من مذكرات مواطن - قصة حقيقية
التاريخ: عام 1986
اليوم: الجمعة
المكان: كراج الهوب هوب في دمشق
انهال عنصر المخابرات المكلف بالتفتيش على الهويات (بالصفع) على رقبة شاب عسكري مجند في باص الهوب هوب، لأنه تلكأ على الباب أثناء ركوب عنصر الأمن الأشوس
لم يتجرأ المجند المسكين على التلفظ بحرف واحد مقابل عبارة (قرد ولاااااااا، هنت آآبتفهم)، بل لم يتجرأ على رفع يده لصد الصفعات
أريد أن أنسى كيف أخذ ذلك العسكري المسكين ورقة وقلماً من سائق الباص وكتب تقريراً عما حصل استغرقت كتابته المسافة من دمشق إلى القطيفة
ثم طوى التقرير ووضعه في جيبه، ونفخ دخان سيكارة الحمراء القصيرة (صناعة وطنية) وهو ينظر إلى أرض الباص
ربما كان على يقين أنه سينقع تلك الورقة ويشرب ماءها لاحقاً، لكنه لم يجد وسيلة أخرى ليثأر لكرامته التي سفحت أمامنا
لا أدري، قد يكون واحداً ممن يقرأون هذه الأسطر الآن
فليته يسامحني، لأن صمتي وصمت كل من كان في باص الهوب هوب كان إقراراً منا بأننا جبناء، صمتنا كان أشد عليه (وعلينا) من الصفعات التي تلقاها
لا زلت بعد مرور ربع قرن على الحادثة، أتذكرها كأنها حدثت قبل لحظات
واليوم، كلما أوقفني حاجز تفتيش في دمشق لا أسمع ما يقوله لي عنصر المخابرات، بل أخرج هويتي قبل أن يطلبها
خوفاً من الصفع وخوفاً من أن يقول لي (قرد ولاااااااا، هنت آآبتفهم)، وخوفاً من أن لا أجد من يعيرني ورقة وقلماً أكتب فيها تقريراً وأنقعه وأشرب ماءه لاحقاً
....................
ويقولون لك: شو الحرية اللي بدك إياها
التاريخ: عام 1986
اليوم: الجمعة
المكان: كراج الهوب هوب في دمشق
انهال عنصر المخابرات المكلف بالتفتيش على الهويات (بالصفع) على رقبة شاب عسكري مجند في باص الهوب هوب، لأنه تلكأ على الباب أثناء ركوب عنصر الأمن الأشوس
لم يتجرأ المجند المسكين على التلفظ بحرف واحد مقابل عبارة (قرد ولاااااااا، هنت آآبتفهم)، بل لم يتجرأ على رفع يده لصد الصفعات
أريد أن أنسى كيف أخذ ذلك العسكري المسكين ورقة وقلماً من سائق الباص وكتب تقريراً عما حصل استغرقت كتابته المسافة من دمشق إلى القطيفة
ثم طوى التقرير ووضعه في جيبه، ونفخ دخان سيكارة الحمراء القصيرة (صناعة وطنية) وهو ينظر إلى أرض الباص
ربما كان على يقين أنه سينقع تلك الورقة ويشرب ماءها لاحقاً، لكنه لم يجد وسيلة أخرى ليثأر لكرامته التي سفحت أمامنا
لا أدري، قد يكون واحداً ممن يقرأون هذه الأسطر الآن
فليته يسامحني، لأن صمتي وصمت كل من كان في باص الهوب هوب كان إقراراً منا بأننا جبناء، صمتنا كان أشد عليه (وعلينا) من الصفعات التي تلقاها
لا زلت بعد مرور ربع قرن على الحادثة، أتذكرها كأنها حدثت قبل لحظات
واليوم، كلما أوقفني حاجز تفتيش في دمشق لا أسمع ما يقوله لي عنصر المخابرات، بل أخرج هويتي قبل أن يطلبها
خوفاً من الصفع وخوفاً من أن يقول لي (قرد ولاااااااا، هنت آآبتفهم)، وخوفاً من أن لا أجد من يعيرني ورقة وقلماً أكتب فيها تقريراً وأنقعه وأشرب ماءه لاحقاً
....................
ويقولون لك: شو الحرية اللي بدك إياها