّل(
افتقدت السيارات عند إشارة الغوطة سلوى .. سمعوا أن عائلة أبيدت في الأخبار .. و سمعوا في أخبارهم أنه تم قتل أخطر إرهابية .. كانت تشتري الوقود لمنصات الصواريخ ..
جسد سلوى مازال بارداً .. بجانب جسد أمها .. . ينتظر منكم .. ما عليكم ..
قصة حقيقية مؤثرة تتحدث عن طفلة كانت تبيع القداحات في مدينة حمص السورية، تحولت إلى إرهابية، بقدرة قادر، لتستشهد بالقرب من أمها .
لم تكن تعلم سلوى ذات السبعة أعوام أن هذا العيد سيكون مختلفاً عما قبله، كانت تبيع القداحات على إشارة شارع الغوطة بحمص، لم تتمكن منذ 5 أيام أن تغادر ذلك الحي التاريخي (باب عمرو) فقوات الأسد أحاطت الحي بهالات الموت و الدماء و انهالت على سكانه بقذائف الغدر و الخيانة.
... انبطحوا جميعاً على الأرض ، باردة كانت الأجواء على عكس دمائهم .. قنبلة مسمارية اخترقت جدار بيتهم ووزعت الموت بالتساوي على أجساد أهلها .. كسرعة البرق شعرت بجسد أمها ثقلاً فوق جسدها النحيل ،
قالت ببراءة : (شبك يامو !!) ، لوهلة أحست أن أمها تود مداعبتها ، لكنها سرعان ما استفاقت من فكرتها .. أي مداعبة تلك بين القذائف .. شيء دافئ بدأت تشعر به سلوى .. أحمــر ..يسيل فوق وجهها .. إنها دماء والدتها .. كانت لحظات غاية في الخفقان .. استشهدت أمها كي تحميها .. ضاع صراخها بين أصوات القذائف .. في هذا الزمن لا يسمع العالم صراخ أطفال سورية .. ما يسمعوه هو خشخشة الدراهم ..
ساعة ، ساعتان ، ثلاثة .. و جسد أمها المتزايد بالبرودة ما زال قابعاً كجبل أشم أمامها .. منذ أيام أخبروها أن أباها أيضاً صار بالجنة ، و أخاها .. ما أسرع الانتقال إلى الجنة .. في حمص لا تحتاج لتذكرة للعبور إليها .. فقط أن تكون حمصياً فأنت مؤهل كي تدخل الجنة ..
اقتربت من أمها ، بدأت بيدها المرتجفة برداً تمسح شعرها المخضب بالدماء ، صرخت : (بردانة يا مّا !!) لم تنفع محاولاتها أن تبث الدفء في جسدها .. تناولت ما تبقى لها من قداحات لم تبعها .. أشعلت أول قداحة .. كشمعة في الليل .. تنير لكن لا تدفئ .. الدفء بات حلماً في حمص .. مطلباً محقاً كالحرية .. كخلع الظلام من كراسيها ..
ظنت الكتائب الأسدية نور القداحة المنبعث في هذا الظلام أنه ضوء قناصة سلفية ، أو لربما إشارة من سلاح نووي
)سيدي !! التقطنا إشارات ضوئية لا سلكية من هاد البيت !! كأنو عصابات مسلحة فيه!!)
)قرد ولو ، شو ناطير ، اقصف اقصف)
آخر ما رأته سلوى .. كان نوراً من نوع آخر ، أشد وهجاً من نور قداحتها .. و دماء أشد سيلانا من دماء أمها .. كان مزيج الألم و البرد و البارود هو أكسير الشهادة التي احتفلت به سلوى في العيد ..
)سيدي ، دمرنا بيت العصابة المسلحة !!)
)عفارم ، رح بشّر المعلم ، سيدي : قضينا على أخطر وكر إجرامي !! حوّل(
افتقدت السيارات عند إشارة الغوطة سلوى .. سمعوا أن عائلة أبيدت في الأخبار .. و سمعوا في أخبارهم أنه تم قتل أخطر إرهابية .. كانت تشتري الوقود لمنصات الصواريخ ..
جسد سلوى مازال بارداً .. بجانب جسد أمها .. . ينتظر منكم .. ما عليكم ..