قتلت القوات السورية اثنين من المتظاهرين عندما أطلقت النار على مظاهرة ليلية بمدينة دير الزور شرقي سوريا، في حين أفادت مصادر للجزيرة بأن 12 شخصا على الأقل قتلوا خلال دخول دبابات الجيش السوري مدينة حمص وسط البلاد فجر أمس، وذلك في وقت اعتقلت فيه القوات السورية 250 شخصا بينهم ناشطون بارزون من قادة الاحتجاجات في مدينة بانياس الساحلية.

ونقلت وكالة رويترز عن شاهد عيان قوله إن القوات السورية قتلت اثنين على الأقل من المتظاهرين مساء الأحد حين أطلقت النار على مظاهرة في مدينة دير الزور شرق سوريا.

وأضاف الشاهد من حي المطار القديم في المدينة "توجد جثتان على الأرض ولا يمكن لأحد الوصول إليهما.. ما زال هناك إطلاق للنار ويفر الناس من المكان".

وقال سكان في دير الزور -وهي مركز إنتاج النفط في سوريا- إن المدينة شهدت مظاهرات تجتذب ما يصل إلى أربعة آلاف شخص كل ليلة منذ قتلت قوات الأمن أربعة محتجين في المدينة ينادون بالحرية والديمقراطية يوم الجمعة الماضي.

قتلى حمص
وفي مدينة حمص أفادت مصادر للجزيرة بأن 12 على الأقل قتلوا وأصيب عدد آخر بجروح خلال دخول الدبابات بعد منتصف ليل السبت إلى أحياء بالمدينة، في أول توغل في مناطق سكنية بثالث أكبر المدن السورية.


وقال نشطاء حقوقيون إن دبابات وجنودا دخلوا فجر الأحد إلى ثلاثة أحياء في حمص هم باب السباع وبابا عمرو وتل الشور بعد قطع الكهرباء والاتصالات الهاتفية عنها.


وذكر النشطاء لوكالة رويترز أن أصوات الأسلحة الآلية والقصف ترددت في المدينة التي يسكنها مليون نسمة.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان -ومقره لندن- في بيان إن حصارا كاملا فرض على المناطق التي دخلتها الدبابات في حمص، مشيرا إلى أن هناك تعتيما كاملا على عدد القتلى والجرحى، في حين تتعرض الاتصالات والكهرباء للانقطاع على نحو متكرر هناك.

في المقابل أشارت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) إلى أن "عصابة مسلحة" قتلت بالرصاص عشرة عمال سوريين مدنيين لدى عودتهم من لبنان في كمين لحافلة قرب مدينة حمص أمس الأحد.

ونقلت الوكالة عن طبيب في مستشفى بحمص قوله إن الجثث بها آثار طلقات رصاص من مسافة قريبة في الرأس والصدر والبطن.


وكانت منظمة "إنسان" للدفاع عن حقوق الإنسان، أكدت مقتل 16 متظاهرا الجمعة في حمص عندما أطلقت قوات الأمن النار على مظاهرة مناهضة للنظام وصلت إلى باب دريب وسط المدينة.

دبابات في طفس
في سياق متصل دخلت ثماني دبابات على الأقل بلدة طفس القريبة من درعا جنوبي البلاد صباح الأحد، وقال سكان إنهم سمعوا أصوات أعيرة نارية وإن قوات تابعة للجيش وأجهزة أمنية تقتحم منازل لاعتقال شبان.

ونقلت رويترز عن ناشط حقوقي في منطقة سهول حوران أن رجلا قتل
عندما اقتحمت قوات الأمن منزله في بلدة طفس الجنوبية واعتقلت عشرات في البلدة، مشيرا إلى أن قوات الأمن معها قوائم بأسماء مئات المطلوبين.

وقال شهود إن دبابات تطوق أيضا بلدة داعل قرب الطريق السريع الرئيسي المؤدي إلى الأردن، في الوقت الذي كثف فيه الجيش من وجوده في أنحاء منطقة حوران بعد انسحاب جزئي من درعا وإعادة فتح بلدات ريفية مجاورة.

نفي
في غضون ذلك نفى أهالي مدينة إنخل السورية ما رددته وسائل الإعلام الرسمية الحكومية حول طلب الأهالي من الجيش وعناصر الأمن دخول المدينة للقضاء على من وصفوهم بالمخربين.

وقال الأهالي في بيان حصلت الجزيرة على نسخة منه، إن "هذا الأمر لا أساس له من الصحة"، واعتبروه "مقدمة لدخول عناصر الأمن والشبيحة إلى المدينة لارتكاب مجزرة جديدة".

اعتقالات بانياس
وفي بانياس الساحلية، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن القوات السورية ألقت القبض أمس الأحد على زعيمين للمحتجين بين 250 شخصا على الأقل احتجزوا هناك منذ دخلت وحدات للجيش المدينة السبت.

وقال المرصد -وهو جماعة حقوقية مقرها لندن- إن قوات الأمن احتجزت الشيخ أنس عيروط إمام مسجد الرحمن الرئيسي في المدينة والناشط البارز بسام صهيوني.

وأوضح المرصد في وقت سابق أن بين المعتقلين طفلا في العاشرة من عمره.


وقال رئيس المرصد رامي عبد الرحمن إن أغلب المعتقلين ألقي القبض عليهم أثناء الليل، لافتا إلى وجود قناصة يتمركزون على أسطح أبنية الأحياء الجنوبية من المدينة (مركز حركة الاحتجاج)، محذرا من "كارثة إنسانية" في هذه الأحياء حيث يقيم -كما قال- عشرون ألف شخص.


وأضاف أن المدينة معزولة عن العالم الخارجي لأن الاتصالات الهاتفية والكهرباء والمياه قطعت عنها.

ونقلت رويترز عن دبلوماسي غربي قوله إن سبعة آلاف شخص ألقي القبض عليهم منذ اندلاع الاحتجاجات المطالبة بالحرية في سوريا منتصف مارس/آذار الماضي.